مصادر إسرائيلية: قتيل وعدة جرحى في عملية إطلاق نار في أسدود جنوبي إسرائيل

logo
العالم العربي

هل تسعى إسرائيل إلى فصل جنوب لبنان عن الجولان جغرافيًّا؟

هل تسعى إسرائيل إلى فصل جنوب لبنان عن الجولان جغرافيًّا؟
خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان ...المصدر: رويترز
02 أكتوبر 2024، 12:00 م

تتزايد المؤشرات على توجه إسرائيلي لفتح جبهة جديدة في جنوب سوريا، على الرغم من أن الهدف من هذه الجبهة غير واضح المعالم حتى الآن.

ترجيحات بعض المراقبين تشير إلى أن إسرائيل تمهد لتوغل عسكري جنوب سوريا، وإنشاء منطقة عازلة تهدف لإبعاد ميليشيات إيران عن الحدود الإسرائيلية، فيما يعتقد آخرون بأن الهدف الفعلي هو الالتفاف على حزب الله وفصل جبهة الجولان عن جبهة جنوب لبنان.

ويلفت الخبراء إلى بعض المؤشرات التي تفيد بأن إسرائيل قد تلجأ إلى توسيع نطاق عملياتها في الجنوب السوري، وربما تفكر في مرحلة لاحقة بالدخول بريًّا في سبيل إبعاد إيران وقواتها أو حلفائها من تلك المنطقة، وتفكيك الخلايا الأمنية والعسكرية التي شكلها الإيرانيون هناك.

 ولطالما اشترط الإسرائيليون على الروس والأمريكيين ضرورة إبعاد إيران لمسافة 40 كلم عن الحدود، وفعلًا خرجت إيران بقواتها العسكرية، ولم تعد لديها مراكز واضحة ومعسكرات معروفة، على حين بقيت في المنطقة خلايا فاعلة وبعض المستشارين، بالإضافة إلى عناصر من الجنسيتين السورية واللبنانية.

تمهيد عبر القصف الجوي

توجد مخاوف من احتمال لجوء الإسرائيليين إلى شن عمليات عسكرية أوسع في الجنوب السوري، تمامًا كما هو الحال بالنسبة إلى توسيع نطاق العمليات في الجنوب اللبناني.

والثلاثاء، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخين، كتيبة الرادار، الواقعة بين بلدة القنية ومدينة الصنمين شمال درعا، والتابعة لـ"اللواء 79 دفاع جوي"، في جنوب سوريا، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية محلية. 

واستهدف القصف الإسرائيلي المواقع العسكرية في محيط مدينة إزرع، واستهدف "مطار الثعلة" العسكري في ريف السويداء، وكتيبة الرادار شرق بلدة ناحتة شرق درعا، والمطار الزراعي بين بلدة مليحة العطش ومدينة إزرع.

سيناريوهان دونهما صعوبات

الخبير العسكري والإستراتيجي السوري كمال الجفا يتحدث عن سيناريوهين يمكن أن تعمد إليهما إسرائيل في حال قررت الهجوم بريًّا على سوريا، الأول يتمثل بالهجوم من جهة الجولان وسعسع وصبورة ويعفور وصولًا للمصنع، ولكنه يشير إلى صعوبة تنفيذ هذا السيناريو حاليًّا، والسبب تشتت القوات الإسرائيلية ما بين الضفة وغزة وجنوب ولبنان والجولان.

 ويستبعد الجفا أن تنفذ إسرائيل هذا السيناريو، بالرغم من امتلاكها القوة الجوية الكافية لتدمير كل البنى والمنشآت العسكرية الموجودة في المنطقة، فإنها لا تملك العدد الكافي ولا الإمكانات اللوجستية أو الآليات الضرورية لتنفيذ هذا السيناريو حاليًّا.

أخبار ذات علاقة

"هآرتس": 40 ألف مقاتل ينتظرون إشارة نصر الله قرب الجولان

السيناريو الثاني الذي قد تذهب إليه إسرائيل وفقًا للخبير العسكري، يتمثل في الدخول من أطراف درعا والحدود الأردنية السورية وصولًا إلى التنف الواقعة تحت سيطرة الأمريكيين، و"في هذه الحالة ستستعين بقوات المعارضة السورية وبقايا "داعش" وما يسمى "جيش سورية الحرة" في التنف لتنفيذ هذا الهجوم" وفقًا للجفا.

ولكنه يشير في المقابل، إلى أن هذه السيناريو مرتبط بأوضاع إقليمية معقدة، وبالتالي ليس أولوية لدى الجانب الإسرائيلي؛ لأن الأخطار حسب تصنيفها اليوم بالنسبة لإسرائيل هي في غزة وجنوب لبنان والضفة، وبالتالي من غير المتوقع تنفيذ هذا السيناريو حاليًّا، وفقًا للخبير.

ويعتقد الخبير العسكري بأن إسرائيل تعول اليوم على القوة الجوية والتفوق على دول المنطقة جميعها، وعلى حجم وكمية القتل والتدمير الذي بإمكانها إحداثه، وهو الخيار المفضل لها حاليًّا في صراعاتها الإقليمية.

سيناريو ثالث واستعدادات

العميد المتقاعد علي مقصود، يرى من جهته، أن التحضيرات التي تتم على الحدود من جهة الجولان مرتبطة بالخطة التي وضعتها إسرائيل للمعركة البرية على جبهة جنوب لبنان، وإعادة مستوطني الشمال بالقوة والوصول إلى ما وراء الليطاني.

ويقول إن إحدى السيناريوهات المطروحة تركز على القيام بعملية التفاف عبر الجولان من محور الغجر ومزارع شبعا، وفيما لو حصل فإنه مقدمة لتحقيق اختراق على جبهة لبنان بناء على التقديرات التي وضعتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أمام المستوى السياسي.

الخبير العسكري السوري، يشير إلى أن المهمة الرئيسة التي يركز عليها الجيش الإسرائيلي اليوم هي عملية التفافية لفصل البقاع عن جنوب لبنان.

ولكن الخبير مقصود يلفت إلى استعدادات سورية لمثل هذا السيناريو، ويقول إن دمشق لديها أربع فرق عسكرية في الجولان عُزِّزت بقوات أخرى، ولديها وسائط نيران مضادة للدروع من كورنيت وأخواتها ومنظومات دفاعية قوية.

ويختم حديثه لـ"إرم نيوز" بالتأكيد على أن "الجيش السوري يملك ترسانة صاروخية لم يستخدمها من قبل، ومنظومة للدفاع في حال ارتكبت إسرائيل حماقة ما على جبهة الجولان"، حسب العميد المتقاعد علي مقصود.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC