التقى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني والرئيس الانتقالي المالي عاصمي غويتا، لأول مرة في بكين، بعد أشهر من التصعيد الدبلوماسي بين بلديهما.
وشهدت العلاقات بين مالي وموريتانيا توتّرا وقطيعة امتدت على 6 أشهر، إذ لم يجر أي لقاء مباشر بين مسؤولي البلديْن.
وفترت العلاقات بين باماكو ونواكشوط إلى درجة أن اللقاء بين محمد ولد الشيخ الغزواني وعاصم غويتا لم يكن على جدول الأعمال، بينما يشارك الرئيسان في منتدى الأعمال الصيني الأفريقي.
وقالت مجلة "جون أفريك" إنه بمبادرة من غويتا تم تنظيم الاجتماع في 4 سبتمبر في بكين، على هامش المنتدى، وأرسلت الدعوة إلى نواكشوط عبر "مذكرة شفوية"، وجرت المقابلة، التي استمرت قرابة الساعة، في "أجواء ودية وأخوية إلى حد ما" وفق قولها.
وحضر اللقاء عدد من "الأصدقاء المقربين للرئيسين"، بينهم وزيرا الدفاع المالي ساديو كامارا والشؤون الخارجية عبد الله ديوب، وحضر عن الجانب الموريتاني أيضا وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوق ورئيس ديوان رئيس الدولة ناني ولد شروقة.
ووفق "جون أفريك" تناول محمد ولد الشيخ الغزواني وعاصمي غويتا "الموضوع المثير المتعلق بالانتهاكات" التي ارتكبت في السنوات الأخيرة ضد المواطنين الموريتانيين على حدود البلدين من قبل القوات المسلحة المالية والقوات الروسية التابعة لشركة "فاغنر".
ولم يتوصل التحقيق الذي بدأته باماكو في مارس 2022 إلى نتائجه بعد، ما أثار استياء نواكشوط الكبير.
ومنذ ذلك الحين، ظلت الأحداث تتكرر، وأصبح انعدام الأمن على الحدود شديد الضرر بسكان منطقة الحوض الشرقي الموريتانية، واتصل عاصمي غويتا هاتفيا بمحمد ولد الغزواني في 10 مارس لمنع تفاقم الوضع أكثر، ثم أصبحت اتصالاتهم المباشرة شبه معدومة.
وفي بكين طلب الرئيسان من وزيري الخارجية والدفاع التنسيق "لمواصلة المشاورات" وفقا لـ "جون أفريك".
وذكّر محمد ولد الغزواني عاصمي غويتا بتمسكه بوحدة أراضي مالي وأيضا بالمبدأ الذي بموجبه لا يمكن للأمن أن يكون إلا جماعيا، كما أكّد أن زيادة تبادل المعلومات والاستخبارات أمر بالغ الأهمية.
وأشارت "جون أفريك" إلى أنّ من بين القضايا المثيرة للخلاف، تبرز شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة، التي وصفتها نواكشوط بأنها "ميليشيا".
وكان الغزواني قد أعرب في عدة مناسبات، أبرزها لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي زار نواكشوط في فبراير 2023، عن رفضه القاطع لاستقبال هؤلاء المرتزقة في بلاده، وهو الموقف الذي أعرب عنه مرة أخرى لعاصمي غويتا، حليف روسيا القوي في المنطقة.
وأثيرت أيضا مسألة إعادة دمج مالي في الاتحاد الأفريقي، الذي يرأسه حاليا الرئيس الموريتاني.