الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات إنذار تدوي في قيساريا ومحيطها
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن حرب غزة تسببت بانفصال العديد من الأمهات عن أبنائهن بسبب القصف المستمر واستحالة الوصول إلى المستشفيات التي ضُرب عليها حصار إسرائيلي يحول دون الخروج أو الدخول.
وأضافت الصحيفة في تقرير أن بعض أمهات غزة اللاتي أنجبن قبل أيام من هجوم، السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، واضطُررن لترك أبنائهن في الخداج أو داخل أقسام الأطفال المتخصصة، فُرض عليهن قسرًا الابتعاد عن أطفالهن وعدم القدرة على مشاهدتهم أو حتى الاتصال للاطمئنان على سلامتهم، بسبب الانقطاع المتواصل للإنترنت والاتصالات، منذ قرابة 5 أسابيع.
واستشهد التقرير بقصة الأم "حنان بيوك"، من منطقة خان يونس في قطاع غزة، التي أنجبت 3 توائم، أواخر أغسطس/ آب، عن طريق التلقيح الاصطناعي لعدم تمكنها وزوجها من الإنجاب الطبيعي، والتي حُرمت من رؤيتهم منذ اندلاع الحرب.
قالت حنان: " كان من المفترض أن أذهب وزوجي لاستلام أطفالي في 10 أكتوبر، لكن بفعل القصف في شمال غزة لم نستطع الخروج"، وأضافت:" أراهم في كل مكان حولي. أخشى أن أقتل في هذه الحرب، قبل أن أتمكن من رؤيتهم مرة أخرى.. ولا أعرف من سيعتني بهم".
أحلام وخوف
وتابعت الأم بأنها، وبينما يحتدم القتال حول مدينتهم، تقف بين أسرة الأطفال الفارغة، وأنه لم تمر ليلة واحدة دون أن تحلم فيها بحمل أطفالها الذين من المقرر أن تكون أعمارهم 3 أشهر في غضون أسبوعين.
وعبَّرت عن مدى خوفها من أن يفقدوا حياتهم بفعل ما تتعرض له المستشفيات من انعدام جميع الخدمات الصحية، ووسائل المحافظة على الحياة.
ولفت التقرير إلى أن بعض الممرضات تتولّى مهمة الأمهات الحقيقيات لهؤلاء الأطفال في محاولة لتعبئة الفراغ النفسي لديهم والحيلولة دون شعورهم بالعزلة.
وأضاف بأن العديد من الأطفال لن يكون بمقدورهم التعرف على أمهاتهم، في حال عودتهن وعدم مقتلهن في الحرب، بسبب طول فترة الغياب التي قد تمتد لأشهر.
وأكد التقرير على أنه دون الاهتمام المستمر من أحد الوالدين أو مقدم الرعاية بدوام كامل، لن يتم تحفيز الأطفال بشكل كافٍ.. ولن يمكنهم تعلم التركيز، أو دراسة وجوه البالغين الذين يحدقون بهم لتقليد أصواتهم وتعبيراتهم.
المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية