إسرائيل شنت 16 غارة على مواقع بالضاحية الجنوبية لبيروت
أعلنت إسرائيل دخولها المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، التي تتمثَّل في التوغل البري في الجزء الشمالي من القطاع، واصفةً إياها بأنها "عملية برية تتطلب قتالًا مكثفًا".
وبحسب الجيش الإسرائيلي، تمكنت قواته من السيطرة على عدد من المواقع العسكرية التابعة لحركة حماس، منها معسكر تدريب عسكري ومستودعات ذخائر.
واشتملت المرحلة الأولى، على احتواء هجوم حماس، وتأمين جنوب إسرائيل، فيما تمثَّلت المرحلة الثانية، بحسب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنجبي، في "ضرب كل أنظمة الحركة بقوة ودقة، من البر والبحر والجو، عبر معلومات استخباراتية".
وفي هذا الشأن، قال خبير الأمن القومي المصري، محمد عبدالواحد لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل أعلنت عددًا من الأهداف لتحقيق مكاسب سياسية في الداخل، منها: محاولة الضغط على أهالي غزة للخروج إلى مناطق الجنوب وتوزيعهم بين مصر والأردن، إضافة إلى القضاء على حماس، وتفكيك البنية العسكرية وتدميرها، ثم ظهر هدف آخر تباعًا وهو تحرير الأسرى الإسرائيليين".
ومن خلال الهجوم البري الذي جاء على مراحل، نجحت إسرائيل في تحقيق عدد من أهدافها العسكرية، من بينها السيطرة على مساحات من الأراضي في شمال غزة، كما حققت حركة حماس عددًا من الأهداف السياسية، من بينها إظهار قدرتها على الصمود أمام القوات الإسرائيلية.
وأضاف عبدالواحد، أن "العمليات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة اعتمدت على الخداع الإستراتيجي بدخولها محاور عديدة بغرض الاستطلاع وكشف المنطقة، والتعرف على أماكن الأنفاق، ومعرفة نتائج القصف الجوي على الأرض، وضرب الكمائن التي تستخدمها حماس".
بشأن العمليات الإسرائيلية وعلاقتها بحماس، أشار خبير الأمن القومي المصري إلى أن "العمليات اتسمت بالنوعية المحدودة، وليست عملية برية شاملة، وخلال الأيام الماضية حاولت إسرائيل دخول غزة من أماكن عديدة حتى الوصول إلى ببيت لاهيا، بغرض إخراج قوات حماس من الأنفاق للقضاء عليها، وعزل الجزء الشمالي لغزة عن الجنوب".
ينصب تركيز الجيش الإسرائيلي حاليًّا على قتال مسلحي حركة حماس في شمال غزة، لذا سيتحول هذا التركيز إلى الجزء الجنوبي من القطاع في مرحلة لاحقة.
أما حركة حماس، فأعلنت أنها تواجه عشرات الدبابات الإسرائيلية التي تحاول التقدم في محاور شمال غرب القطاع وجنوب مدينة غزة، مستخدمةً القذائف المضادة للدروع.
وفي هذا الشأن، قال الخبير العسكري العراقي، اللواء الدكتور محمد عاصم شنشل لـ"إرم نيوز"، إن "التوغل البري في الجزء الشمالي في غزة أحرز بعض النتائج، إلا أن هناك مواجهات عنيفة جدًّا مع الفصائل الفلسطينية عانى منها الجيش الإسرائيلي المجهز بأعلى المعدات العسكرية الحديثة".
وأضاف شنشل، أن "إسرائيل لم تربح أي شيء في المعركة إلا تعاطف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وكثير من الدول التي تساندها"، وتوقع إطالة أمد الحرب لفترة كبيرة، وحدوث عمليات كرّ وفرّ بين الجانبين.
وبنصيحة من وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، تنفذ إسرائيل توغلات برية محدودة بدلًا من الاجتياح الشامل، على الأقل حاليًّا، عبر إرسال مجموعات استطلاع متقدمة، في محاولة لتقليل الخسائر العسكرية الإسرائيلية"، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأجمع الخبراء العسكريون على أن "القوات الإسرائيلية تتحرك ببطء في هجومها البري على غزة، لأسباب منها إبقاء الباب مفتوحًا أمام احتمال دخول مقاتلي حماس في تفاوض على إطلاق سراح الرهائن".
وأشاروا إلى أن "الجيش الإسرائيلي يأمل أن "يُؤمن أجنحة قواته ويُقلل خسائره، ويستدرج مقاتلي حماس للخروج من الأنفاق أو المناطق الحضرية الأكثر كثافةً، والاشتباك مع القوات في مناطق مفتوحة لتسهيل مهمة مواجهتهم".
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور رمضان العقاد، إن "إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا من الحرب على غزة"، وأشار إلى عوائق عدة تُواجهها، تتمثل في الأنفاق التي تشبه المتاهات تحت الأرض، تستخدمها حماس لشن هجماتها ضد القوات الإسرائيلية التي تواجه خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
ورغم الأهداف المعلنة التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى وتدمير البنية التحتية للفصائل، فلم يتحقق أي هدف حتى الآن، حتى أصبحت الخسائر أكبر من توقعات تل أبيب، وفق قول العقاد.
أما مكاسب حماس، فيرى المحلل السياسي الفلسطيني، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الحركة حققت مكاسب كبيرة بصمود الشعب الفلسطيني في غزة"، وأشار إلى أنها تمتلك ورقة ضغط رابحة في يدها ضد إسرائيل، وهي الرهائن الذين توزعهم على مناطق متفرقة، حتى لا تخسرهم مرة واحدة.
ولا يزال من السابق لأوانه تحديد نتائج الحرب على غزة، ولكن من الواضح أن كلا الجانبين قد حقق بعض الأهداف، وتحمَّل كلاهما خسائر فادحة.
وقد تُغير إسرائيل خطة حربها البرية على غزة، بسبب ما وصفه نتنياهو بـ"الخسائر المؤلمة"، لذا نقاط الخسارة والربح لكلا الطرفين ستكون في مرمى الأيام المقبلة، والمفاجآت في الحروب تتغلب أحيانًا على قواعد اللعبة.