كتائب القسام تنعى سعيد عطا الله الذي قتل في غارة شمال لبنان
قال خبراء ومحللون سياسيون إن الرد الإيراني على اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران نهاية الشهر الماضي، يتوقف حالياً على التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة.
وهددت إيران بالرد على اغتيال هنية على أراضيها داخل إسرائيل، الأمر الذي وضع المنطقة والعالم في توتر أمني وعسكري غير مسبوقين، بينما من المقرر أن تستأنف مفاوضات التهدئة غدا الخميس، في محاولة أخيرة للتوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل.
ارتباط وثيق
يرى المحلل السياسي، علي السرطاوي، أن "الرد الإيراني مرتبط بشكل وثيق بأي تقدم يمكن أن يُحرز في مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل"، مؤكدًا أن أي اتفاق سيؤدي إلى تأجيل إيران لأي تحرك عسكري ضد إسرائيل.
وقال السرطاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "طهران ترغب في أن يتوصل الطرفان لاتفاق يعفيها من الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ويدفعها لتأجيل الرد على عملية اغتيال هنية داخل أراضيها"، مبينًا أن إيران تدرك خطورة تنفيذ أي عمل ضد إسرائيل.
وأوضح أن "أي تهدئة مرتقبة بشأن الحرب في قطاع غزة ستشمل الجبهات جميعها، وتدفع إيران وحلفاءها في المنطقة لوقف أي تحركات عسكرية ضد إسرائيل"، مشددًا على أن تأجيل الرد الإيراني جاء لإعطاء الفرصة أمام التوصل لاتفاق تهدئة.
وأضاف: "يبدو أن المجتمع الدولي مارس ضغوطاً على إيران لتأجيل ردها العسكري على اغتيال هنية، لإعطاء الفرصة أمام إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، يحول دون دخول المنطقة في حرب شاملة".
وأشار إلى أن "فشل الجولة المقبلة من المفاوضات بين حماس وإسرائيل سيؤدي إلى أوسع مواجهة بين الأخيرة وإيران، وستكون دول عديدة في المنطقة ساحة حرب لهذه المواجهة؛ الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة وتسعى لتجنبه".
بنود سرية
ويرى المحلل السياسي، باسم الزبيدي، أن "إيران تبحث عن سبب قوي لعدم توجيه أي ضربة عسكرية لإسرائيل ردًا على اغتيال هنية"، مؤكدًا أن التقدم في مفاوضات التهدئة سيكون السبب الأمثل بالنسبة لها لتجنب الرد.
وقال الزبيدي، لـ"إرم نيوز"، إن "ضغوطًا أمريكية ودولية غير مسبوقة على إسرائيل وحماس من أجل التوصل لاتفاق تهدئة، هدفه الرئيس في الوقت الحالي الحيلولة دون اندلاع حرب إقليمية شاملة بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى".
وأكد أن أي "اتفاق للتهدئة بين طرفي القتال في غزة ستكون إيران وحلفاؤها طرفًا فيه، ولكن بشكل غير معلن، ويمكن أن يتضمن بنوداً سرية تضمن عدم رد إيران وميليشيا حزب الله على عمليات الاغتيال الأخيرة التي نفذتها إسرائيل".
وأشار إلى أن "حماس معنية بعدم التصعيد العسكري والأمني في المنطقة بالوقت الحالي، خاصة أنها في وضع سياسي وعسكري صعب للغاية، وبحاجة إلى ترتيب أوراقها الداخلية قبل هذا النوع من المواجهات"، مبينًا أن من مصلحة إيران وحلفائها التوصل لتهدئة في غزة.
واستكمل: "كما أن الخلافات الداخلية في إسرائيل قد تدفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقبول باتفاق مرحلي يحول دون مواجهة مباشرة مع إيران"، مؤكدًا تزايد الضغوط الأمريكية على نتنياهو للقبول بالصفقة دون شروط جديدة".