انهيار حزب الله.. الاصطياد الإسرائيلي في "البيئة الرخوة"

لعبت إسرائيل على وتر الحرب النفسية في حربها على ميليشيا حزب الله اللبنانية، بعد سلسلة اغتيالات كان آخرها أمينها العام حسن نصر الله، الذي اغتيل في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويذهب محللون في الشأن السياسي والاجتماعي النفسي إلى تعزيز نظرية تأثير الحرب النفسية على الخصوم، ودورها الرئيسي في حسم الحروب عبر زرع الشكوك في صفوفهم وهدم معنوياتهم.

البيئة الرخوة

وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور بدر الماضي إن التفوق الاستخباراتي والتكنولوجي لإسرائيل أسهم في قلب موازين الحرب مع حزب الله.

وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل متفوقة في الصناعات الحربية التكنولوجية، ولديها امتدادات نوعية ومتقدمة من حلفائها، وهو ما ساعدها على مسألة استهداف القيادات والاختراقات المستمرة في صفوف حزب الله.

 وأضاف الماضي أن إسرائيل استطاعت تجنيد عدد من العملاء سواء في حزب الله أو في إيران، مستندة على ما وصفها "البيئة الرخوة الحاضنة"، الأمر الذي أسهم في استهداف البناء الأساسي لحزب الله والوصول للأهداف القاتلة.

ولفت إلى أن إسرائيل استغلت "البيئة الرخوة" في لبنان، وزاد ذلك من فرص نجاح عملها الاستخباراتي والوصول إلى قيادات الصف الأول في حزب الله، لتهز منظومة الحزب، ما أسهم في حالة الإرباك التي بدت واضحة على أداء الحزب في الأسابيع الأخيرة، وبخاصة الأيام التي تلت عملية تفجير البيجر.

وحول التأثير النفسي لذلك على الحزب، قال الدكتور الماضي: إن الاختراقات المتتالية على قواعد حزب الله ومقتل قيادات الصف الأول والثاني، وما شهدناه من عمليات تهجير لأنصار الحزب، أدى إلى هدم معنويات جمهور الحزب.

وأكد أن الشك أصبح هو المسيطر على مختلف عناصر الحزب، وتسلل الخوف والشك إلى كل شيء من أجهزة اتصال وهواتف وكل شيء تكنولوجي أصبح غير مضمونًا بالنسبة إليهم، وهو أمر يسهم في هدم بنية الحزب كليًا.

زرع الفرقة

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية أيمن البراسنة، إن إسرائيل منذ أحداث السابع من أكتوبر تقوم بحرب متعددة الأهداف والأساليب، وعلى رأسها الأسلوب النفسي بالتأثير في معنويات خصومها، وتجلى ذلك بشكل ملحوظ في استهدافها حزب الله وقياداته.

  وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل عملت وفق مسارات عسكرية وسياسية ونفسية، وبثت في حربها الدعائية على حزب الله وابلًا من الشكوك في صفوف عناصر الحزب، وروجت أن لديها عملاء وجواسيس يزودونها بمعلومات أولاً بأول حول تحركات حزب الله، وأماكن وجود قيادات الصف الأول والثاني.

وأشار البراسنة إلى أن إسرائيل بثت رسائل تشكيك اخترقت أجهزة الاتصال اللبنانية، وسبقها تفجير أجهزة "البيجر"، وحاولت إظهار قوتها في الاختراق والحصول المستمر على المعلومات، وكل ذلك بهدف زرع الفرقة بين عناصر حزب الله وهو ما جرى بالفعل وأدى إلى حدوث الاختراق الأمني، الذي أسفر عن قتل حسن نصر الله وعد من قيادات الحزب المؤثرين.