تحليق للطيران واشتباكات متقطعة.. هل تصمد "الهدنة الخامسة" في السودان؟

تحليق للطيران واشتباكات متقطعة.. هل تصمد "الهدنة الخامسة" في السودان؟

ساد هدوء حذر شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، في أول أيام الهدنة الخامسة، التي وافق عليها طرفا الصراع (الجيش والدعم السريع)، عندما أعلنا مساء أمس قبولهما بتمديد الهدنة لمدة 72 ساعة إضافية، إلا أن الاشتباكات المتقطعة التي شهدتها الخرطوم، صباح الجمعة، تطرح تساؤلات عن إمكانية صمود الهدنة الجديدة في ظل تواصل الخروقات واتهام كل طرف للآخر بخرق ما بدى أنها "هدنة هشة".

الاشتباكات المتقطعة التي شهدتها الخرطوم، صباح الجمعة، تطرح تساؤلات عن إمكانية صمود الهدنة الجديدة في ظل تواصل الخروقات واتهام كل طرف للآخر بخرق ما بدى أنها "هدنة هشة".

ففي الوقت الذي تحدث فيه شهود عيان ووسائل إعلام محلية، عن قيام الطيران الحربي التابع للجيش السوداني بطلعات صباحية في الخرطوم، وسماع مضادات أرضية أطلقتها قوات الدعم السريع، تلاها دوي انفجارات عنيفة في الأجزاء الجنوبية الغربية من مدينة الخرطوم بحري، سارع الدعم السريع إلى اتهام الجيش بخرق الهدنة واستهداف معسكراته من جديد عبر الطائرات والمدفعية.

وقال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع، في بيان: "وافقنا أمس الخميس على هدنة بدأت منتصف الليل، إلا أن القيادات الانقلابية بالقوات المسلحة وفلول النظام البائد خرقوا الهدنة منذ الصباح الباكر بالهجوم على مواقع تمركز قواتنا بالطائرات والمدافع في كل من قاعدة جبل اولياء وأم درمان وما زالت الطائرات تحلق في مدن العاصمة الثلاثة..".

أخبار ذات صلة
حميدتي: آبي أحمد أكد أهمية إيجاد حل للأزمة في السودان

تراجع العنف..

ومنذ اندلاع المعارك منتصف الشهر الجاري، تم الإعلان عن 4 هدن سابقة، لكنها فشلت جميعها في الصمود، وكان القاسم المشترك بينها؛ الانتهاكات والانتهاكات المضادة وتبادل الاتهامات بشأن خرقها، غير أن مراقبين يعتبرون أن معدلات العنف تتناقص مع كل هدنة وخصوصا الأخيرة التي انتهت مساء أمس. ويرجحون أن تصمد الهدنة الخامسة التي تمت بمساع أمريكية وسعودية، دون أن تتوقف الخروقات من الطرفين.

يرى مراقبون أن معدلات العنف تتناقص مع كل هدنة وخصوصا الأخيرة التي انتهت مساء أمس. ويرجحون أن تصمد الهدنة الخامسة التي تمت بمساع أمريكية وسعودية، دون أن تتوقف الخروقات من الطرفين.
أخبار ذات صلة
رغم الهدنة في السودان.. القتال يتصاعد خارج العاصمة الخرطوم

ويقول محللون، إن العنف في تناقص ملحوظ بالخرطوم، وهو ما شجع عدة جهات دولية للضغط على طرفي النزاع لحصر التصعيد العسكري في حدود "الخروقات" والاشتباكات "المتقطعة" التي تحدث بين الفينة والأخرى، بدل المعارك الضارية التي شهدتها الخرطوم في الأيام الأولى للأزمة.

ضغوط

ويرى المراقبون أن الترحيب العربي والدولي بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، لثلاثة أيام إضافية، ودعوة البيان المشترك الصادر عن أعضاء الآلية الثلاثية (الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية والأمم المتحدة) والرباعية (السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة) طرفي النزاع إلى "الانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق"، يزيد من الضغوط على كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إذ لا يريد أي طرف الظهور أمام المجتمع الدولي كمسؤول مباشر عن نسف الهدنة الخامسة، وإن بقيت جذور ومسببات الصراع قائمة.

الترحيب العربي والدولي بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، يزيد من الضغوط على كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إذ لا يريد أي طرف الظهور أمام المجتمع الدولي كمسؤول مباشر عن نسف الهدنة الخامسة.
محللون

الخيار المتاح

وفي انتظار أن يكتب النجاح لأي من الوساطات التي قُدمت حتى الآن، وأكثرها جدية مبادرة "إيغاد" التي تحقق بندها الأول وهو تمديد الهدنة لـ 72 ساعة، في حين بقي مصير بندها الثاني ( إيفاد ممثل عن الجيش وقوات الدعم السريع إلى جوبا للتفاوض) غامضا؛ بسبب إحجام قوات الدعم السريع عن إبداء أي موقف منها حتى الآن، رغم مسارعة الجيش إلى الإعلان عن موافقة رئيس مجلس السيادة "المبدئية" عليها، تبقى الهُدن على هشاشتها "الخيار المتاح"، أمام طرفي الصراع من جهة، والوسطاء الدوليين من جهة أخرى، لمسك عصى الأزمة من المنتصف في انتظار الحل المنشود.

تبقى الهُدن على هشاشتها "الخيار المتاح"، أمام طرفي الصراع من جهة، والوسطاء الدوليين من جهة أخرى، لمسك عصى الأزمة من المنتصف في انتظار الحل المنشود.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com