ميليشيات عراقية تعلن مهاجمتها بالمسيّرات "هدفا حيويا" في إيلات
تباينت آراء السياسيين بشأن الرسالة من قصف مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، وإن كانت من ميليشيا الحوثي في اليمن، أم من ميليشيا حزب الله في لبنان، خاصة وأنها تأتي في ظل تصاعد المخاوف من نشوب حرب إقليمية.
وصباح اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي، سقوط صاروخ أرض ـ أرض في منطقة غير مأهولة، وسط إسرائيل، مشيرًا إلى أن الصاروخ أطلق من اليمن، وهي الحادثة التي وصفتها وسائل الإعلام العبرية بـ"الحدث الدراماتيكي وغير العادي".
وجاءت هذه الحادثة مع تزايد المؤشرات على احتمالية اندلاع حرب واسعة في لبنان، خاصة بعد ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية عن تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ذلك.
ويرى محللون أن ميليشيات إيران تتعامل مع الحرب في غزة كـ"جبهة إسناد" فقط، ما يجعلها غير مستعدة للتورط أكثر من ذلك في الحرب من أجل حركة حماس، في حين أنها تتعامل مع المخاطر التي تستهدف هذه الميليشيات بشكل مباشر على أنها خطر حقيقي، وتتعامل معه بمعايير مختلفة.
رسالة مزدوجة
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن "القصف الصاروخي لميليشيا الحوثي يأتي في إطار توجيه رسالة لإسرائيل تتعلق بأن إيران وحلفاءها سيكونون جزءًا من أي حرب مع لبنان، وأن أي هجوم إسرائيلي سيكون بمنزلة إعلان الحرب الكبرى".
وقال الخبير لـ"إرم نيوز"، إن "الهجوم يأتي في إطار الرسالة المتبادلة بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى"، لافتًا إلى أنه يمكن اعتبار الهجوم بمنزلة رسالة مزدوجة من الحوثيين وحزب الله بشأن التعاون في الرد على أي هجوم إسرائيلي.
وأوضح أن "الحوثيين يؤكدون في هجماتهم أنهم جزء من المعركة الدائرة مع إسرائيل وحلفاء إيران، وأنهم بالرغم من الضربة العسكرية التي وجهت لميناء الحديدة، فما زالت لديهم القدرة على استهداف تل أبيب والمدن الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "ذلك سيدفع إسرائيل إلى توجيه ضربة عسكرية لميليشيا الحوثي أكثر دقة وعنفًا من استهداف ميناء الحديدة"، مؤكدًا أن ميليشيا الحوثي باتت بالتأكيد جزءًا من أي معركة مقبلة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله".
رسالة تحذير
ويرى الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، أن "هجوم ميليشيا الحوثي يمثل رسالة تحذير شديدة اللهجة لإسرائيل، بأن أي هجوم على لبنان سيؤدي إلى تصعيد إقليمي غير مسبوق وحرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط".
وقال الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "ميليشيا الحوثي تصر على أن تكون جزءًا من الحرب ضد إسرائيل، وهو الأمر الذي سيدفعها لتوجيه ضربات عسكرية قوية ضد البلدات الإسرائيلية"، مؤكدًا أن الحرب المقبلة ستشمل إيران وحلفاءها.
وأشار إلى أن "الحوثيين لا ينظرون إلى أنفسهم على اعتبار أنهم وحدة إسناد لميليشيا حزب الله كما هو الحال مع حركة حماس في غزة؛ وإنّما هم جزء من المعركة؛ مما سيدفعهم للمشاركة بالحرب ضد إسرائيل مهما كان الثمن".
وختم: "بتقديري الصاروخ يمثل رسالة من جميع أطراف محور إيران، تتمثل بأن الحرب المقبلة ستكون بمشاركة الأطراف جميعهم، وإن إسرائيل ستواجه ضربات عسكرية من جبهات مختلفة"، مبينًا أن ذلك سيؤثر على مسار الحرب".