إطلاق صفارات الإنذار في وادي عارة ومجيدو شمال إسرائيل
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن "وثيقة"، تؤكد أن قادة حماس قضَوْا سنوات، لتطوير "خطة"، عرفت باسم "إستراتيجية معركة الأنفاق"، لمواجهة الجيش الإسرائيلي، في أنفاق مظلمة تحت الأرض، قبل وقت طويل من هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
و"الدليل"، الذي استولت عليه القوات الإسرائيلية، واستعرضته صحيفة "نيويورك تايمز"، يُمثل جزءًا من جهد دام سنوات بذلته حماس، قبل وقت طويل من هجومها في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول، لبناء عملية عسكرية تحت الأرض يمكنها الصمود لفترات طويلة، علاوة على تمكينها من التصدي للهجمات، وإبطاء القوات البرية الإسرائيلية داخل الأنفاق المظلمة.
وأظهرت السجلات التي عُثر عليها في ساحة المعركة التي تدور حاليًّا بين حماس وإسرائيل، استعدادات حركة حماس سابقًا، حيث تم وضع أبواب مضادة للتفجير على فوّهات الأنفاق، للحماية من القنابل، ونيران الجنود الإسرائيليين.
وبحسب الوثائق المكتشفة، فإن قادة ألوية حماس، قاموا بمراجعة الأنفاق أسفل غزة، وحددوا الأماكن الحيوية تحت الأرض، وعلى السطح التي تحتاج إلى "تحصين".
وقبل عام واحد فقط من مهاجمة إسرائيل، وافق يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، على إنفاق 225 ألف دولار، لتركيب أبواب ضد الانفجار، لحماية شبكة أنفاق الميليشيا من الغارات الجوية والاعتداءات البرية، وفق الصحيفة.
وفي رسالة مكتشفة يُعتقد أنها موجهة من السنوار إلى القائد العسكري الضيف، يمكن تقدير حجم الأموال التي أنفقتها حماس على تزويد الأنفاق، خصوصًا في شمال غزة وخانيونس، بالأبواب المضادة للانفجار القادرة على إغلاق أجزاء الأنفاق من بعضها البعض ومن الخارج، ما يحمي من التفجيرات والخروقات، وإعاقة استخدام الجيش للطائرات دون طيار لتفتيش الأنفاق ورسم خرائط لها.
ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين، كانوا يعلمون قبل الحرب أن لدى حماس شبكة أنفاق واسعة النطاق، ولكن ثبت أنها أكثر تطورًا واتساعًا مما كانوا يعتقدون.
وبحسب الصحيفة، يصف دليل حماس للقتال تحت الأرض، الذي عُثر عليه في منطقة الزيتون بمدينة غزة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وفق مسؤولين إسرائيليين، بتفصيل دقيق، عن كيفية الإبحار في الظلام، والتحرك خلسة تحت غزة، وإطلاق الأسلحة الآلية في أماكن ضيقة لتحقيق أقصى قدر من الفتك.
ويُقدر الجيش الإسرائيلي، أن بناء نفق بدائي يبلغ طوله نصف ميل تقريبًا يُكلف حماس نحو 300 ألف دولار أمريكي.
واكتشف الجيش الإسرائيلي، منذ بداية الحرب، الكثير من الأنفاق، التي أطلق عليها اسم "مترو غزة"، وفق الصحيفة.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون:"واجه الجيش الإسرائيلي مرارًا وتكرارًا، أبوابًا مضادة للانفجار أثناء قيامه بتطهير الأنفاق.
وبمجرد اختراق تلك الأبواب، نادرًا ما يجد الجنودُ مقاتلي حماس خلفها؛ ما يعكس إستراتيجية الهجوم والتراجع التي أصبحت شائعة".
وتتنوع هذه الأنفاق بين بدائية تستخدم لشن الهجمات الخاطفة، وأخرى معقدة وبعمق عشرات الطوابق تحت الأرض، تستخدم كمقار قيادة وسيطرة واتصالات أو شرايين تربط مصانع الأسلحة تحت الأرض بمنشآت التخزين، ما يُخفي البنية التحتية العسكرية لحماس بالكامل.