هل يضطر "حزب الله" لمنع "حماس" من فتح جبهة ضد إسرائيل بجنوب لبنان؟ ‎‎

تتناقل وسائل الإعلام العبرية أنباء عن اكتشاف "خلية فلسطينية" تنتمي لحركة "حماس" في لبنان، تنوي تنفيذ "هجوم" ضد إسرائيل انطلاقًا من الجنوب اللبناني.

وبحسب تلك الوسائل، فإن "حالة من القلق" تنتاب أجهزة أمنية في بيروت؛ إذ تعني عملية من هذا النوع كُلفة عالية، قد يدفعها البلد الذي يعاني أزمة اقتصادية طاحنة.

العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية تطرقت لهذا الملف خلال الساعات الـ 24 الماضية، حيث أشار موقع "bahazit" العبري، الأحد، إلى تلك المخاوف، نقلًا عن مصادر أمنية لبنانية تحدثت إلى وسائل إعلام محلية، وحذرت من "كارثة".

وتخشى تلك المصادر أن تتسبب هجمات قد تنفذها "خلية فلسطينية" انطلاقًا من جنوب لبنان، في رد عسكري إسرائيلي من شأنه أن يفاقم أزمات لبنان.

وقال الموقع إن صحيفة "بيروت أوبزيرفر" المحلية، نقلت عن مصادر لبنانية أمنية أن "مخاوف تنتابهم جراء عزم تلك الخلية العمل ضد إسرائيل من جنوب لبنان"، كاشفًا أن أجهزة أمنية لبنانية "أرسلت قائمة بأسماء قادة تلك الخلية إلى منظمة حزب الله".

"حزب الله" مسؤول

أمَّا عن سبب تواصل الأجهزة الأمنية اللبنانية مع "حزب الله" في هذا الصدد، فهو "من أجل حثها على التدخل لمنع أي عمليات هجومية ضد أهداف إسرائيلية انطلاقًا من الأراضي اللبنانية في الجنوب".

وحددت تلك الصحيفة أسماء بعينها، وقالت إن "قادة الخلية الفلسطينية هم: سمير فندي، حسان فرحات، نديم دوابشة، وأحمد حمدان عبدالله، وأنهم شكلوا خلية عسكرية استعدادًا لشن هجمات ضد إسرائيل من جنوب لبنان".

المصادر الأمنية اللبنانية انتقدت "حزب الله" لغضه الطرف عن هذه التطورات، مع علمه أن "هجمات قد تُنفذ في التوقيت الراهن انطلاقًا من الجنوب اللبناني قد تتطور إلى رد عسكري إسرائيلي، سيكلف البلاد كثيرًا، ويحول وضعها المأساوي إلى وضع كارثي".

معلومات وافية

موقع "Intelli Times" العبري، المعني بالملفات الاستخبارية، ذكر عبر حسابه على "تويتر"، أن "النشطاء الذين أسسوا الخلية، ينتمون في المجمل لجهاز أمني يخص حماس، وأن أحدهم هو ضابط الاتصال بين المنظمة الفلسطينية وبين تنظيم (أنصار الله)، وآخر ينتمي لوحدة المُسيرات والصواريخ".

ولفت الموقع في سلسلة من التغريدات، نشرها السبت، إلى أن "لدى إسرائيل معلومات وافية بشأن خلية حماس في جنوب لبنان، وأن الناشط سمير فندي، قائد عسكري ويعد رجل الاتصال مع حزب الله".

ونقلًا عن مصادر غربية على صلة بالموضوع، فإن حزب الله "يتيح للخلية حرية العمل في جنوب لبنان. وأن تنفيذ عملية ضد إسرائيل سيكون مصحوبًا برد عسكري عنيف"، بحسب الموقع العبري.

ويعتقد الموقع أن العملية التي تخطط لها الخلية، حسب تجارب الماضي، "قد تشمل إطلاق قذائف صاروخية أو مُسيرات انتحارية حصل عليها ذراع حماس في لبنان أخيرًا".

فرع لبنان

وأوضح الموقع أن "المصدر الغربي الذي أرسل المعلومات إلى أجهزة الأمن اللبنانية يبقى غير معلوم، لكن الموقع لم يستبعد أن تكون رسائل وصلت إلى بيروت أيضًا عبر وسيط أمريكي أو عبر قوة الأمم المتحدة المؤقتة" في جنوب لبنان "اليونيفيل".

وكان موقع "واللا" العبري، قد ذكر، السبت، أن الحكومة اللبنانية "تمارس ضغوطًا على حزب الله لمنع تلك الخلية الفلسطينية من شن هجمات ضد إسرائيل انطلاقًا من جنوب البلاد".

الموقع نبَّه إلى تصريحات للأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، يوم الثلاثاء الماضي، تطرق خلالها لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، للحرم القدسي الشريف، وتهديده "بالرد على كل مساس بالمواقع المقدسة، وأن الرد لن يقتصر على الأراضي المحتلة، وإنما سيصدر من مناطق أخرى" على حدّ قوله.

موقع "تايمز أوف إسرائيل" بيَّن بدوره أن حركة "حماس" أسست "فرعًا لبنانيًا، مقره مدينة صور، في السنوات الأخيرة، لفتح جبهة إضافية ضد إسرائيل في النزاعات المستقبلية".

تجدر الإشارة إلى أن انفجارًا ضخمًا شهده مخيم للاجئين الفلسطينيين "مخيم برج الشمالي قرب مدينة صور" بجنوب لبنان، في كانون الأول/ ديسمبر 2021، أسفر عن وقوع إصابات وقتلى، وأفادت تقارير وقتها بأن "حريقًا في مستودع ذخيرة وأسلحة ومواد غذائية تابع لحركة حماس هو الذي أدى إلى وقوع الانفجار".

وحسب الموقع، شهدت السنوات الأخيرة "حالات متفرقة لإطلاق صواريخ من جنوب لبنان، نُسبت في الغالب لفصائل فلسطينية، إلا أن إسرائيل ترى أن هذه الفصائل لا يمكنها الإقدام على خطوة من هذا النوع دون موافقة ضمنية من حزب الله المدعوم إيرانيًا".