متحدث: الجيش الإسرائيلي ينذر سكان أكثر من 20 بلدة في جنوب لبنان بالإخلاء على الفور
تمثل العملية البرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي في لبنان فصلًا جديدًا في تاريخ طويل من عمليات برية قامت بها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية.
وتعود أولى العمليات إلى سنة 1978، حين أرسلت إسرائيل قواتها للمرة الأولى عبر الحدود بعد أن دخل أعضاء من منظمة التحرير الفلسطينية إلى إسرائيل من لبنان عن طريق البحر، وسيطروا على حافلة مدنية؛ ما أسفر عن مقتل عشرات الإسرائيليين، وفقًا لتل أبيب.
وردًّا على العملية احتلت إسرائيل معظم الجزء الجنوبي من البلاد، وأدى الهجوم إلى إنشاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) المكلفة بتأمين انسحاب إسرائيل من لبنان.
أما سنة 1982، فبدأ أطول توغل إسرائيلي في لبنان في يونيو من تلك السنة، وقالت إسرائيل حينها إن التوغل سيكون "قصيرًا ومحدودًا" بهدف تدمير منظمة التحرير الفلسطينية؛ لكنه أسفر عن احتلال جنوب لبنان لمدة سنوات طويلة، وتورط القوات الإسرائيلية في حرب طويلة الأمد.
وسيطرت القوات الإسرائيلية في البداية على ما يقرب من نصف الأراضي اللبنانية بما في ذلك بيروت الغربية، وأسفرت العملية عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص، بحسب التقارير المعاصرة، وتحقيق في المذبحة التي وقعت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين.
وانسحبت القوات الإسرائيلية من بيروت الغربية بعد ذلك، لكنها استمرت في احتلال جنوب لبنان حتى العام 2000، كما أدى هذا الصراع في نهاية المطاف إلى ظهور ميليشيا "حزب الله".
واندلعت حرب لبنان الثانية في يوليو 2006، حين تسلّل مقاتلو "حزب الله" إلى إسرائيل في هجوم مفاجئ، أسفر عن مقتل 8 جنود إسرائيليين واختطاف 2 آخريْن في محاولة لتبادل الأسرى.
وردت إسرائيل بعملية جوية واسعة النطاق أعقبها هجوم بري، انتهى في منتصف أغسطس بوقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.
وأدت الحرب التي استمرت شهرًا إلى مقتل نحو 1200 شخص في لبنان، مئات منهم من الأطفال، وفقًا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، بينما قُتل 49 مدنيًا إسرائيليًا و121 جنديًا إسرائيليًا، وفقًا لتل أبيب.