متحدث: الجيش الإسرائيلي ينذر سكان أكثر من 20 بلدة في جنوب لبنان بالإخلاء على الفور
انخرطت "كتائب شهداء الأقصى"، وهي من ضمن التشكيلات العسكرية التي أنشأتها حركة "فتح"، في موجة التصعيد التي تشهدها مناطق شمال الضفة الغربية؛ ما يثير تساؤلات عما إذا كان ذلك نذير مرحلة جديدة من المواجهة في الضفة.
وشهدت مناطق شمال الضفة الغربية، جنين وطولكرم وطوباس، خلال الأيام الماضية، حالة من التصعيد غير المسبوق، أعادت إلى الأذهان أجواء بداية الانتفاضة الثانية التي اندلعت في سبتمبر/ أيلول من العام 2000، إثر تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة.
ويثير هذا التصعيد أيضاً مخاوف من تفجير الأوضاع ونشوب انتفاضة ثالثة، تزامنًا مع استمرار الحرب في غزة، منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وظهرت "كتائب شهداء الأقصى" بداية الانتفاضة الثانية، ونفّذت هجمات واسعة ضد الإسرائيليين، وكانت عملياتها جزءًا من أسباب قيام إسرائيل باجتياح الضفة الواسع عام 2002، إذ قتلت واعتقلت أبرز رموزها، بمن فيهم مروان البرغوثي القيادي البارز في فتح.
بوادر انتفاضة جديدة
يرى الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب أن "العملية العسكرية في شمال الضفة الغربية تمثل إنهاء إسرائيليًا لجميع التفاهمات المرتبطة باتفاق أوسلو بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لافتًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى ظهور معادلات جديدة".
وقال حرب لـ"إرم نيوز" إن "عملية شمال الضفة تأتي في سياق عودة إسرائيل إلى الضفة الغربية، وكسرها عسكريًّا لكل ما يتعلق باتفاقية أوسلو والمناطق المصنف خضوعها للسيطرة الفلسطينية، والوتيرة المسعورة من الاستيطان".
وأضاف أن "هذه العوامل دفعت الفصائل المسلحة، ومنها كتائب شهداء الأقصى، للتصدي والانخراط في اشتباكات عدة خلال عمليات الاقتحام في المخيمات والمناطق الفلسطينية".
وتابع حرب أن "انخراط كتائب شهداء الأقصى في مواجهة إسرائيل ليس أمرا جديدا، ولكن الجديد أن هناك إدراكًا من قبل قطاعات واسعة من حركة فتح بأن إسرائيل تريد إعادة إنتاج الاحتلال لمناطق شمال الضفة الغربية، والهجمة الواسعة في شمال الضفة تؤكد هذه النوايا، لذلك كان هناك انخراط أوسع من الكتائب في المقاومة".
وتوقّع أن تكون "الأحداث الحالية في الضفة مقدمة لانتفاضة جديدة"، مضيفًا أن "غياب الأمل الفلسطيني قد يكون أحد أهم العوامل التي يمكن أن توصل الأمور لانفجار واسع في جميع مناطق الضفة الغربية والقدس أيضًا".
وأوضح أنه "رغم صعوبة التكهن بمجريات الأحداث في شمال الضفة الغربية، فإن العملية الأخيرة هناك التي استهدفت المخيمات بشكل رئيس تسرّع من الوصول إلى انتفاضة جديدة".
مخطط سموتريتش
من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي أحمد عوض أن "انخراط الكتائب في العمل العسكري يأتي في سياق تصاعد الهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية"، لافتًا إلى أن "الوصول إلى حالة الانتفاضة الشاملة بحاجة إلى معطيات لم تتوفر بعد".
وقال عوض لـ"إرم نيوز" إن "كتائب شهداء الأقصى جزء من حالة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، لكن كتائب شهداء الأقصى هي فتح، وفتح هي السلطة، والسلطة الفلسطينية غير معنيّة حتى اللحظة بالتصعيد العسكري".
وأضاف أن "السلطة الفلسطينية لم تتخذ قرارًا بالمواجهة العسكرية مع إسرائيل، لكن هذا الأمر قد يتغير حسب المجريات".
وأوضح أن "الوصول لانتفاضة جديدة ومواجهة شاملة يجب أن يكون بمشاركة واسعة من المخيمات، ومن حركة فتح كفصيل كبير ولديه جماهيرية كبيرة"، مضيفًا أن "هذه المكونات هي التي تقرر ما إذا كانت هناك انتفاضة جديدة أو لا، وحتى اللحظة ليست هناك مشاركة كاملة في انتفاضة ومواجهة شاملة وواسعة".
وأشار عوض إلى أن إسرائيل تريد التصعيد في الضفة الغربية، ومعنية به، لأسباب كثيرة، منها تحقيق خطة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش التي تتمحور حول تعزيز الاستيطان واختطاف ما تبقى من الضفة الغربية، وإضعاف السلطة الفلسطينية، وتهجير المواطنين.