وجهت عملية إطلاق النار التي وقعت قرب بلدة بروقين غربي سلفيت في الضفة الغربية الأنظار نحو مدينة الخليل، خاصة في ظل المخاوف الإسرائيلية من وقوع هجمات جديدة، ما دفع أجهزتها الأمنية والعسكرية لإطلاق حالة من الاستنفار واسعة النطاق.
وأسفرت عملية إطلاق النار التي نفذها مسلح فلسطيني، عن مقتل إسرائيلية بعمر 30 عامًا متأثرة بجراحها، فيما أصيب زوجها بجراح وُصفت بالحرجة، فيما أثارت العملية غضبًا بالأوساط اليمينة الإسرائيلية، ودعوات لإجراءات عقابية شديدة بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وهذه العملية الرابعة خلال 4 أشهر في ذات المنطقة، حيث تشترك العمليات الثلاث التي وقعت، سابقاً، في مفارقة غريبة، تتمثل في تنفيذها بنمط مشابه وبسلاح مشابه ومن خلال منفذ واحد، والذي كان ينسحب من المكان في كل مرة.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، محمد هواش، إن "عملية إطلاق النار، وملاحقة منفذيها، تمثلان مهمة معقدة للمؤسسات العسكرية والأمنية الإسرائيلية"، مشددًا على أن هذه المهمة ستدفع إسرائيل لتوجيه أنظارها على الواقع الأمني في الخليل.
وأوضح هواش، لـ"إرم نيوز"، أن "ذلك سيدفع الجيش الإسرائيلي للتحرك بشكل أوسع على الناحيتين الأمنية والعسكرية في جنوب الضفة الغربية، وتحديدًا مدينة الخليل التي يعتبرها من أهم المدن الإستراتيجية بالنسبة له، والأعلى بأعداد المستوطنين".
وأشار إلى أن "إسرائيل ستستغل الحادثة من أجل تعزيز سيطرتها الأمنية على جنوب الضفة، وهي أكثر المناطق المهددة بالضم"، لافتًا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو ستواصل تضييق الخناق على الفلسطينيين تحت الحجج الأمنية.
وزاد: "بتقديري ستكون هناك قرارات صعبة للغاية على الفلسطينيين خلال الفترة المقبلة، وسيعمل الطرف الإسرائيلي على دفع العالم للصمت أمام احتياجاته الأمنية"، مبينًا أن الهدف الأساس من أي تحرك جديد هو التمهيد لمخطط فرض السيادة على أجزاء واسعة من الضفة.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، أن "إسرائيل ستعمل على إطلاق عملية عسكرية وأمنية واسعة بجنوب الضفة الغربية خلال الفترة المقبلة"، لافتًا إلى أن الوضع الأمني سيزداد تعقيدًا في الضفة خلال الفترة المقبلة.
وقال كيوان، لـ"إرم نيوز"، إنه "بالرغم من العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة بمختلف المناطق؛ إلا أن ذلك لم يؤدِ إلى وقف العمليات المسلحة الفردية"، مبينًا أن تلك العمليات تثير قلق المؤسسات الأمنية والعسكرية.
وبين أن "ذلك بسبب عدم قدرة الجهات المختصة على تتبعها ومنع حدوثها، كما أنها تتركز في المناطق المكتظة بالمستوطنين"، لافتًا إلى أن هذه العمليات تثير غضب اليمين الإسرائيلي، وسبب رئيس في إضعاف حكومة نتنياهو.
وشدد على أن "الإجراءات المقبلة ستزيد من الضغط على الفلسطينيين، كما أنها ستكون مصحوبة بقرارات تتعلق بالتضييق على مستوى الحياة اليومية لهم"، متابعًا: "بتقديري ستدفع العمليات نحو تحول كبير في السياسات الإسرائيلية تجاه جنوب الضفة، خاصة ما يتعلق بتنفيذ مخططات الأحزاب اليمينية".