قوات إسرائيلية تقتحم مدينة دورا جنوب الخليل
شرعن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، غيورا آيلِند، استهداف المدنيين في قطاع غزة، بالقول: إن الحرب الحالية هي حرب بين "دولة إسرائيل"، وبين "دولة غزة".
ووصف تأييد السكان لحركة حماس، بأن ذلك جعل القطاع "أشبه بألمانيا النازية عشية الحرب العالمية الثانية"، قائلًا: إن الدعم المدني لحركة حماس في غزة أمر غير عادي.
وأضاف "أن غزة تشبه من هذا المفهوم إلى حدٍ كبير ألمانيا النازية عشية الحرب العالمية الثانية، حيث السكان يؤيدون الزعيم ويدعمون أيديولوجيته، لذا يتعين إدارة الحرب كدولة ضد دولة".
ومن هذا المنطلق يدعي أن حرب دولة ضد دولة لا يتعين أن تشهد تقديم مساعدات إنسانية لـ"العدو"، بما في ذلك من النواحي الأخلاقية، مضيفًا: "كل سيدة عجوز في غزة هي أم أو جدة لمقاتل من حماس ارتكب جريمة السابع من أكتوبر".
وفي مقابلة مع صحيفة "غلوبس" العبرية، اليوم الثلاثاء، قلَّل آيلند من حجم الإنجازات التي يحققها الجيش الإسرائيلي في حربه البرية على غزة، قائلًا: "إن حركة حماس لم تُكسَر بعد".
وذكر آيلِند "إن الحرب في المناطق الشمالية من قطاع غزة تسير بشكل جيد، لكن ينبغي فهم الصعوبات الهائلة التي تواجهها العمليات العسكرية في الساحة"، وقال: "إن قطاع غزة يُعدُّ منذ سنوات المكان الأكثر تحصينًا في العالم، هذا الأمر يضع صعوبات من كل الأنواع".
وأشار إلى أن هناك سؤالًا يمرون عليه سريعًا، وهو "كم مخرب استسلم خلال الحرب، لماذا لا تستسلم (حماس)؟".
وناقش آيلِند عدم استسلام مقاتلي حركة حماس، مشيرًا إلى سببين من وجهة نظره، الأول هو "الروح القتالية النابعة من الأيديولوجيات واستعدادهم للموت"، والسبب الثاني هو "أنهم يقاتلون الجيش الإسرائيلي فوق الأرض وحين يواجهون شيئًا ما، لديهم دومًا خيار النزول إلى الأنفاق".
وذكر أنه لهذين السببين "لا يحقق الجيش الإسرائيلي نجاحات كافية، ولا سيما في التعامل مع مشكلة ما هو تحت الأرض"، مضيفًا: "نكتشف حقًا الكثير من فتحات الأنفاق لكنها مجرد رابط. إن أحد الأمور التي لا نعلمها والجيش أيضًا لا يعملها، هو ما يوجد تحت سطح الأرض".
وذهب رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق إلى أنه "بينما يتقدم الجيش في الشمال، طُلب من السكان الفلسطينيين المغادرة والتحرك جنوبًا إلى مناطق أكثر أمنًا"، مشيرًا: "لا يوجد شك بأن الكثير من المخربين نجحوا بالانسحاب من الشمال إلى الجنوب"، على حد قوله.
وقال، "إن الجيش لم يصل بعد إلى حسم كامل في الشمال ولم يبدأ بعد في الجنوب، وتعد قوة حماس في الجنوب مشابهة لقوتها في الشمال؛ مما يعني أن الحرب تعد حاليا في منتصفها"، مشيرًا إلى أنه يتعين الاعتراف بأن حماس لم تُكسَر وأنها تستمر بأداء دورها بشكل جيد.
ودعا آيلند إلى تجنب الدخول باشتباكات في المناطق التي تتمركز فيها حماس والاكتفاء بالقصف المدفعي والجوي لتقليص الخسائر الإسرائيلية، هذا من النواحي التكتيكية، وذهب إلى أنه من النواحي الإستراتيجية يتعين "إعادة توصيف الواقع بشكل صحيح".
وانتقد إدخال الوقود إلى غزة حتى مع المبررات بشأن تفشي أوبئة محتملة، وأنه ينبغي دفع القطاع إلى اليأس من أجل تحقيق الانتصار، منتقدًا المفاوضات بشأن الأسرى، وتعاطي الحكومة مع مطالب حركة حماس ومنها تحرير 140 أسيرًا وخمسة أيام هدنة.
المصدر: صحيفة "غلوبس" العبرية