غالانت: إسرائيل سترد قريبا على إيران وسيكون الرد قاتلا ودقيقا
سلط تقرير إخباري فرنسي الضوء على الدور الفعال الذي تلعبه حركة حماس في الصراع التاريخي بين الفلسطينيين وإسرائيل، والذي مكّن الحركة من الاستحواذ على "الحركة الوطنية الفلسطينية "وحولها من جماعة إسلامية إلى منظمة تكاد تكون الجناح العسكري الوحيد للفلسطينيين.
واعتبر التقرير الذي نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لم يكن سوى تتويج لرحلة طويلة استمرت لعقود، قضتها حماس من أجل أن تتربع الآن على عرش حركات التحرير الفلسطينية وتصبح الطرف العسكري الأول والوحيد في الصراع ضد إسرائيل.
وتطرق تقرير "لوموند" إلى تاريخ حماس، الذي تميز بثلاث مراحل رئيسة، ففي البداية ركزت على الوعظ، ثم رسّخت نفسها شيئا فشيئا على الساحة السياسية، قبل أن تتعاظم مكانتها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، "عندما أعلن جناحها العسكري المسؤولية عن العمليات التي تقوم بها المقاومة".
ويرى التقرير، أن حماس تمكّنت من سنة إلى أخرى وعلى امتداد الصراع مع إسرائيل، من السيطرة على الحركات الوطنية والانفراد بالتمثيل العسكري لفلسطين، ويظهر ذلك بصورة جلية مع وضع إسرائيل "تصفية حماس" هدفا أولا لا تراجع عنه.
ويأتي إقرار إسرائيل بضرورة تحقيق هذا الهدف بعد أن حققت حماس مؤخرا انتصارين: الأوّل، على المستوى العسكري، تمثل في هزيمة نظام الدفاع الإسرائيلي، وفتح الطريق أمام هجمات على نطاق واسع لم يسبق لها مثيل في تاريخ الدولة العبرية. أما الهدف الثاني، فهو ذو طبيعة سياسية، يتمثل في إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد الدولي"، بحسب الصحيفة الفرنسية.
ويرى التقرير أن حركة حماس، والتي تصنفها العديد من الدول المتحالفة مع إسرائيل "منظمة إرهابية"، لم يسبق لها أن أظهرت مثل هذه القوة من قبل، وبالتالي فإن المرحلة التي افتتحت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تشكل منعطفا مفصليا في تاريخها جاء ليتوج عقودا من السيطرة والتقدم، وذلك على مدى ثلاث حقبات رئيسة.
وبحسب ما أوردته "لوموند"، ركزت حماس في البداية على إعادة أسلمة المجتمع الفلسطيني، ثم اتخذت منعطفا قوميا وعسكريا لأول مرة في عام 1987، قبل أن تدخل في مرحلة ثانية معترك السياسة في عام 2006، في إطار المؤسسات الموروثة من اتفاقيات أوسلو للسلام.
ويشير المصدر ذاته إلى أن التحول الثالث، في تاريخ الحركة، بدأ في عام 2017، عندما حاولت ترسيخ نفسها على رأس الحركة الوطنية الفلسطينية.
وختمت صحيفة "لوموند" تقريرها بالقول، إن مكانة حركة حماس ظلت تتزايد منذ تأسيسها على أيدي عدد من القيادات في حركات التحرير ومن بينهم القيادي الرئيسي عبد الفتاح دخان، كما أنها لم تكن ترفض العمل مع سائر الحركات والمنظمات المدافعة عن فلسطين لكنها اكتسبت مكانتها وقوتها، رغم دخولها في الكثير من الفترات في قطيعة مع السلطة الفلسطينية.
المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية الأمريكية