كشف موقع "واللا" العبري تفاصيل مفاجئة حول قناة اتصال سرية بين حركة حماس وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثمرت عن إطلاق سراح الرهينة عيدان ألكسندر، موضحا أن ناشطا فلسطينيا أمريكيا كان وراء الاتصالات.
وبخلاف ما ظنه مراقبون بأن مستشار ترامب لشؤون الأسرى والرهائن، آدم بوهلر، هو من يقف وراء تلك الاتصالات، أشار التقرير إلى أن المبادرة بدأت برسالة غير متوقعة نقلها قيادي في حماس إلى الناشط الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، وهو الرئيس السابق لمنظمة "العرب الأمريكيون من أجل ترامب".
وبحسب الموقع، لعب بحبح، رجل الأعمال الذي ساعد حملة ترامب على كسب أصوات العرب في ولاية ميشيغان خلال انتخابات 2024، دور الوسيط الأساسي.
ووفقا للموقع، "تلقى بحبح اتصالًا من قيادي بارز في حماس خارج غزة أواخر أبريل، لفتح قناة تفاوض جديدة مع مبعوث ترامب الخاص ستيفين ويتكوف، بعد فشل محاولات سابقة نتيجة معارضة إسرائيلية".
وأكدت 4 مصادر إسرائيلية وفلسطينية وأمريكية صحة هذه الرواية لموقع "واللا"، مشيرين إلى أن البيت الأبيض لم يُخطر تل أبيب بهذه المحادثات، وأن إسرائيل علمت بها عبر أجهزتها الاستخباراتية، قبل أن تطلب توضيحا من ويتكوف.
وخلال الأسبوعين الماضيين، جرى تبادل نحو 20 رسالة بين الطرفين، عبر مكالمات ونصوص نقلها بحبح، الذي تحدث أيضا مع كبير مفاوضي حماس، خليل الحية، حسب ما نقل الموقع عن مصدر مطلع.
ويحمل عيدان ألكسندر الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية.
ومع تقدم المفاوضات، تمكن ويتكوف والوسطاء من إقناع قيادة حماس بأن إطلاق سراح ألكسندر دون مقابل سيكون له أثر كبير في الرئيس ترامب. ورغم أنه لم يشارك بشكل مباشر في المحادثات مع حماس، لعب ويتكوف دورًا محوريًا في دفع العملية إلى الأمام، وفق التقرير.
ومساء الأحد، وافقت حماس رسميًا على الإفراج عن ألكسندر. وبعدها، تواصل ويتكوف مع والدي الأسير لإبلاغهما بالنبأ بعد 583 يومًا من الأسر، في مكالمة وصفها الوالد بأنها "عاطفية للغاية".
ورغم أن إسرائيل لم تكن جزءًا من هذا المسار التفاوضي، فإنها علمت بالأمر من خلال استخباراتها.
وعندما زار رون ديرمر، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، واشنطن الأسبوع الماضي، لم يتلقَ أي إشارة من المسؤولين الأمريكيين بشأن القناة السرية، واضطر إلى إثارة الموضوع بنفسه مع ويتكوف، الذي أكد وجود المحادثات، لكنه أوضح أن إسرائيل لن تقدم شيئا مقابل الإفراج عن ألكسندر.
وتعود جذور هذه الاتصالات إلى مسار تفاوضي سابق في مارس/آذار الماضي، قاده آدم بوهلر مباشرة مع قادة حماس في قطر، وكان يهدف إلى إطلاق سراح ألكسندر قبل خطاب حالة الاتحاد.
غير أن المحادثات انهارت بعد أن طالبت حماس بالإفراج عن 250 أسيرا، نصفهم من المدانين بقتل إسرائيليين.
ووفق الموقع، يعتقد مستشارو ترامب أن مساعدي نتنياهو هم من سربوا معلومات تلك المحادثات للإعلام، ما أدى إلى إفشالها.