أطلقت إسرائيل بعد إعلانها بدء عملية توغل بري "محدود ومركز" في جنوب لبنان، تساؤلات عن الغاية غير المعلنة من هذه العملية التي لم تكن متوقعة في حجمها الحالي.
وتثار تساؤلات في الأوساط العسكرية والسياسية عن مدى رغبة إسرائيل في اختبار رد فعل "حزب الله" وقدرة قواته المنتشرة على الحدود، في صد القوات الإسرائيلية المتوغلة، والوقوف على مدى استعدادات الحزب لذلك.
وبدأ الغزو البري الإسرائيلي المتوقع على نطاق واسع للبنان في وقت مبكر من فجر اليوم الثلاثاء، مع إعلان جيشها أن قواته بدأت مداهمات "محدودة" لأهداف تابعة لجماعة حزب الله في منطقة الحدود.
وقال الجيش في بيان إن "أهداف الجماعة تقع في قرى قريبة من الحدود تشكل "تهديدًا مباشرًا للمجتمعات الإسرائيلية في شمال إسرائيل، وأن سلاحَيْ الجو والمدفعية يدعمان القوات البرية بضربات دقيقة".
وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت خلال الليل لنحو 8 ضربات عنيفة، وجرى تدمير مجمعات سكنية عديدة، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
وكشف شهود عيان وسكان في بلدة "عيتا الشعب" الحدودية اللبنانية، عن قصف عنيف وسماع أزيز طائرات هليكوبتر ومسيّرات في السماء، فيما أنيرت السماء بقنابل ضوئية بشكل متكرر فوق بلدة "رميش" الحدودية اللبنانية.
وتزامن ذلك مع تأكيد نائب الأمين العام لتنظيم "حزب الله" نعيم قاسم أن "قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري"، وذلك في أول خطاب علني منذ مقتل نصر الله.
وأضاف: "أحب أن أعلمكم أن ما نقوم به هو الحد الأدنى... نحن نعلم أن المعركة قد تكون طويلة والخيارات مفتوحة أمامنا... نحن في مركب واحد، وإن شاء الله سنفوز كما فزنا في تحرير سنة 2006 في مواجهة العدو الإسرائيلي".
ويرى مراقبون أن إسرائيل أخذت تصريح قاسم على محمل الجد، وقررت إجراء تجربة توغل "محدودة" كما وصفتها، لاختبار جهوزية قوات الحزب.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قال، الاثنين، لرؤساء المجالس المحلية في شمال إسرائيل إن "المرحلة التالية من الحرب على امتداد الحدود الجنوبية للبنان ستدعم هدف إعادة الإسرائيليين الذين فروا من صواريخ حزب الله خلال حرب على الحدود منذ نحو عام إلى ديارهم".
وتنفذ إسرائيل ضربات على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا منذ سنوات، لكنها صعّدت من مثل هذه الغارات منذ الهجوم الذي شنته حركة "حماس" عليها في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.