الجيش اللبناني: نعمل لحماية لبنان وفق توجيهات السلطة السياسية التي تلتزم بالقرار ١٧٠١
توقع محللون أن تشهد الأيام المقبلة معارك عسكرية ضارية في السودان، تشبه تلك التي وقعت في الأيام الأولى لاندلاع الحرب، وذلك بعد إعلان قوات الدعم السريع وقف التفاوض مع الجيش السوداني واستعدادها لحرب شاملة.
وكان المتحدث الرسمي باسم وفد التفاوض بقوات الدعم السريع، محمد المختار النور، أعلن خلال مقطع فيديو بثته حسابات قوات الدعم السريع، عن وقف التفاوض مع الجيش السوداني والمتحالفين معه، مؤكدا أن الحسم العسكري أصبح هو الخيار الوحيد الآن.
وقال المختار، إن الجيش السوداني ظل خلال الفترة الماضية يحشد في المحركات للقتال، وإن قوات الدعم السريع، ستواجهه طالما أرادها حربًا فليكن قدرها، مشيرًا إلى أن قواته ستعمل على تحقيق حسم عسكري كامل دون أي تراجع.
وأضاف المختار أن "الدعوات السابقة للسلام لم تعد مجدية، وأصبح الخيار الوحيد المتاح هو القتال، وأن الكلمة الفصل في هذه المرحلة ستكون في الميدان، وستعمل قوات الدعم السريع على سحق أي تحركات عسكرية معادية، وصولاً إلى بورتسودان".
ويرى المحلل السياسي، عمار الباقر، أن قوات الدعم السريع بإعلانها وقف التفاوض، أرادت أن ترسل رسالة إلى المجتمع الدولي بأنها لن تكون مسؤولة عن مآلات التصعيد العسكري خلال الفترة المقبلة؛ لأن الجيش هو الذي أجبرها على ذلك.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن قوات الدعم السريع ظلت حاضرة في كل منابر التفاوض الإقليمية والدولية. وفي المقابل كان الجيش كثيرًا ما يتغيب عن حضور هذه المفاوضات، وهو ما جعل المتحدث باسم وفد الدعم السريع المفاوض، يعلن بنفسه الموقف الجديد حتى لا يلومه الوسطاء.
وأضاف أن "قوات الدعم السريع يتوقع أن تذهب في اتجاه التصعيد الواسع ليس في الخرطوم فحسب، بل ستهاجم مواقع جديدة ربما تكون ولايتا القضارف والنيل الأزرق، حيث تقف على أبوابهما منذ فترة، ومع ذلك سيتعين على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطًا أكثر على الجيش السوداني لكي يذهب إلى التفاوض ويتوقف التصعيد، وفق رسالة الدعم السريع".
من جهته يرى المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، أن إعلان المتحدث باسم وفد الدعم السريع للمفاوضات، بوقف التفاوض مع الجيش السوداني، يدل على الغضب من التصعيد العسكري الأخير للجيش السوداني، في ظل الدعوات للتفاوض ووقف الحرب.
وأضاف أن "قوات الدعم السريع الآن بدأت تحشد مقاتليها لإعادة السيطرة على المواقع التي فقدتها في الخرطوم، والتي يحاول الجيش أن يعزز وجوده فيها؛ مما يعني أن الأيام المقبلة ستشهد معارك ضارية تشبه التي كانت في الأيام الأولى للحرب".
وهدأت المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم الإثنين، بعد أن ظلت محتدمة، منذ الخميس الماضي، في منطقتي "المقرن" و"الشجرة" في العاصمة الخرطوم، في الوقت الذي يؤكد فيه مراقبون أن لا حل عسكريًّا للأزمة، وعلى الأطراف الجلوس لطاولة المفاوضات.
ويسعى الجيش للتقدم من منطقة جسر النيل الأبيض، الذي يربط بين أم درمان ووسط الخرطوم، نحو منطقة السوق العربي حيث يقع القصر الجمهوري، ولكن قوات الدعم السريع تعرقل تقدمه؛ مما جعل القتال يحتدم في منطقة محدودة بـ "المقرن".
توقع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيدة برغوث، أن تتمدد المعارك العسكرية لتشمل مناطق جديدة، خصوصًا بعد توقف الأمطار التي أعاقت حركة المقاتلين خلال فصل الخريف، وفق قوله.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن إعلان قوات الدعم السريع، وقف التفاوض يشير إلى أنها تدرك نوايا خصمها، وتبدو مستعدة لخوض معركة طويلة الأمد، قد تشمل مناطق أخرى لم تكن في دائرة الصراع من قبل.
وأضاف أن "اتساع دائرة الحرب ليس من مصلحة السودانيين، الذين يعيشون الآن حياة التشرد والنزوح، وإنما الخيار الأفضل هو استئناف التفاوض بأسرع ما يمكن، وعلى الإسلاميين الذين يرفضون الحوار أن يعيدوا حساباتهم قبل فوات الأوان.. واضح أن هذه الحرب ستكون طويلة الأمد".
وأشار إلى أن عملية التفاوض ظلت تتعثر مرة تلو الأخرى؛ بسبب رهان المتشددين داخل الجيش على حسمها عسكريًّا، وهو رهان ظل يفشل في كل مرة.
ويأتي التصعيد العسكري الجديد، على الرغم من المبادرات الدولية والإقليمية المتواصلة، لحث الأطراف المتقاتلة على الذهاب إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على وقف الحرب.
وبحسب مراقبين، يبدو أن عبد الفتاح البرهان يواجه تحديات وضغوطًا داخلية من الإخوان، الذين يحرصون على استمرار الحرب لتحقيق مكاسب سياسية؛ مما يجعله مضطرًّا للعب على الحبال بين قبول الضغوط الأمريكية، وبين إرضاء القوى المتشددة التي تحيط به.