غارة إسرائيلية على بلدة "دردغيا" جنوبي لبنان تخلف قتلى ومصابين

logo
العالم العربي

بعد هجوم أبين الدامي.. لماذا عاد "القاعدة" إلى تكتيكاته السابقة في اليمن؟

بعد هجوم أبين الدامي.. لماذا عاد "القاعدة" إلى تكتيكاته السابقة في اليمن؟
عناصر من تنظيم القاعدة في اليمنالمصدر: رويترز
19 أغسطس 2024، 8:49 ص

عاد تنظيم القاعدة في اليمن، إلى تقنياته الهجومية القديمة الأكثر تأثيرًا، بواسطة عملية انتحارية، نفذها أحد عناصره عبر هجوم بسيارة مفخخة، استهدفت الجمعة الماضي، مقرًّا عسكريًّا مؤقتًا لقوات "اللواء الثالث دعم وإسناد" الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي، في محافظة أبين.

ويأتي الهجوم الذي أسفر عن مقتل 16 جنديًّا وإصابة العشرات، واستهدف منطقة أكثر عمقًا وتحصينًا، في أعقاب أشهر من تراجع حدة العمليات الإرهابية، واقتصارها على هجمات عن بعد واستهدافات محدودة، مرتبطة بخطوط مواجهته الميدانية المتقدمة، ضد القوات الجنوبية المشتركة، التي تشن منذ عامين، حملة لتطهير محافظتي أبين وشبوة المتجاورتين من العناصر الإرهابية.

أخبار ذات علاقة

تبنته "القاعدة"..16 قتيلا في هجوم إرهابي استهدف مبنى عسكريًا جنوبي اليمن (فيديو)

ويقول الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، سعيد الجمحي، إن تكتيك الظهور بعد التواري والاكتفاء بالعمليات الانفرادية المتفرقة لفترة طويلة، يعدّ جزءًا أصيلًا من إستراتيجيات تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" منذ إعلان نشأته مطلع العام 2009.

وذكر الجمحي في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن هذا التكتيك يوهم خصوم تنظيم القاعدة بالتراجع والضعف، حتى يظهر بشكل كبير "ليؤكد قدرته على التجدد ومفاجأة الطرف المقابل".

وأشار إلى أن الهجوم الأخير يأتي بعد حملة أمنية استهدفته في أبين خلال العامين الماضيين، صاحبتها تأكيدات بأن التنظيم تلقى ضربات موجعة أفقدته القدرة على الحركة، "لكن القاعدة يفاجئنا بعد سلسلة من العمليات الفردية، بعملية كبيرة، تؤكد أنه لا يزال يحتفظ ببعض قوته، وأن بإمكانه القيام بهجمات مؤثرة".

وقال إن ظهور "القاعدة"، نتيجة طبيعية لما يعيشه البلد من تفكك وضعف على المستوى السياسي والاقتصادي، في ظل تصاعد المشكلات والقلاقل التي لم تعد تقتصر على القوات العسكرية والأمنية، بل امتدت إلى القوات المتخصصة بمكافحة الإرهاب، على نحو يؤدي إلى خلخلة خصوم التنظيم، ويربك جهود مواجهته.

وأعرب الجمحي عن قلقه من "موسم عنف جديد للقاعدة، يشهد عمليات أقوى وأكثر تأثيرًا، في حال غياب الرادع الحقيقي والقوات المتماسكة، واستمرار ترهل أوضاع البلد الذي يسهّل على التنظيم عمليات التجنيد والاستقطاب، خاصة في صفوف الشباب المحبط، الذي لا يجد عملًا، ولم يعد بإمكانه الالتحاق بالجامعات أو المدارس".

