خلال زيارته كردستان العراق.. أوستن يبحث مع بارزاني جملة ملفات شائكة
أجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الثلاثاء، زيارة إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، والتقى القادة السياسيين، وبحث معهم جملة من الملفات الشائكة، في مقدمتها مكافحة الإرهاب، وحلّ المسائل العالقة بين أربيل وبغداد، فضلًا عن حلّ الخلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسين في الإقليم.
وجاءت الزيارة بعد أن وصل أوستن إلى العاصمة العراقية بغداد، والتقى هناك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وعقد مؤتمرًا صحفيًا في السفارة الأمريكية.
وانتقل بعد ذلك إلى أربيل، حيث التقى رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، وبحث معه علاقات الولايات المتحدة مع العراق وإقليم كردستان العراق، والأوضاع الأمنية وآخر مستجدات الحرب ضد الإرهاب، والأوضاع الداخلية لإقليم كردستان، فضلًا عن التعاون والتنسيق بين قوات البيشمركة والجيش العراقي في التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي.
وذكر بيان صدر عن رئاسة إقليم كردستان، أن "أوستن جدد التأكيد على دعم بلاده لإقليم كردستان، وأن واشنطن تنظر بعين الاهتمام إلى عملية إصلاح وإعادة تنظيم البيشمركة، كما أنها ستقدم في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين البنتاغون ووزارة شؤون البيشمركة كل المساعدة اللازمة لإنجاح هذه العملية".
وأضاف البيان أن "الجانبين اتفقا على أن الإرهاب وداعش مازالا يمثلان خطرًا وتهديدًا حقيقيين في العراق وسوريا، وأنه لغرض مواجهتهما والقضاء النهائي عليهما لا يزال العراق وإقليم كردستان بحاجة إلى مساعدة ودعم أمريكا والتحالف الدولي".
بدوره، أبدى وزير الدفاع الأمريكي دعم بلاده للحوار من أجل حل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، وحث الأطراف السياسية في إقليم كردستان على توحيد صفوفها وحل خلافاتها، وفق ما ذكره البيان.
وجاءت تلك الزيارة، في ظل خلافات مستحكمة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه بافل طالباني، ويتمتع الأخير بشكل خاص بنفوذ كبير في مدينة السليمانية.
بدوره، ذكر مصدر سياسي أن "الاجتماع الذي عُقد بين الطرفين تناول تلك العلاقة وضرورة إنهاء الخلافات، ومنع تمددها باعتبارها تنعكس سلبًا على أداء السلطات في الإقليم".
مشيرًا إلى أن "الرؤية الأمريكية كانت نحو تعزيز وضع الإقليم، والتأكيد على الشراكة مع الولايات المتحدة، وعدم السماح بزعزعة الأوضاع فيه".
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"إرم نيوز" أن "الولايات المتحدة يبدو أنها تنظر بعين القلق والترقب لخلافات الحزبين الكرديين، وهذا بدا واضحًا من البيان الصادر، وكذلك ما تحدث عنه المسؤولون في الاجتماع".
لافتًا إلى أن "مبادرة ستطرحها أطراف داخلية وبمساعدة خارجية لإنهاء الخلافات بين حزبي الاتحاد الوطني، والديمقراطي".
وخلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده أوستن وبارزاني، قال الأخير: "اتفقنا في الرأي بأن حل المشاكل بين أربيل وبغداد مهم لاستقرار المنطقة"، مؤكدًا: "سيكون إقليم كردستان دائمًا عامل استقرار في المنطقة".
بدوره أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، دعم بلاده لمذكرة التفاهم بين البيشمركة والبنتاغون، كما أدان الهجمات الإيرانية على الإقليم.
ولايزال هناك حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق وإقليم كوردستان لتقديم المشورة وتدريب قوات البيشمركة والقوات العراقية.
من جهتها، نشرت السفيرة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي، تغريدة على "تويتر"، أكدت فيها أن اللقاء بين نيجيرفان بارزاني ولويد أوستن، جاء "لإعادة التأكيد على شراكتنا" مع حكومة إقليم كوردستان العراق.
ونوّهت رومانوسكي إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الجهود الهادفة لـ "تحديث وتوحيد قوات البيشمركة لضمان الهزيمة الدائمة لداعش".
ويخضع إقليم كردستان العراق، منذ العام 1992، لحكم الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وعلى الرغم من أن إقليم كردستان أكثر تطورًا واستقرارًا بشكل عام من معظم مناطق العراق الأخرى، إلا أنه يعاني من خلافات سياسية داخلية.
ويتهم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يبسط نفوذه على مدينة السليمانية، الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل العاصمة بـ"الاستئثار بالسلطة، وعدم منحه الموارد الكافية لإدارة المدينة والمناطق الأخرى الواقعة في مناطق نفوذه"، وهو ما ينفيه الديمقراطي بشكل متكرر، ويرد بأن "مسؤولين في السليمانية متهمون بسرقة أموال المنافذ الحدودية".