تجدد صفارات الإنذار في الجليل الأعلى شمالي إسرائيل
مثّل اغتيال أمين عام "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله ذروة عملية "سهام الشمال"، التي أطلقها الجيش الإسرائيلي لتعقب قيادات الحزب وتصفيتهم.
بدأت العملية منذ تفجير أجهزة "البيجر" بأيدي مئات من عناصر "حزب الله" واختراق شبكة اتصالاته، ما سهّل على إسرائيل لاحقا تعقب جميع تحركاتهم وتنفيذ ضرباتها في الوقت الذي تراه مناسبا، وفق تقرير صحيفة "تلغراف" البريطانية.
ويأتي القصف المكثف على ضاحية بيروت الجنوبية، الذي أدى إلى مقتل نصر الله وقيادات أخرى في الحزب، عقب أسبوع من الغارات الجوية التي تُعد من أوسع العمليات العسكرية نطاقاً في القرن الحادي والعشرين، بحسب الصحيفة البريطانية.
وبعد أن لفتت تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي اهتمام العالم مطلع الأسبوع قبل الماضي، تقول الصحيفة البريطانية إن هذه العملية كانت جزءا من إستراتيجية إسرائيلية أكبر، شرعت فيها القوات الإسرائيلية بالفعل في حملة اغتيالات واسعة استهدفت رأس الحزب وأكبر عدد ممكن من قياداته العليا.
وحتى قبل عملية تفجير أجهزة "البيجر"، انطلقت هذه الحملة بضربة كبيرة أواخر يوليو الماضي، إذ استهدفت غارة جوية إسرائيلية فؤاد شكر، القائد العسكري العام لـ "حزب الله"، في معقله جنوب بيروت، مما أسفر عن مقتله.
واعتبر تقرير الصحيفة أنه لم يسبق أن تتابعت عمليات القتل بهذه السرعة، وأنّ سلسلة الاغتيالات هذه "بالتأكيد هي ضربة أشد وطأة، وستتسبب بارتباك كبير في صفوف حزب الله".
وشملت عمليات الاغتيال الأسماء التالية:
ـ فؤاد شكر:
قُتل شكر، الذي يُعد من الجيل المؤسس لـ "حزب الله"، وأحد أبرز عقوله العسكرية، بضربة نُسبت لإسرائيل استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، في 30 يوليو الماضي.
ـ إبراهيم عقيل:
أعلنت إسرائيل في 20 سبتمبر الجاري مقتل إبراهيم عقيل بغارة شنتها على ضاحية بيروت الجنوبية، وكان عقيل، غير المعروف إعلاميا، وفق مصدر مقرب من الحزب، الرجل الثاني عسكريا بعد فؤاد شكر.
ـ إبراهيم قبيسي
أعلن "حزب الله"، في 25 سبتمبر الجاري، أن أحد قادته العسكريين، إبراهيم قبيسي، قُتل بغارة إسرائيلية استهدفت معقله قرب بيروت.
وانضم قبيسي إلى الحزب منذ تأسيسه في العام 1982، وشغل مناصب عسكرية مهمة، من ضمنها قيادة وحدة "بدر" المسؤولة عن منطقة شمال نهر الليطاني، إحدى مناطق عمليات "حزب الله" الثلاث جنوب لبنان.
قُتل بغارة نفذتها طائرة من نوع "إف-35" أطلقت 3 صواريخ على مبنى سكني في حي القائم بالضاحية الجنوبية لبيروت.
ويوصف سرور بأنه مدبّر الهجمات بالطائرات المسيرة باتجاه شمال إسرائيل، ويُشتبه في أنه قاد العمليات العسكرية للقوة الجوية لـ "حزب الله" على جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة "طوفان الأقصى" قبل نحو سنة.
ـ أحمد وهبي:
في 20 سبتمبر 2024، أعلن "حزب الله" مقتل أحمد وهبي مع إبراهيم عقيل و14 مقاتلا آخرين بغارة إسرائيلية على شقة بمنطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية.
وإلى جانب هؤلاء القادة، خسر "حزب الله" منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث جنوب لبنان، هما محمد نعمة ناصر الذي قُتل بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 يوليو الماضي، وطالب عبدالله، بضربة على منزل كان داخله في بلدة جويا في 11 يونيو الماضي.
وخسرت "قوة الرضوان"، التي تُعد وحدة النخبة في الحزب، عددا من قادتها أبرزهم وسام الطويل، الذي قُتل، مطلع العام، باستهداف سيارته في جنوب لبنان، كما أعلنت إسرائيل مرارا قتلها "قياديين" آخرين في "حزب الله".