قوات إسرائيلية تقتحم مدينة دورا جنوب الخليل

logo
العالم العربي

محللون لـ "إرم نيوز": التهجير مخطط إسرائيل الأول.. والتخبط يهيمن على المواقف الدولية

محللون لـ "إرم نيوز": التهجير مخطط إسرائيل الأول.. والتخبط يهيمن على المواقف الدولية
17 نوفمبر 2023، 6:32 م

مع تجاوز اليوم الأربعين من حرب غزة والتصعيد الكبير في العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع، حذّر محللون من إغفال الاهتمام بخطة إسرائيل التي تتمثل في تهجير الفلسطينيين من غزة.

المحللون قالوا في إفادات خاصة لـ "إرم نيوز" إن معظم أوساط الساسة والمراقبين وقادة الرأي في العالم يتجاهلون الصورة الكاملة والواضحة في غزة المتمثلة بمضي إسرائيل في تنفيذ مخطط التهجير، والهروب إلى الأمام من خلال التعامل بالقطعة مع مأساة غزة، التي لا تنحصر فقط بالقتل والدمار بل تمتد إلى تهجير سكان القطاع وجعله غير قابل للحياة.

ونبهوا إلى أنه عند طرح التساؤلات حول مستقبل القطاع وما هي نوايا إسرائيل الكامنة وراء عملياتها في غزة، يتم التركيز على تفاصيل الأحداث اليومية، التي أكدوا أنه من الضروري إبرازها ولكن دون إغفال الهدف الرئيسي الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه.

وفي هذا السياق، أشار المحللون إلى أن إخلاء المستشفيات وتدميرها يهدف بالضرورة إلى إجبار سكان القطاع على النزوح إلى الجنوب، وليس البحث عن أنفاق حماس.

ولفتوا إلى أن مجمع الشفاء الطبي يمثل بالنسبة لإسرائيل آخر معقل يؤوي الآلاف من المصابين والعائلات النازحة في محيطه، إذ وصل العدد حسب إحصائيات للأمم المتحدة إلى ما يقارب 40 ألف نازح، بالإضافة إلى كوادر المجمع الطبية والإدارية من مختلف الجنسيات التي تمثل 25% من مجموع العاملين في قطاع المستشفيات على مستوى قطاع غزة.

وتساءل المحللون عما إذا كان الجيش الإسرائيلي بحاجة فعلا إلى ما يقارب الأسبوع لتفتيش المستشفى بحثاً عما يصفه بـ "مراكز القيادة والسيطرة لحماس، أم أن إخلاء وتدمير المستشفى هو محطة مهمة في تنفيذ مخطط التهجير؟



وفي هذا الإطار، أعاد محللون التذكير بأن المستشفيات في قطاع غزة كانت هدفاً للقصف الإسرائيلي منذ الأيام الأولى لبدء الحرب، ما فسروه بأنه يمثل عائقاً لعمليات التهجير التي أكدوا أنها تمثل الهدف الاستراتيجي الأهم بالنسبة لإسرائيل.

وبتتبع المحللين للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية التي تنفذها منذ اليوم الأول لبدء الحرب، أكدوا أن الأهداف المنتخبة والمنتقاة التي ركزت عليها عمليات القصف الجوي المستمرة لغاية الآن، وعمليات التوغل البري، هي المفاصل الرئيسية للبنية التحتية التي تجعل القطاع غير قابل للحياة.

وأشاروا، على سبيل المثال، إلى استهداف إسرائيل مصادر الكهرباء والماء والأبراج السكنية التي تضم آلاف العائلات والمساجد والكنائس والمستشفيات.

على مستوى المواجهات القتالية العسكرية بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس، رأى المحللون أنه لا وجود لمؤشرات واضحة، ولو بالحد الأدنى، على حقيقة ما يجري، سواء إذا ما كانت إسرائيل وصلت للأنفاق ومواقع مقاتلي حماس أم لا، أو أن حماس ما زالت قادرة على الاستمرار في المواجهات.

وعلى صعيد دول المنطقة، ذكروا أنه لا توجد رؤية واضحة عما هي الخطوة المقبلة التي يجب أن تتخذها في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي.



وعلى الصعيد العالمي، أشاروا إلى أن الإدارة الأمريكية ودول أوروبا يبدو أنها تمر بحالة تخبط حول كيفية التعاطي مع ملف الحرب المعقد الذي طال أمده، خصوصاً مع استمرار إسرائيل باستهداف المدنيين وارتفاع عدد الضحايا بشكل مستمر.

وأشار المحللون إلى أن الولايات المتحدة اتبعت "سياسة الهروب إلى الأمام" منذ تصريحات وزير خارجيتها أنتوني بلينكن عن مستقبل إدارة القطاع، ما يشير إلى أن البيت الأبيض لم يكن في حسبانه استمرار الحرب لهذه الفترة.

كما أكدوا أن الدول الأوروبية التي دعمت إسرائيل مبكراً بدأت تتخبط في مواقفها مع ازدياد المأساة الإنسانية في القطاع.

وبشأن إيران وأذرعها في المنطقة، قال محللون إنها بدأت تتغيب عن المشهد، وإنه يبدو أن جميع الأطراف دخلت في نفق مظلم جراء تعاظم كابوس المأساة الإنسانية في قطاع غزة، واستمرار "الشيزوفرينيا" السياسية الإسرائيلية التي حذروا من أنها تقود المنطقة والعالم إلى مصير مجهول.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC