شهادات قاسية.. الأمطار تزيد معاناة النازحين في غزة
في خضم الحرب الإسرائيلية الكبيرة على قطاع غزة، هناك حروب صغيرة يخوضها سكان القطاع بعيدًا عن عدسات الكاميرا ووسائل الإعلام، وهي حروب تتمثل في المأوى وتوفير الطعام والشراب اللذين باتا شحيحين، عوضًا عن انعدام الأمن والاستقرار داخل محافظات القطاع شماله وجنوبه.
ووسط استمرار الحرب، يشهد قطاع غزة منخفضا جويا قويا، حيث تسبب بسقوط الأمطار الغزيرة فوق رؤوس المواطنين النازحين بمئات الآلاف داخل مراكز للإيواء التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
ووفق إحصائية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) فإن هناك ما يقارب من 600 ألف نازح يسكنون داخل خيام في أوضاع مأساوية للغاية.
يقول حمزة الدريملي من داخل خيمته التي غمرتها مياه الأمطار في دير البلح: "لم يعد باستطاعتنا الصمود والصبر أكثر من ذلك فقد ضاقت بنا الأرض بما رحبت ونفدت كل سبل الحياة، فالقصف من جهة وندرة الطعام والشراب من جهة أخرى، وغرقنا داخل الخيمة ونواجه البرد الشديد دون وجود ملابس مناسبة للشتاء عوضًا عن وجود أي وسيلة للتدفئة".
وأضاف: "أنا أعيل عائلة من 8 أفراد معظمهم من الأطفال ونزحت من شمال قطاع غزة بعد استهداف المنطقة التي أسكن فيها بعشرات القذائف ولم أعلم ما حدث لمنزلي منذ وقت نزوحي، ولا أعلم كيف سأقوم بتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة لهؤلاء الأطفال الذين لا يملكون أي ملابس للشتاء ولا أي وسيلة تدفئة".
وتقول أم أسامة وهي ربة أسرة قضى زوجها قبل حوالي شهر جراء قصف إسرائيلي استهدف حي الزيتون شرق مدينة غزة: "لقد فقدنا سندنا في الحياة في وقت مبكر، استشهد زوجي أمام عيني عندما دخلت قذيفة لمنزلنا في الطابق العلوي وأردته قتيلًا".
وتضيف في حديثها لـ"إرم نيوز": "اضطررنا بعدها للنزوح عبر طريق صلاح الدين إلى جنوب وادي غزة في مدينة دير البلح داخل خيمة صغيرة لا تكاد تكفي شخصين".
وتروي تفاقم المعاناة نتيجة الأمطار قائلة: "عندما نزحنا لم نأخذ أي شيء معنا سوى ملابسنا التي نرتديها ولا نملك شيئًا يمكنه أن يحمينا من هطول الأمطار والأجواء الباردة، وفي وقت سابق قبل الحرب كنّا نتمنى سقوط الأمطار والاستمتاع بأجواء الشتاء وشرب السوائل الدافئة، أما الآن فندعو باستمرار أن لا يسقط المطر فلا أي شيء من هذه الوسائل متوفرة عوضًا عن عدم وجود طعام وبالكاد نستطيع الحصول عليه فالخيمة غرقت جراء هطول الأمطار وتبللت الأغطية والملابس".
وناشدت "كل العالم وجميع الضمائر الحية ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة التدخل العاجل ووقف الحرب"، مؤكدة: "لم يعد باستطاعتنا الاحتمال أكثر فموارد البقاء باتت معدومة ولم تقف الحياة فقط عند القصف فهناك تفاصيل صغيرة أقسى من الحرب بمفهومها المجرد".