طيران مروحي إسرائيلي يقصف بلدة عبسان الجديدة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة
تتوالى ردود أفعال ساسة وشخصيات دبلوماسية ومؤرخين في مصر، حول ما خرج من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا، بمرور السفن الأمريكية من قناة السويس دون رسوم عبور.
وأكدت شخصيات مصرية في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه لا يوجد على مدار تاريخ قناة السويس منذ حفرها أو افتتاحها عام 1869 ومرور السفن فيها سواء قبل التأميم في عام 1956 أو بعد عودتها للملاحة في عام 1975 بعد نصر أكتوبر، أي اتفاق أو وثيقة تعطي لأمريكا أو أي دولة أخرى أي إعفاء لرسوم عبور السفن أو أولوية حتى في المرور.
وأوضحوا أن ترامب يرغب دائما في إثارة الجدل بتصريحات غير منطقية لا يحكمها أي صوت عاقل ويتعامل على أنه تاجر ومقاول أكثر منه سياسي ورئيس دولة، وفق تعبيرهم.
وكان ترامب أثار تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب تصريح أدلى به، أمس السبت، قال فيه إنه لا ينبغي فرض رسوم على السفن الأمريكية لاستخدام قناة السويس المصرية أو قناة بنما.
وتعليقا على ذلك، يقول مساعد وزير الخارجية الأسبق في مصر، السفير حسين هريدي، إن كافة الحقوق وعلى رأسها التاريخية الخاصة بقناة السويس فهي لمصر وهو ما تؤكده كافة الاتفاقيات الدولية وفي الصدارة اتفاقية القسطنطينية التي وقعت عام 1888، والتي تنظم أيضا المرور في القناة في حالتي الحرب والسلم.
وأضاف هريدي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن السيادة الوحيدة على قناة السويس لمصر التي يمر المجرى الملاحي في قلب أرضها، وصاحب الحق فيها هو الشعب المصري الذي ضحى كثيرا منذ أول يوم حفر فيها منذ أكثر من 160 سنة، مرورا برفض الدولة المصرية الوقوع تحت أي ابتزاز حفاظا عليها وحماية لها، بل خاضت في سبيل ذلك الحروب من أجل أن تكون قناة مصرية خالصة.
وعلّق رئيس حزب الجيل الديمقراطي، ناجي الشهابي، بأن هذا التصريح يأتي ضمن محاولات مستمرة من ترامب لابتزاز الدول ونهبها بطريقة أو أخرى، مشيرا إلى انتهاك القانون الدولي، ومنها اتفاقية القسطنطينية التي تنظم حركة المرور في قناة السويس.
وأضاف الشهابي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه "يجب أن يؤخذ الأمر على محمل الجد ولا بد من رد فوري على ما صدر عن ترامب، لأن ذلك تجاوز للكثير من الخطوط".
وتابع:"لم نسمع يوما ما أن أمريكا التي كانت تعاني من التفكك والحرب الأهلية وقت حفر القناة، أن لها أي علاقة بالمجرى الملاحي المصري".
ويؤكد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة الدكتور محمد عفيفي، أنه لا يوجد أي اتفاقية تسمح لأمريكا أو أي دولة أخرى بمرور سفنها من قناة السويس دون سداد الرسوم وحتى قبل تأميم القناة في عام 1956، عندما كانت تدار من قبل الشركة العالمية لقناة السويس ، لم يكن هناك إعفاء لأي دولة من الرسوم أو أولوية في مرور السفن التابعة لها.
وأبدى عفيفي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، استغرابه من حديث ترامب وربطه لقناة السويس بأمريكا، مشيرا إلى أن القناة عندما تم حفرها كانت الولايات المتحدة حينئذ منشغلة بالحرب الأهلية بداخلها، مشيرا إلى أنه يرغب دائما في إثارة الجدل بتصريحات غير منطقية لا يحكمها أي صوت عاقل.
وتساءل عفيفي: "على أي أساس تحصل على إعفاء لمرور السفن الأمريكية.. فماذا ستستفيد مصر من ذلك؟!".
وتحدث عن ضرورة أن يكون هناك رد بالاتفاقيات الدولية الخاصة بحركة قناة السويس وما يتعلق بالسيادة المصرية عليها، وذلك في الوقت الذي طلب فيه ترامب من وزير خارجيته بحث ذلك.
ويقول أستاذ النقل واللوجيستيات الدكتور حسن مهدي، إنه كمواطن مصري يبحث طوال الساعات الأخيرة عن أي نقطة تتعلق بما خرج من ترامب بمرور سفنه من قناة السويس دون سداد رسوم، فلم يجد سوى أنها مجرى مائي حفر بدماء المصريين الذين خاضوا من أجلها الكثير من الحروب، وبذلت الدولة كل ما بوسعها لتنميتها وتحملت صعوبات كبيرة في تطهيرها بعد نصر أكتوبر 1973 حتى تم افتتاحها مجددا وعودتها للملاحة عام 1975، بعد أن ظلت مغلقة منذ عام 1967.
وأضاف مهدي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن سداد رسوم المرور أمر يحدث في كل دول العالم ومن الغريب أن يكون حوله حديث، وذلك لعدة أسباب من بينها أنها ملكية خالصة للشعب المصري الذي من الطبيعي أن يستفيد منها فضلا عن اعتبارات فنية أخرى من بينها أن تلك السفن التي تعبر المجرى الملاحي يصاحبها إرشاد وتوجيه عبر وحدات مملوكة لهيئة قناة السويس وهذا من المؤكد أنه ليس مجانيا.
وأشار إلى أن ترامب يتعامل على أنه تاجر ومقاول أكثر منه سياسي ورئيس دولة، مضيفا: "عندما كانت القناة تحت الامتياز الفرنسي قبل التأميم في 1956، كانت السفن الفرنسية تدفع رسوما.. بأي أساس يكون حديثه الغريب.. المنطق سقط مع ترامب!" وفق تعبيره.