"رويترز" عن مسؤول بالخارجية الأمريكية: لا تغيير في السياسة الأمريكية تجاه سوريا
حذر تقرير لمجلة "فورين أفيرز" من التحول الجذري في أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بشأن مستقبل غزة، مشيرة إلى أنه أوضح علانية أن لحكومته الآن أهدافًا أخرى أكثر طموحًا لهذه الحرب.
وأكدت المجلة، أن اعتماد نتنياهو المتزايد على حلفائه اليمينيين المتشددين للبقاء سياسيًّا، وسلوك الجيش على الأرض، تشير إلى تفضيله مواصلة القتال في غزة.
ورغم أن الخطط الإسرائيلية قد تحقق بعض أهدافها، مثل استعادة عدد من الرهائن، وقتل المزيد من مقاتلي حماس، وتعزيز السيطرة العسكرية، وربما دفع مزيد من السكان المنهكين إلى المغادرة، وفق تقرير المجلة، فإن الثمن سيكون مروعًا، مشيرة إلى أنه قد يموت المزيد من الفلسطينيين في غزة، وربما أيضًا المزيد من الإسرائيليين.
ورأت أن الضغط القوي من الولايات المتحدة يُعدّ أحد الآمال القليلة في إقناع نتنياهو بوقف القتال قبل أن تتحقق أسوأ نتائجه.
وبينت المجلة أنه إذا أرادت إدارة ترامب إنهاء حرب غزة، فيمكنها ببساطة أن تُعلن فشل استراتيجية نتنياهو القائمة على "التفاوض تحت النار"، أي تجويع وقصف سكان غزة.
ومع انتقال الجيش الإسرائيلي من قتال تقني عن بعد، كما جرت معظم الحرب، إلى قتال ميداني متلاحم وسط أنقاض غزة، يُتوقع أن ترتفع أعداد الضحايا الإسرائيليين بشكل كبير، في حين يُحتجز الناجون من سكان القطاع، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، في مخيمات تحت إشراف إسرائيلي، ويعتمدون كليًّا على مساعدات غذائية إسرائيلية مقنّنة، بحسب ما أوردت المجلة.
وقالت المجلة إن أهداف حرب إسرائيل على غزة تطورت وتبدلت؛ فبعد أن أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في يناير/كانون الثاني العام الماضي، أن تل أبيب "لا تنوي احتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها"، يبدو أن تلك الأهداف المعلنة قد تم تجاوزها، إن لم يكن نقضها تمامًا.
وأضافت أن هذا التحول الجذري في الأهداف واضح ليس فقط على الأرض؛ ففي تصريحات علنية، أوضح نتنياهو أن لحكومته الآن أهدافًا أخرى أكثر طموحًا لحرب غزة.
وفي مؤتمر صحفي نادر عُقد في الـ22 من مايو/أيار 2025، قال نتنياهو: إن إسرائيل لم تعد تهدف فقط إلى تحرير الرهائن والقضاء على حماس؛ مُضيفًا أنه عندما تنتهي الحرب، ستكون إسرائيل "مسيطرة أمنيًّا بالكامل على غزة"، على حد تعبيره.
وتابعت المجلة أنه في حربٍ اتسمت بالعنف الشديد والحرمان الشديد الذي لحق بالمدنيين، قد يبدو التركيز على سيناريو يعتبره الكثيرون خياليًّا، والذي يبدو أن ترامب نفسه قد تراجع عنه، أمرًا مُشتتًا للانتباه.
لكن بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، فإن ما يُسمى بخطة ترامب لغزة ليست مجرد نزوة عابرة؛ ففي أواخر مارس/آذار 2025، وبعد استئناف الحملة العسكرية بفترة وجيزة، أنشأت الحكومة الإسرائيلية مكتبًا خاصًّا للإشراف على "الهجرة الطوعية" من غزة، وكان أعضاء آخرون في الحكومة أكثر صراحةً من نتنياهو في تحديد الهدف النهائي.
قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش "سيتم تدمير غزة بالكامل، وسيُرسل المدنيون إلى الجنوب إلى منطقة إنسانية؛ ومن هناك سيبدؤون في المغادرة بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة".
وأوضحت المجلة، أنه لإدراك مدى تركيز العمليات العسكرية الإسرائيلية للضغط على السكان المدنيين، من الضروري فهم عناصر "خطة الحرب المنقحة" التي تُعرف باسم "عربات جدعون".
وتُعد السيطرة على الغذاء أحد أبرز هذه العناصر، فبعد أن دمرت إسرائيل معظم الأراضي الزراعية التي كانت توفر احتياجات غزة الأساسية من البروتين والفواكه والخضراوات، اتخذت خطوات استثنائية للحد من تدفق المساعدات الإنسانية.
وفي أوائل مارس/أذار، فرضت حكومة نتنياهو حصارًا شاملًا على جميع المواد الغذائية والأدوية والوقود إلى غزة، استمر 80 يومًا؛ ما دفع السكان إلى حافة المجاعة.
وفي أواخر مايو/، أطلقت إسرائيل خطة مثيرة للجدل تهمّش قنوات المساعدات المُعتمدة، وتمنح إسرائيل سيطرة كاملة على عمليات إيصال المساعدات وتحديد كميتها.
ورأت المجلة أن ما يُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي أُقرّت وروّجت لها إدارة ترامب، وتعمل بها مرتزقة أمريكيون على الأرض، هي في الواقع ذراع للعمليات العسكرية الإسرائيلية.
ووفقًا لتحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن المؤسسة نُظمت من قبل مسؤولين إسرائيليين وتخضع لإشراف إسرائيلي دقيق.
