18 قتيلاً وعشرات الجرحى في قصف على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
أصيب سودانيون بخيبة أمل بسبب تجاهل الجيش الرد على الدعوة الأمريكية لمحادثات وقف إطلاق النار المقرر لها يوم غد الأربعاء في جنيف، فيما أعلنت قوات الدعم السريع، عن وصول وفدها إلى سويسرا استعدادًا للمشاركة في المفاوضات.
ويكتنف الغموض موقف الجيش السوداني، إذ لم يعلن حتى الآن إذا ما كان سيشارك أم لا، وسط مطالبات سودانية بالضغط عليه لأجل الذهاب إلى جنيف وتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار يفتح الباب نحو وصول المساعدات الإنسانية.
وقال المستشار بقوات الدعم السريع، الباشا طبيق، على منصة "إكس" إن وفد "الدعم السريع" وصل إلى العاصمة السويسرية للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار التي دعت لها وزارة الخارجية الأمريكية، وذلك من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين لتخفيف معاناة الشعب السوداني.
ومن جهته، قال المبعوث الأمريكي توم بيريلو، في تدوينة على صفحته بمنصة "إكس" إنه "حتى الآن، لم توافق القوات المسلحة السودانية على المشاركة في محادثات جنيف، ومع ذلك سنواصل مع شركائنا الدوليين والفنيين استكشاف الخيارات كلها لدعم شعب السودان".
وأضاف: "يمكننا إنجاز مزيد إذا قررت القوات المسلحة السودانية إرسال وفد رفيع المستوى، ووافقت قوات الدعم السريع فعلًا على ذلك".
وذكر أن "المجتمع الدولي يتجمع في سويسرا من أجل الشعب السوداني، مع استمرار الجهود الدبلوماسية المكثفة، مضيفًا "لقد حان وقت السلام".
خيبة أمل
إلى ذلك، قال نائب حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، إن مقاطعة الجيش السوداني للمشاركة في مفاوضات جنيف، خيبت آمال الملايين الذين استبشروا خيرًا بالفرصة التي لاحت لإنهاء الحرب.
وأكد عمر في تدوينة على منصة "إكس" أن الجيش السوداني استند في خطابه الإعلامي الرافض للمفاوضات على حجج واهية تناقض بعضها بعضًا.
وأضاف أن مطالبة قيادة الجيش السوداني التعامل معها بوصفها حكومة شرعية قول يناقض التمسك بإعلان جدة الذي وقعه بوصفه قوات مسلحة ولا مكان فيه لأي حكومة كانت.
وأشار عمر إلى وجود ثلاثة أطراف داخل معسكر الجيش السوداني تعوق أي محاولات لإنهاء هذه الحرب، أولها "المركز الأمني العسكري للحركة الإسلامية الذي اخترق الأجهزة الأمنية والعسكرية في السودان طوال سنوات حكمهم، ووظفها لمصلحة غاياته السلطوية".
وأضاف أن "مركز الحركة الإسلامية داخل الجيش استخدم تأثيره في المنظومة الأمنية والعسكرية لإعاقة الانتقال، وحين فشل أشعل حرب ضروس في البلاد مستغلًا أجواء الاحتقان والتعبئة بين القوات المسلحة والدعم السريع".
وذكر أنه "منذ ذلك الوقت بقي ذات المركز الأمني العسكري للحركة الإسلامية يبذل كل جهده لأن تستمر الحرب حتى بلوغ غاياته التي تتمثل إما في حكم السودان موحدًا إذا انتصر في الحرب، وإما تقسيمه إذا فشل في ذلك".
وأشار إلى أن الطرف الثاني داخل معسكر الجيش السوداني هو "الحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانبه، والتي وجدت في الحرب فرصة لبناء قوة عسكرية ومالية، مستغلة حالة الفوضى التي تضرب البلاد".
وأوضح الطرف الثالث هو قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي يطمح في حكم البلاد، إذ حاز السلطة باستخدام معادلة الرئيس السابق عمر البشير ذاتها، وهي تقسيم القوى المسلحة واستخدام تناقضاتها لمصلحته.
حظر الطيران
ومن جهته، أكد المحلل السياسي الدكتور النور حمد، في تصريح لـ"إرم نيوز" أن رفض البرهان الذهاب إلى جنيف قد يدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات إضافية ضاغطة، بينها فرض حظر جوي على طيران الجيش السوداني.
وأضاف أن "رفض الجيش، لمحادثات جنيف قد يقود إلى الدعوة إلى إعادة البلاد إلى الفصل السابع، وهو ما قد يفتح الطريق إلى التدخل العسكري الخارجي المباشر عبر مجلس الأمن الدولي".
وأشار إلى وجود ما يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على إيقاف الحرب بالسودان، وإيصال المعونات الإنسانية، سواء أذهب البرهان إلى جنيف أم لم يذهب.
وحول إدخال المساعدات الإنسانية في ظل غياب الجيش عن محادثات جنيف، أشار النور حمد إلى سيطرة قوات الدعم السريع على غالبية الحدود السودانية، وهي: "الحدود مع تشاد، ومع إفريقيا الوسطى، وكذلك الجزء الغربي من الحدود مع دولة جنوب السودان".
وأوضح بأنها تسيطر كذلك على نحو 70% من أراضي البلاد، ما يتيح فرصة لإدخال المعونات الإنسانية إلى مناطق كثيرة، خاصة أن حدة المجاعة تتركز حاليًّا في إقليم دارفور.
وأضاف أنه "من المؤكد جدًّا أن عدم ذهاب البرهان إلى جنيف سيجعل من إيصال المعونات الإنسانية صعبًا إلى العاصمة المثلثة، التي تهدد المجاعة قطاعًا كبيرًا من سكانها".