إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إصبع الجليل والجولان
انضم المعارض الإسرائيلي جدعون ساعر، أخيراً، للحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو، وسط ترقب واسع لمدى تأثيره في أداء الحكومة وخطط رئيسها الذي يتحرك وفق أجندة يمينية متطرفة، وفق مراقبين.
وفي الوقت الذي تم الإعلان من جانب عدة أطراف عن أن ساعر سيكون "وزيراً بلا حقيبة" ولن يتم منحه حقيبة الدفاع، تثار تساؤلات في الأوساط السياسية الإسرائيلية عن الدور الذي سيقوم به في ائتلاف يتزعمه يمينيان متطرفان هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأعلن نتنياهو، الأحد، أن ساعر سينضم مجدداً للحكومة، في خطوة يراها متابعون للشأن الإسرائيلي قد تكون سبباً في تعزيز موقف رئيس الوزراء سياسياً، وتمنحه القدرة على مواصلة ما بدأه بغض النظر عن الخلافات والانقسامات.
وقالت القناة 12 العبرية إن ساعر سيكون وزيراً بلا حقيبة، وأنه من المتوقع أن ينضم إلى مجلس الوزراء الأمني المصغر "الكابينت" في حكومة نتنياهو، الذي يدير الحروب متعددة الجبهات.
وساعر سياسي من أصحاب الآراء والمواقف المتشددة، وكان من أكبر منتقدي نتنياهو في السنوات القليلة الماضية، وخلافاتهما واضحة للعيان، وكانت تؤثر في الساحة السياسية في بعض المراحل.
ومن المرجح أن يمنح توسيع الحكومة دفعة لنتنياهو بجعله أقل اعتماداً على أعضاء آخرين في ائتلافه الحكومي الذي يعاني في استطلاعات الرأي في ظل مضيه قدماً في الحرب في غزة والحرب على تنظيم "حزب الله" اللبناني.
وقال نتنياهو في بيان: "أمامنا أيام صعبة وشاقة. يعزز هذا التحرك وحدتنا... ووحدتنا في مواجهة أعدائنا"، فيما أكد مع ساعر أنهما سينحيان خلافاتهما السابقة جانباً.
وأضاف نتنياهو حول ذلك: "سنعمل معاً، كتفا بكتف، وأعتزم الحصول على مساعدته (ساعر) في المنتديات المؤثرة على سلوك الحرب".
ويُنظر إلى ساعر، المعارض لقيام دولة فلسطينية لدواع أمنية، على أنه أبعد عن تيار اليمين من نتنياهو، إلا أنه من المستبعد أن يكون لانضمامه إلى الحكومة أثر كبير على سياسة الأمن الخاصة بها.
وبانضمامه إلى الحكومة بحزبه الذي يشغل 4 مقاعد، سيمنح ساعر رئيس الوزراء أغلبية مباشرة بواقع 68 مقعداً من أصل 120 في "الكنيست".
وقد يسهم هذا في حل واحد من أكبر التحديات السياسية التي سيواجهها الائتلاف الحكومي في الأشهر القليلة المقبلة، وهو إقرار قانون جديد للتجنيد في الجيش، وذلك بعدما قضت المحكمة العليا في إسرائيل في يونيو/ حزيران بضرورة البدء في تجنيد طلاب المعاهد الدينية في الجيش.
وعمّقت المشكلة انقسامات في ائتلاف نتنياهو الذي يعتمد على حزبين دينيين يريدان إبقاء ناخبيهم في المعاهد الدينية وبعيداً عن بوتقة الانصهار في الجيش الذي ربما يمثل اختبارا لتقاليدهم.
ويقلص انضمام ساعر إلى الحكومة أيضاً سلطة إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي المنتمي إلى اليمين المتطرف الذي هدد بتفكيك الحكومة إذا أنهت الحرب في قطاع غزة.
وكان ساعر (57 عاماً) عضواً كبيراً في السابق في حزب "الليكود"، لكنه تركه بعد تحدّ فاشل لقيادة الحزب في الانتخابات الداخلية.
وانفصل ساعر عن "الليكود" في عام 2020 ليكوّن حزبه الخاص، وليصبح من أشد منتقدي نتنياهو الذي يواجه محاكمة منذ فترة طويلة بتهم الفساد التي ينفيها.
وبعد هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل، والذي أدى إلى اندلاع حرب غزة، انضم ساعر إلى حكومة الوحدة الطارئة، لكنه تركها في مارس/ آذار مشيراً إلى غضبه من سياساتها في الحرب.