3 غارات إسرائيلية استهدفت مبنى بالضاحية الجنوبية بعد إنذار إسرائيلي بالإخلاء
لم يشكل إعلان القطب السياسي اللبناني البارز وليد جنبلاط، استقالته من رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي ومن مجلس قيادته الحالي، أي مفاجأة، بل على العكس ذلك، فقد جاء متوقعاً وفي سياق دأب جنبلاط على السير فيه منذ سنوات.
العارفون بجنبلاط أو المقربون منه يسجلون لهذا الرجل تحليقه خارج السرب حيناً وسباحته عكس التيار أحياناً، كنتيجة لشخصية غير اعتيادية ترفض القيود الآسرة، ووجدت نفسها محكومة بالعمل السياسي منذ عام 1977، بعد اغتيال المفكر والسياسي ومؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان كمال جنبلاط،.
لكن يشهد لهذه الشخصية أنها أخذت مكاناً متقدماً في الحياة السياسية في لبنان جراء فطرتها وحنكتها.
عباءة التوريث للزعامة "الاشتراكية" و"الدرزية"، التي حملها جنبلاط لأكثر من أربعة عقود، يستعد لنقلها إلى نجله تيمور، بعد أن تنحى لصالحه عن المقعد النيابي في آخر دورتين نيابيتين، ويفتح له اليوم الطريق باتجاه رئاسة الحزب.
وكثرت التفسيرات لإعلان جنبلاط استقالته من رئاسة الحزب التقدمي، وذهب بعضها إلى الحديث عن تباينات بين جنبلاط الأب وجنبلاط الابن، لكن مصادر مقربة من الحزب تنفي وجود أي تباينات، بل تشير وعلى العكس إلى التصريحات الأخيرة لجنبلاط التي كرر فيها التعويل على دور للجيل الشاب، واعتباره أن القيادة المستقبلية في الحزب ستكون لتيمور.
وقد عبر عن ذلك أكثر من مرة بالقول إنه: "أصبح جزءاً من التاريخ والماضي، فيما المستقبل هو لتيمور ورؤيته".
الاستقالة هي محطة تنظيمية انتخابية وطبيعية ولا علاقة لها بالسياسة ولا تعني بأي حال أن رئيس الحزب المستقيل قد تخلى عن العمل السياسيأمين السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر
ويرأس الأخير اليوم كتلة اللقاء الديمقراطي المؤلفة من ثمانية نواب، وتمثل وجهة نظر الحزب التقدمي الاشتراكي في مجلس النواب.
وقد دعا جنبلاط في إطار إعلان استقالته إلى مؤتمر عام انتخابي في الخامس والعشرين من الشهر المقبل، وكلف أمانة السر العامة إتمام التحضيرات اللازمة، وإصدار التعاميم ذات الصلة بمواعيد قبول طلبات الترشيح ومهلة الانسحاب .
من ناحيته، قال أمين السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر لـ"إرم نيوز" "إن أمانة السر في الحزب ستعلن عن طلبات الترشيح في حينه".
وأضاف أن "الاستقالة هي محطة تنظيمية انتخابية وطبيعية ولا علاقة لها بالسياسة ولا تعني بأي حال أن رئيس الحزب المستقيل قد تخلى عن العمل السياسي".
وربما تتيح خطوة وليد جنبلاط العزوف عن القيادة متسعاً من الوقت لهذه الشخصية السياسية التي تتمتع بثقافة رفيعة بتسطير تاريخ عاصره، تاريخ الحرب اللبنانية وتاريخ السلم الملغّم بحروب نائمة.
