إعلام إسرائيلي: نتنياهو يجري مشاورات الليلة لبحث الرد على الهجوم الإيراني
مع انخفاض حدة هجمات ميليشيا الحوثي ضد السفن التجارية، بدأت أهداف الضربات الأمريكية البريطانية المقابلة في التقلص والاقتصار على محافظة الحديدة، ذات الشريط الساحلي الممتد بمسافة 340 كيلو مترا.
وخلال الأسابيع الأخيرة من عمر العمليات العسكرية الدولية التي انطلقت في 12 يناير الماضي، باتت الهجمات مركزة بشكل أكبر على مديرية الصليف، شمالي غرب محافظة الحديدة، إلى جانب الضربات الوقائية ضد أهداف عسكرية متحركة في البحر أو الجو.
أهداف أرضية
وكشفت تقارير دولية مطلع الشهر الجاري، عن إستراتيجية جديدة للولايات المتحدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في ممرات الملاحة البحرية الدولية، تعتمد على منظومات المراقبة الجوية والإلكترونية والتحكم عن بعد من البرّ.
وتمكنت المقاتلات الأمريكية أمس الأربعاء، وعبر 3 غارات جوية استهدفت مديرية الصليف من تدمير "نظام صواريخ أرض جو ورادار" تابع لميليشيا الحوثي، وفق القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم".
ومنذ مطلع الشهر الجاري، أعلنت القيادة الأمريكية عن 11 عملية هجومية في الحديدة وشريطها المائي، منها 5 هجمات طالت أهدافا على الأرض، وقع معظمها في مديرية الصليف؛ ما أدى إلى تدمير منظومة رادار ومحطة تحكم أرضية، ومنصة إطلاق صاروخي وسفينة سطحية غير مأهولة، إضافة إلى الغارات المتكررة على المديرية خلال الأشهر الماضية، والتي قتل في إحداها العشرات من عناصر الحوثيين، بينهم 4 خبراء محليين.
أهمية اقتصادية وعسكرية
وتعدّ مساحة الصليف البالغة 154 كيلو مترا مربعا، صغيرة مقارنة بمعظم مديريات الحديدة، إلا أن موقعها الجغرافي المطلّ على مياه البحر الأحمر، منحها أهمية اقتصادية لاحتوائها على ميناءي:"الصليف" الإستراتيجي الطبيعي، و"رأس عيسى" النفطي، البعيدين عن ميناء الحديدة الرئيس بمسافة تصل إلى 60 كيلو مترًا.
وبعد نحو 10 سنوات من سيطرة الحوثيين على الحديدة، تحوّلت مديرية الصليف، إلى منطقة عسكرية مهمة، على الرغم من وجود مواقع عسكرية سابقة تتبع قوات الدفاع الجوي الحكومية بميناء الصليف.
وخلال الأعوام الستة الأخيرة، عملت ميليشيا الحوثي، على تعزيز ترسانتها العسكرية في المواقع المطلّة على مياه البحر الأحمر، بمساعدة خبراء من الحرس الثوري الإيراني وآخرين من ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، مستغلة التضاريس الطبيعية التي توفر الحماية لمديرية الصليف.
مركز رقابة
وقال المتحدث العسكري باسم القوات اليمنية المشتركة المناوئة للحوثيين في الساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، إن ميليشيا الحوثي وتحت إشراف من الخبراء الإيرانيين، عملت مؤخرًا على تعزيز البنية التحتية العسكرية من أنفاق وسراديب وأجراف ومنصات وغيرها، لمناطق الشريط الساحلي من محافظة الحديدة، باعتبارها الخط الدفاعي والهجومي الأول لها؛ ما يجعلها ذات أهمية إستراتيجية شديدة، "وهذا ما يفسّر تعرضها للقصف الجوي باستمرار".
وذكر في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن مناطق الصليف ورأس عيسى وجزيرة كمران الرابضة قبالتهما، بالنسبة للحوثيين هي "مركز الرقابة والرصد والتتبع للحركة الملاحية في البحر الأحمر ونقطة الاتصال مع السفن المارّة، مزودة بمحطات أرضية ومنظومات رادارية، إلى جانب كونها غرفة عمليات للتواصل والتنسيق مع مواقع انطلاق الهجمات المختلفة تجاه السفن".
وأشار الدبيش، إلى أن الهجمات الصاروخية ضد السفن، تنطلق من المرتفعات الجبلية في محافظات ريمة أو تعز أو غيرهما، لكن ذلك لا يأتي إلا بعد توجيهات وإحداثيات دقيقة يقدمها مركز العمليات التابع للحوثيين في سواحل الحديدة، "المجهّز منذ أعوام بتقنيات حديثة وإمكانيات متطورة" وفق تعبيره.
وأكد أن فقدان سيطرة الحوثيين على هذه المناطق الساحلية الإستراتيجية من محافظة الحديدة، سيؤدي إلى شلّ قدراتهم وانهيار قبضتهم على ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وما دون ذلك فإن ضربات التحالف الدولي المحدودة، لن تكون ناجعة في مواجهة التهديدات الحوثية، ولن تتمكن من تقويضها" وفق قراءته.