لتجنب الوقوع بمستنقع غزة.. دروس على إسرائيل تعلمها من حرب أفغانستان
قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن تجربة الولايات المتحدة في المراحل الأولى من استجابتها لأحداث 11 سبتمبر، تقدم دروسًا مفيدة لإسرائيل اليوم التي يخوض جيشها حربا شرسة في قطاع غزة ضد حركة حماس.
وقالت المجلة في تقرير نشرته اليوم الخميس، إن أول هذه الدروس هو أهمية التخطيط ووضع أهداف واقعية، فلا تقضم أكثر مما تستطيع مضغه، وثانيها الحاجة إلى معرفة نقاط القوة والكفاءات الأساسية لدى الفرد، وإدراك متى قد يكون من المفيد الاعتماد على الآخرين.
وثالث هذه الأهداف بالنسبة لدولة في موقف إسرائيل، أن يفكر قادتها بشكل إستراتيجي حول من يستطيع مساعدتهم في تحقيق أهدافهم، وحول من هم أعداؤهم وما يخشونه ويرغبون فيه.
ووفقا للمجلة، فإن على إسرائيل أن تلتقط تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعقب هجمات السابع من أكتوبر الدامية، بضرورة عدم ارتكاب الأخطاء بفعل الغضب، والسعي لتحقيق العدالة كما فعل الأمريكيون في أفغانستان.
وأظهر تقرير المجلة الأمريكية المقارنة بين الأزمة الحادة الحالية في إسرائيل وفترة طويلة من الزمن في سياسة الأمن القومي الأمريكية المتعلقة بالحرب على الإرهاب التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وأشار التقرير إلى أن ما تواجهه إسرائيل الآن يحمل تشابهًا أوثق مع التحدي المحدد الذي واجهته واشنطن في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، عندما كانت المهمة الأكثر إلحاحًا هي معرفة ما يجب فعله بشأن الملاذ الآمن لتنظيم القاعدة في أفغانستان.
ولا يزال هذا التشبيه المحدود غير كامل، ولكنه أكثر ملاءمة وأكثر فائدة من الناحية التحليلية.
ولفتت المجلة إلى جوانب الاختلاف بين التجربتين الأمريكية والإسرائيلية، إذ إن الأولى حددت عدوها بالإرهاب العالمي وبالغت في تضخيم خطره، في حين حددت إسرائيل حماس كعدوها الوحيد ولم تعطه حجم التهديد الوجودي الحقيقي الذي برزت معالمه من فترات طويلة.
وفي الجانب العملياتي، استعانت أمريكا بالقوات الأفغانية لتقاتل عنها على الأرض بالوكالة واستطاعت تحقيق نجاح تكتيكي، في غضون شهرين، بحرمان تنظيم القاعدة من الملاذ الآمن والإطاحة بطالبان من السلطة. في حين أنه يُفرض على إسرائيل أن تقاتل بريًا بنفسها ولن يكون من المتصور أن تحقق النجاح الأمريكي.
وأشارت المجلة إلى ضرورة أن تتجنب إسرائيل التعامل مع غزة كاملة والضفة الغربية بالمقياس نفسه؛ لأنها حاضنة لحركة حماس. مؤكدة أن عليها أن تفعل كل ما في وسعها لتجنب تحويل السلطة الفلسطينية، التي اعترفت بإسرائيل وتعهدت بدعم حل الدولتين، إلى عدو من خلال خطوات علنية، مثل وقف أعمال العنف في الضفة الغربية ومنع المستوطنين من مهاجمة القرى الفلسطينية، يمكن اتخاذها لبناء حسن النية.
وخلُص التقرير إلى صعوبة الحرب في غزة، إذ لامحالة سيعاني ويموت العديد من الجنود الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين. لكن يجب عدم التخلي عن المزايا السياسية والأخلاقية، كما فعل زعماء أمريكا باتخاذ سلسلة من القرارات غير البناءة وغير المدروسة، مما أدى إلى إهدار النجاح المبكر في أفغانستان وخلق مستنقع هناك.
وإذا ارتكبت إسرائيل أخطاء مماثلة في حربها ضد حماس، فإنها تخاطر بالوصول إلى نتيجة كارثية مماثلة.
المصدر: مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية
