رئيسة المكسيك تدعو للاعتراف بدولة فلسطين مثل إسرائيل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط
تعيش ليبيا حالة من الترقب لمآلات التصعيد الحالي بين الفرقاء، عقب إغلاق حقول وموانئ النفط، وهي خطوة اتخذت في شرق البلاد؛ احتجاجًا على إقالة محافظ المصرف المركزي "الصديق الكبير" من قبل المجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي.
وأعلنت حكومة الاستقرار الوطني برئاسة أسامة حماد، وهي مدعومة من البرلمان الليبي والجيش، إغلاق الحقول النفطية في شرق ووسط وجنوب البلاد، في حين يستمر الاستنفار حول المصرف المركزي في العاصمة طرابلس؛ مما أثار مخاوف عبّرت عنها الأمم المتحدة وأطراف دولية من عودة الحرب إلى البلاد.
وتوجد في ليبيا الآن حكومتان متنافستان، الأولى في غرب البلاد يرأسها عبد الحميد الدبيبة، وهي معترف بها دولياً، لكن يسعى البرلمان ومجلس الدولة، وهما جسمان تشريعيان، لإطاحتها، والثانية في شرق البلاد برئاسة حماد.
"حرب النفط"
وعلّق الخبير العسكري عادل عبد الكافي على هذه التطورات بالقول إن "النفط في ليبيا يعتبر أداة من أدوات الصراع، طبعا الطرف الذي يستخدم ورقة النفط، سواء كان على صعيد الصراع السياسي أو المسلح أو بالتهديد بغلقه، هم من الشرق".
وأوضح عبد الكافي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "في مرحلة معينة قد تكون هناك حرب حول الحقول النفطية، وهي حرب تم تجنبها على مدار السنوات الماضية، رغم وقوع مواجهات في السنوات الماضية في رأس لانوف والهلال النفطي، وما أوقف تلك المواجهات هي الإنذارات التي وجهتها دول عدة، لا سيما أن هناك شركات أجنبية تعمل في المجال".
وأضاف: "لذلك، لولا التهديدات الغربية وتلك التي أطلقتها الدول التي لها مصالح ونافذة على مستوى الطاقة على الأراضي الليبية، لكانت هناك كارثة بيئية في البلاد؛ لأن الأطراف الليبية لا تراعي مدى خطورة استغلال ورقة النفط في المساومات السياسية والعسكرية، وهذا دليل على ضعف قدراتهم في الحصول على مكاسب من خلال التحركات السياسية السلمية".
وأنهى عبد الكافي حديثه بالقول إن: "أدوات القادة السياسيين ضعيفة للحصول على مكاسب سياسية أو حتى طرح أفكار تؤدي إلى الحصول على هذه المكاسب، لذلك هم يلجؤون إلى ورقة النفط".
"حماية النفط"
وقال المحلل السياسي كامل المرعاش: "للأسف النفط رغم أنه نعمة، تحوّل إلى نقمة؛ بسبب العابثين والفاسدين ومن يدعمهم من الخارج، الذين لهم مصلحة مباشرة في سرقة عائداته أو توقفه"، على حد تعبيره.
وأضاف المرعاش، في تصريح لـ"إرم نيوز": "في اعتقادي الحرب مستبعدة حاليا، لا أحد يريدها الآن، لكن توقف ضخ النفط أصبح مؤكدًا.. ومن الواجب حمايته من النهب الممنهج الذي شهده منذ ثلاث سنوات من عمر حكومة عبد الحميد الدبيبة".
واستنتج أن "توقفه سيستمر إلى حين وصول الدول الغربية إلى الاقتناع بضرورة رحيل الدبيبة والحد من الفساد وإيجاد آلية تقسم فيها عائدات النفط بالتساوي على كل مناطق ليبيا، ورفع يد الفساد والنهب عن هذا القطاع الحيوي"، على حد قوله.