إستراتيجية طهران

وخلال السنوات الأخيرة من عمر النزاع اليمني، ظهرت ميدانيًّا علاقة تكاملية بين تنظيم القاعدة في اليمن وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، رغم التباينات العقائدية، توطدت وشائجها بشكل أكبر مع حصول التنظيم العام المنصرم، على طائرات مسيرة من الحوثيين، الذين تدخلوا عسكريًّا في يونيو/ حزيران الماضي، ضد القوات الموالية للحكومة اليمنية، في محاولة للتخفيف من حدة حصارها على أحد معسكرات "القاعدة" بين محافظتي شبوة والبيضاء.

ويعتقد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الأصولية، محمد بن فيصل، أن تأثير إستراتيجية زعيم القاعدة المقيم في إيران "سيف العدل"، التي توظف الصراعات الداخلية، تبدو أكثر تأثيرًا ونفوذًا على التنظيم في اليمن، رغم عدم اقتناع أميره، سعد العولقي، بهذا المبدأ، واستمرار ضعفه في مواجهة نفوذ "العدل" في مجلس شورى التنظيم داخليًّا.

وقال بن فيصل لـ"إرم نيوز"، إن رفع مستوى عمليات "القاعدة" في جنوب اليمن، يتماشى مع رؤية "سيف العدل" وطهران، التي تهدف إلى إشغال القوات الجنوبية في مناطقها، بما يضمن عدم وجود أي ضغوط متكاملة من قبل القوات المناوئة لميليشيا الحوثي المسيطرة على مناطق في شمال البلاد.

ولفت إلى أن "الحوثيين يخشون توجه قوات العمالقة والقوات الجنوبية التي يعرفونها جيدًا، إلى مناطق سيطرتهم، وتشكيل ضغط داخلي يتزامن مع الضغوط الخارجية نتيجة هجماتها البحرية والقصف الأمريكي البريطاني، ولذلك يلجأ القاعدة إلى رفع وتيرة هجماته في المناطق الجنوبية وخلط الأوراق ومحاولة إرباك المشهد، خدمة للحوثيين في ظل جمود المعارك حاليًّا ضده في أبين".

استخدام سياسي

من جهته، يرى المتحدث باسم "القوات المسلحة الجنوبية" المقدم محمد النقيب، أن الدعم اللوجستي الذي يحصل عليه "القاعدة" من طيران مسيّر هجومي واستطلاعي وتقنيات المتفجرات وغيرها، ضمن تحالفه الإستراتيجي والواضح مع الحوثين، "يرفع من خطره ليس على الجنوب فحسب، بل على مستوى المنطقة عامة".

وقال النقيب في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، إن القوات الجنوبية تمكنت من طرد "القاعدة" و"داعش" من مختلف مناطق الجنوب، وتواصل ملاحقة عناصره في شعابه ومناطقه النائية، "إلا أن هناك طرفًا يعيد تفويج هذه العناصر الإرهابية، ويمولها بمختلف الأشكال".

وبيّن أن هجوم "القاعدة" الأخير، الذي يستأنف به عملياته الانتحارية والملغمة بواسطة السيارات، يؤكد امتلاكه لما كان يفتقده خلال الفترة الماضية، وهو دليل على تمويل جديد، سواء في العنصر البشري، أو في تقنية المتفجرات.

وأشار إلى استخدام سياسي للإرهاب، "يعيد إنتاج هذه التنظيمات، ويحرك عناصرها ضد الجنوب، تزامنًا مع حملات دعائية وإعلامية معادية ومحرضة من قبل الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين، تستهدف قواته المسلحة والمجلس الانتقالي الجنوبي".

وأكد أن "هذه المواقف المعادية للجنوب، التي تحاول تقويض قضيته السياسية وتطويع شعبه عبر استخدام الإرهاب كسلاح، يستفيد منها القاعدة مثلما تستفيد منه الأطراف الأخرى، لكن الأمر بالنسبة لنا يعدّ معركة مصيرية ضد الإرهاب سنستمر فيها حتى اجتثاث شأفته من كامل تراب الجنوب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC