أكد خبراء سياسيون، أن ميليشيا حزب الله قد تضطر، إثر التصعيد العسكري مع إسرائيل، للقبول بالشروط الإسرائيلية، التي تقوم على أساس "فصل جبهة لبنان عن قطاع غزة".
ويكثف الجيش الإسرائيلي قصفه مناطق متفرقة في لبنان، متبعاً سياسات عسكرية جديدة تقوم على استهداف المناطق السكنية والمأهولة بالسكان، حيث يهدف من خلاله للضغط على قادة الحزب وإجبارهم على القبول بخفض التصعيد.
مفاوضات منفصلة
ويرى الخبير في الشأن الإقليمي محمد هواش، أن "ميليشيا حزب الله ستكون مضطرة على إثر الضربات العسكرية الإسرائيلية الاستثنائية القبول بفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة"، لافتًا إلى أن الحزب "سيفاوض على الهدوء مع إسرائيل في لبنان دون غزة".
وقال هواش، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل نجحت في تفكيك التحالف الذي أنشأته إيران خلال عقود من الزمن، بحيث تمكنت أولًا من توجيه ضربات قاسية للجناح المسلح لحركة حماس في غزة، وضمان تحييده عن توجيه أي ضربات صاروخية للعمق الإسرائيلي".
وأوضح أنه "بالتزامن مع ذلك، قللت إسرائيل من أي ضرر أمني أو عسكري محتمل في جبهة الضفة الغربية، من خلال العمليات العسكرية التي نفذتها مؤخرًا، والتي طالت بشكل أساسي شمال الضفة والمجموعات المسلحة الممولة من حماس وإيران".
وأضاف: "في المرحلة الثالثة من الخطة الإسرائيلية يتم تنفيذ الهجوم الجوي على أهداف وشخصيات تابعة لحزب الله، ما أفقد إيران وحلفاءها السيطرة على قواعد القتال مع إسرائيل، وعرّضهم لخسائر فادحة".
وتابع: "المرحلة الرابعة بتقديري ستكون مفاوضات للتهدئة بين مختلف الأطراف، وعلى مختلف الجبهات، ولكن بشكل منفصل، وهو الأمر الذي ستقبل به إيران وحلفاؤها"، مرجحًا أن تمارس طهران ضغوطاً على جميع الأطراف للتهدئة لضمان إنقاذ حزب الله، الذي يعتبر الذراع الأقرب لها.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، أن "إسرائيل تحتاج بعض الوقت من أجل النجاح في مهمتها الرئيسة من التصعيد العسكري بالمنطقة، والمتمثلة بفصل مختلف الجبهات القتالية بعضها عن بعض".
وقال كيوان، لـ"إرم نيوز"، إن "أسابيع من القتال بين إسرائيل وميليشيا حزب الله ستكون كافية من أجل إجبار الحزب على التعامل بشكل منفصل مع الجهود الدبلوماسية والدولية للتهدئة مع تل أبيب، وبعيدًا عن جبهة القتال في غزة".
وأشار إلى أن "حلفاء إيران بعد تلك الأسابيع سيكونون مضطرين للتفاوض مع إسرائيل بشكل منفصل، وسيسعى كل طرف لتحقيق أهدافه الخاصة"، مؤكدًا أن إيران بعد انقضاء هذه الحرب لن تنجح في إعادة بناء تحالفها الإقليمي.
وبين أن "حماس وحزب الله سيبدآن، بسبب الضغط الشعبي على كل منهما في ظل الخسائر الفادحة، للسعي من أجل الوصول إلى اتفاقيات منفصلة مع إسرائيل، مع ضمان الهدوء الجزئي للجبهات الأخرى"، مشددًا على أن إسرائيل مستعدة للقتال لسنوات لعدم تكرار التهديدات الأمنية لها على مختلف الجبهات بالوقت ذاته.
وختم: "حزب الله غير معني بالانجرار في حرب واسعة مع إسرائيل وتدمير لبنان على غرار ما حدث بغزة، وهذا الأمر سيدفعه للقبول بأي مقترح سياسي يعيد الهدوء على جبهة لبنان مع إسرائيل، مقابل ضمان إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة في غزة".