غالانت: إسرائيل سترد قريبا على إيران وسيكون الرد قاتلا ودقيقا

logo
العالم العربي

مصادر غربية: حسم حرب غزة يتحقق تحت الأرض

 مصادر غربية: حسم حرب غزة يتحقق تحت الأرض
29 أكتوبر 2023، 3:31 م

أكدت مصادر غربية أن حسم الحرب في غزة يعتمد على الفوز تحت الأرض بالقضاء على شبكة الأنفاق التي يتمركز فيها مقاتلو حركة حماس والتي قد يصل طولها إلى 300 ميل.

وقال تقرير لصحيفة "التايمز"البريطانية إن القوات الإسرائيلية استخدمت القنابل الخارقة للتحصينات وضربت 150 هدفًا تحت الأرض ليلة الجمعة.



وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أصدر تسجيلًا مع مسؤول طاقة في غزة كجزء من ادعائها بأن مقر حماس ومخزونها من الوقود يقعان تحت مستشفى الشفاء بشكل مباشر.

وأردفت الصحيفة "على الرغم من أن القصف المتعمد للمنشآت الطبية يعد جريمة حرب، إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، قال إن مستشفى الشفاء يمكن اعتباره، الآن، هدفًا عسكريًا مشروعًا".

وقالت الصحيفة إنه لم يتسنَّ لها التأكد من صحة التسجيلات والوثائق الإسرائيلية إلا أنها أكدت أن وكالات الاستخبارات الغربية تقدّر أن "حماس" قامت بالفعل بتخزين الغذاء والوقود في الأنفاق أسفل غزة لمواصلة "حملة تمرد طويلة"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية .

ونقلت الصحيفة عن جون سبنسر، رئيس دراسات حرب المدن في معهد الحرب الحديثة قوله: "متأكدون من أن جيش حماس قد خزَّن لنفسه كل الوقود، والماء، والغذاء، والإمدادات الطبية، التي يعتقد أنه يحتاج إليها، ولن يتقاسمها مع المدنيين".

وأضاف سبنسر أن حركة حماس من خلال الأنفاق "أسست مدينة تحت مدينة، وتمكنت من إرسال الأشخاص إلى أماكن مثل إيران، واستطاعت هندسة مساحات متقدمة داخل الأنفاق كغرف قيادة وسيطرة، وأن معظم الأنفاق مزودة بالكهرباء والتهوية، حتى أن بعضها يحتوي على مياه جارية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "منذ أن أدركت إسرائيل حجم شبكة الأنفاق حاولت تدميرها باستخدام المتفجرات بدلاً من إصدار الأوامر لقواتها بالنزول إلى المجهول".

وتابع سبنسر: "لقد كان سباق القط والفأر (بين إسرائيل وحماس)، ومع تطور تهديد الأنفاق، طورت إسرائيل أجهزة استشعار جوية وأرضية وصوتية للعثور عليها."

وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي لا يرى بأنه يمكن فصل عملية تدمير شبكة الأنفاق المتطورة تحت غزة عن مهمته الشاملة المتمثلة بهزيمة حماس، مشيرة إلى أن محاولات إسرائيل لتدمير شبكة الأنفاق منذ ما يقرب من عقد من الزمن لم تحقق إلا نتائج محدودة.

وأضاف التقرير "لقد ادّعى الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف وهدم 60 ميلاً من الأنفاق كجزء من عملية حارس الجدران، وهي الحرب التي استمرت 11 يومًا بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في العام 2021"، وأردف: "لكن في العام نفسه، زعمت حماس أن مترو غزة يمتد طوله إلى أكثر من 300 ميل، مما يجعله متاهة أكثر اتساعًا من مترو أنفاق لندن في منطقة حضرية أقل من نصف حجم المدينة".

ويعود تاريخ إنشاء الأنفاق التي تربط قطاع غزة بمصر إلى الثمانينيات من القرن الماضي ومع مرور السنين أصبحت الأنفاق كبيرة لدرجة أنه يمكن نقل الخيول الأصيلة من خلالها".

وتقول الصحيفة إن "أعمال البناء للأنفاق بدأت بشكل جدّي بعد انسحاب إسرائيل من غزة في العام 2005. وبتكلفة قدرها 3 ملايين دولار لكل نفق، وفقاً للجيش الإسرائيلي"، موضحة أن التربة الرملية التي تقع عليها غزة جعلت عملية حفر الأنفاق سهلة، على الرغم من أن عملية منع الانهيار كانت تمثل تحديًا أكبر.

وبحسب التقرير، فإن أعمق نفق تم اكتشافه من قِبل الجيش الإسرائيلي حتى الآن كان بعمق 230 قدمًا تقريبًا تحت الأرض، لافتًا إلى أن "الجيش الإسرائيلي اكتشف، العام 2014، من خلال عملية "الجرف الصامد" 32 نفقًا في غزة، 14 منها تعبر الحدود إلى إسرائيل.

وفي العام نفسه، كانت "حماس" توظف 900 شخص بدوام كامل في أعمال الحفر، وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة راند البحثية".

وأضافت الصحيفة: "لقد طور الجيش الإسرائيلي الإستراتيجيات الدفاعية الأكثر تقدمًا لحرب الأنفاق مثل وحدة ياهالوم (الماس) التي تضم مهندسين قتاليين متخصصين في العثور على الأنفاق وتدميرها".

و"يوجد وحدات فرعية مثل كوماندوز السامور المدربة على القتال تحت الأرض، والمجهزة برادار مخترق للأرض، وروبوتات لرسم خرائط الأنفاق، بالإضافة إلى استخدام الكلاب العسكرية التي دربت على اكتشاف المداخل، وشم القنابل داخل الأنفاق"، وفقًا للتقرير.

تحديات الدخول إلى الأنفاق

وتقول "التايمز" إن أحد تعقيدات الحرب الجوفية تتمثل في عدم قدرة القوات الإسرائيلية التي قد تدخل تحت الأرض على التواصل مع الفرق العسكرية الموجودة على سطحها، ناهيك عن أن الاعتماد على الأقمار الصناعية سيواجه صعوبة في العمل حتى الآن تحت الأرض ما يجعل التنقل عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أمرًا صعبًا.

وأضافت الصحيفة: "لا يمكن للقوات الإسرائيلية التي تنزل إلى الأنفاق الاعتماد على نظارات الرؤية الليلية لأنها تتطلب شكلاً من أشكال الإضاءة المحيطة، كما أن إطلاق النار داخل الأنفاق يمكن أن يشكل خطورة على الشخص الذي يطلق النار كما هو الحال على الهدف".

ورأت أن مثل هذه المخاطر تجعل الجيش الإسرائيلي يفضل محاولة تدمير الأنفاق بدلًا من اختراقها باستخدام الجرافات أو القنابل الخارقة للتحصينات أو حتى عن طريق صب الأسمنت الرطب مثلما فعلت، العام 2018، لمنع ميليشيات حزب الله من بناء الأنفاق على طول حدود إسرائيل مع لبنان خلال عملية "درع الشمال".

وأشارت إلى أن هذا النهج يشبه التكتيكات التي استخدمتها الولايات المتحدة، في سبعينيات القرن الماضي، عندما استخدمت طائرات B-52 لقصف أنفاق النحاس بعد فشل محاولاتها في طرد المقاتلين الفيتناميين الشماليين من مخابئهم في الغابة.

وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي يستخدم، الآن، تكتيكات مماثلة للقصف المكثف في مواجهة شبكة معقدة من الأنفاق تحت الأرض .

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC