كلمة مرتقبة لنعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله

logo
العالم العربي

"محددات استراتيجية".. لماذا تتردد إسرائيل في شن حرب شاملة على "حزب الله"؟

"محددات استراتيجية".. لماذا تتردد إسرائيل في شن حرب شاملة على "حزب الله"؟
عناصر من حزب اللهالمصدر: رويترز
17 سبتمبر 2024، 9:59 ص

تدفع جملة من المحددات الدفاعية والاستراتيجية صناع القرار في إسرائيل إلى عدم حسم قرار بشن حرب شاملة على ميليشيا "حزب الله" في لبنان.

ومع تصاعد المواجهات العسكرية بين الميليشيا اللبنانية وإسرائيل على جبهة الجنوب اللبناني المفتوحة على مصراعيها منذ نحو عام، وما تشهده حالياً من تبادل الطرفين لعمليات القصف والاستهداف، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول أنه "أعطى الجيش أوامر للاستعداد لتغيير الوضع في الشمال"، تتزايد احتمالات دخول إسرائيل في حرب شاملة مع "حزب الله" في ظل قلق إقليمي وتحذيرات دولية من تفجر الأوضاع وتزايد مخاوف شن حرب برية على الحدود اللبنانية لتغيير الوضع في الشمال وإعادة المستوطنين النازحين من المستعمرات، والذين يفوق عددهم 130 ألفا.

تقديرات تكبح جماح السياسيين

ورغم التصريحات القوية والواضحة للساسة الإسرائيليين حول ضرورة الدخول في مواجهة مباشرة مع حزب الله إلا أن تقديرات القيادة العسكرية وتحليلات خبراء الدفاع الاستراتيجي في الدولة الإسرائيلية قد تكبح جماح رغبة القيادة السياسية في تنفيذ الهدف المعلن ضد "حزب الله" بالطريقة التي يريدها القادة السياسيون والاتجاه نحو تنفيذ عمليات محدودة بطرق وخطط عسكرية عملياتية مختلفة عن وجهة النظر السياسية بهذا الشأن، قد تحقق جزءا من الأهداف وعلى فترات متفاوتة، وذلك لوجود محددات عسكرية دفاعية لدى الخبراء الإسرائيليين تغير مفهوم العمليات وطرق  التنفيذ الممكنة عسكريا.

وأول هذه المحددات هو عدم انتهاء العمليات العسكرية جنوبا في قطاع غزة وارتفاع نسب إشغال القطاعات العسكرية في القطاع وفي الضفة الغربية أيضا، فالجبهة الشمالية مع "حزب الله"، التي كانت تتمركز فيها فرقة عسكرية واحدة قبل حرب غزة، تتطلب زيادة في التحشيد العسكري بما لا يقل عن حشد فرقتين كاملتين على الأقل من قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية مع تواجد قوات الإسناد الناري والقطاعات الداعمة نظرا للطبيعة الجغرافية وطبوغرافية منطقة العمليات والمتشكلة من سهول شبه مفتوحة تعيقها ممرات مائية وأودية، ومرتفعات جبلية معقدة عسكريا سهلت تمركز ومناورة قوات "حزب الله"، وفي الوقت نفسه تعتبر عائقا لحركة الدروع والقوات البرية.

أخبار ذات علاقة

هل تؤخر خلافات نتنياهو وغالانت توقيت الحرب مع "حزب الله"؟

أما المحدد الثاني، فتمثل في أن القدرات الصاروخية لميليشيا "حزب الله" والمسيرات الانتحارية المتطورة جعلت كامل إسرائيل منطقة عمليات مفتوحة بالنسبة للحزب الذي يتاخم إسرائيل على طول الحدود الشمالية القريبة من القواعد العسكرية والمدن الإسرائيلية الرئيسية، خاصة في ظل عدم قدرة منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي ونظام القبة الحديدية الدفاعي على إسقاط بعض تلك الصواريخ.

فالمنظومة الدفاعية في إسرائيل لا تضمن بنسبة عالية عدم وصول عدد ليس بقليل من الصواريخ  لأهداف مدنية وعسكرية حساسة، وقد ثبت ذلك طوال الأشهر العشرة الماضية.

وحتى عسكرياً لا ينظر إلى نسبة الصواريخ التي أُسْقِطَت بقدر ما ينظر إلى نسبة ما لم تتمكن الدفاعات الجوية من إسقاطه، فإن تم إسقاط 90% من 1000 صاروخ، فهذا يعني وصول 100 صاروخ إلى أهدافها.

أمن الشمال

ويكمن المحدد الثالث في أن قدرة القوات العسكرية على استمرارية ضمان أمن المناطق الشمالية وسكانها بعد انتهاء العمليات العسكرية يشكل تحديا كبيرا وأعباء إضافية في حال عدم وجود اتفاقيات سياسية تضمن عدم استهداف "حزب الله" لتلك المناطق، فلا يمكن إعادة عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال في ظل استمرار تهديدات صواريخ وقذائف "حزب الله".

فصواريخ الميليشيا لم تتوقف عن استهداف إسرائيل على مدى الأشهر الماضية إلا في فترة الهدنة مع "حماس"، وهذا ما يدعو الخبراء العسكريين إلى بعث رسالة للقيادة السياسية بأن العمل العسكري يتطلب بالضرورة جهودا واتفاقيات سياسية لإنهاء مصادر التهديد.

ويدفع واقع الحال بالنسبة إلى خبراء الدفاع والقادة العسكريين في إسرائيل باتجاه ضرورة التركيز عسكريا على إجبار "حزب الله" على البقاء شمال نهر الليطاني، ووقف إطلاق الصواريخ من خلال ضربات جوية وعمليات عسكرية مؤثرة ومحدودة بالتزامن مع جهود سياسية بدلاً من الدخول في مواجهة مفتوحة مباشرة مع "حزب الله" ستكون تكلفتها باهظة، ولا تضمن نتائج مستدامة. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC