رجّح خبراء ومختصون أن تؤدي عملية إطلاق النار المزدوجة التي وقعت في مدينة يافا وسط إسرائيل، إلى إجراءات إسرائيلية مشددة وغير مسبوقة، خاصة في مناطق جنوب الضفة الغربية التي كانت أكثر استقرارًا مقارنة بتلك الواقعة في شمالها.
وأسفرت العملية التي نفذها فلسطينيان من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، عن مقتل 7 إسرائيليين، وإصابة 17 آخرين بدرجات متفاوتة، وجاءت في ظل رفع الأجهزة الأمنية من درجة التأهب لديها بسبب الأعياد اليهودية.
وينحدر منفذاها اللذان قُتل أحدهما، في حين يرقد الآخر في مستشفى إسرائيلي، من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهي من المناطق الأكثر هدوءًا مقارنة بمدن شمال الضفة خاصة جنين ونابلس.
وقال المحلل المختص في الشأن الإسرائيلي إبراهيم ربايعة، إن "إسرائيل أخذت، ومنذ لحظة العملية، إجراءات عقابية سريعة تتمثل في الإغلاق المشدد على الضفة الغربية، وتقييد حركة الفلسطينيين بشكل أكبر، وفرض قيود على دخول عمال الداخل إلى إسرائيل".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الإغلاق الذي يُفرض على الضفة الغربية، وحصار مناطق جنوب الضفة، هما جزء من الممارسات الإسرائيلية كعقاب جماعي للفلسطينيين، حيث تقيم إسرائيل قرابة 600 حاجز أو عائق يقطع أوصال الضفة الغربية، وتتحكم في حياة المواطنين، حيث يتم فتحها وإغلاقها وفق الإهواء الإسرائيلية".
وتابع أن "الحكومة الاسرائيلية تعمل ضمن مشروع للسيطرة على الضفة الغربية، وهي لا تحتاج لذرائع، لكن مثل هذه العمليات تستخدم للتعبئة نحو المزيد من الإجراءات العقابية".
وأوضح أن "الوضع في جنوب الضفة الغربية يختلف عما هو في شمالها، والتصعيد في مناطق الجنوب سيكون مختلفًا، وسيكون التضييق، وتقطيع الأوصال، والعقوبات الاقتصادية، مقدمة لإجراءات أوسع"، مشيرًا، في الوقت ذاته، إلى أن إسرائيل قد لا تلجأ لعملية واسعة في جنوب الضفة.
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي أمجد بشكار، أن الضفة الغربية في نظر العقيدة الإسرائيلية هي مركز الصراع الحقيقي، لافتًا إلى أن الإجراءات الإسرائيلية حوّلت الضفة إلى "قنبلة موقوتة".
وقال بشكار لـ"إرم نيوز" إن "عملية يافا تشير إلى أن العمل المقاوم مستمر طالما كان هنالك تصعيد إسرائيلي سواء في مدن شمال أو جنوب الضفة الغربية".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي عمل على التضييق عبر الحواجز على حياة المواطنين الفلسطينيين هناك، لكن الصراع الأكبر في مناطق جنوب الضفة الغربية هو مع المستوطنين، لأن الاستيطان يضم كل يوم مساحات شاسعة".
وأوضح أن "إسرائيل تتجه لفرض عقوبات اقتصادية على مدينة الخليل بالتحديد"، لافتًا إلى أن المدينة تعد عصب الاقتصاد الفلسطيني والإجراءات الاقتصادية فيها ستكون قاسية جدًا".