الجيش الإسرائيلي ينسف مباني سكنية في بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس
يشهد قطاع غزة ارتفاعا غير مسبوق في حالات إجهاض الأمهات الحوامل والأجنة المشوهة والتي تحمل عيوبا خلقية، وذلك في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي تسببت بأوضاع إنسانية وصحية صعبة للغاية.
وبالرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية ودراسات متخصصة حول التشوهات الخلقية للأجنة وحالات الإجهاض؛ إلا أن مختصين أكدوا أن هناك مخاوف من ارتفاع أعداد مثل هذه الحالات في ظل استمرار الحرب، محملين إسرائيل المسؤولية عن ذلك.
إجهاض وتشوهات
وقال رئيس أقسام النساء والولادة في وزارة الصحة بغزة، عيادة أبو حصيرة، إن "عدة عوامل تسببت بارتفاع معدلات الإجهاض وتشوهات الأجنة في قطاع غزة"، مبينا أن النساء الحوامل يتعرضن لخطر شديد بسبب الحرب.
وأوضح أبو حصيرة، لـ"إرم نيوز"، أن "الهرب من القصف الإسرائيلي والذعر سبب كبير في التأثير على الأجنة"، مشيرا إلى أن ذلك يؤثر بشكل غير مباشر على صحتهم في بطون أمهاتهم ويزيد من معدلات الإجهاض.
وأشار إلى أن "الغازات التي تفرزها الصواريخ الإسرائيلية والتي لا يعرف مصدرها، تؤثر بشكل كبير على الأجنة وحياتهم، وعلى النساء الحوامل بالفترة الحالية وخلال الفترة المقبلة أيضا"، مبينا أن ثلثي الحوامل بغزة يتعرض للإجهاض.
ولفت إلى أن "الجهد المبذول من قبل النساء بسبب الحرب في المهام اليومية، أحد العوامل التي تسببت بزيادة معدلات الإجهاض"، لافتا إلى أن "الأجنة في بطون أمهاتهم ضعيفة وقابلة للإجهاض خاصة المشوهة منها، وكل ذلك بسبب الحرب".
وتابع قائلا: "لا نعرف طبيعة الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في حربها على غزة، والأجنة المشوهة لا تقوى على الاستمرار في بطون الأمهات ويتم إجهاضهم"، لافتًا إلى أن الكثير من التشوهات غريبة للغاية ولم تظهر قبل ذلك.
وقالت المختصة في صحة الأم والطفل، حليمة فوزي، إن "نسبة التشوهات الخلقية زادت بشكل كبير للغاية بسبب الحرب"، مشيرة إلى أن المواد المتفجرة المستخدمة من قبل الجيش الإسرائيلي خطيرة للغاية، وهو ما يظهر في الوضع الصحي للحوامل والأجنة.
وأوضحت فوزي، لـ"إرم نيوز"، أن "الظروف التي تعيشها الحوامل وتعرضهن المستمر لدخان الصواريخ والمواد المجهولة والإشعاعات الصادرة عنها تسبب في ارتفاع حالات تشوه الأجنة"، مرجحة أن تشهد غزة تسجيل حالات نادرة من التشوهات.
وأضافت "التشوهات جميعها ناتجة عن ظروف الحرب، وهي متعددة سواء بالدماغ أو المفاصل الحركة، وجميعها يشترك في تأخر النمو العقلي وبعض أجهزة الجسم"، مشددة على أن ذلك يؤكد استخدام إسرائيل لمواد محظورة دوليا.
وتابعت: "للأسف نفتقد في غزة للتحاليل الطبية والمعدات اللازمة والأجهزة المخبرية من أجل الكشف عن التشوهات بالأجنة، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي لولادة العشرات من المشوهين خلقيا خلال الفترة المقبلة".
وشددت المختصة الطبية، على ضرورة فتح تحقيق دولي في استخدام إسرائيل لمواد محرمة دوليا في قصف قطاع غزة"، لافتة إلى أن أكثر من 150 ألفا من النساء الحوامل يواجهن خطر الإجهاض أو ولادة أجنة مشوهة.