الداخلية السورية: فرض حظر تجوال في السويداء من الساعة 8 صباحا حتى إشعار آخر
أثارت تصريحات منسوبة لمحافظ اللاذقية محمد عثمان، حول ضرورة احتشام النساء المسيحيات في المدينة الساحلية، وخاصةً في المسابح والشواطئ المختلطة، غضبا واسعا وانتقادات من قبل المسيحيين وغيرهم من السوريين الذين وجدوا في مطالبه "تدخلا سافرا وتعديا على الحريات الشخصية".
وبدأت القضية عندما اجتمع محافظ اللاذقية محمد عثمان في كنيسة اللاتين في اللاذقية، مع ممثلين عن الكنائس المسيحية في المدينة، في جلسة مُنع فيها التصوير كما أفاد الحاضرون. وطُلب من ممثلي الكنائس التعميم على جميع المسيحيين بوجوب تقيد النساء باللباس الشرعي (البوركيني) في المسابح و الشواطىء المختلطة.
اجتماع مع 3 طوائف
وذكر المحامي ميشيل شماس نقلا عن حاضرين في الاجتماع، أن محافظ اللاذقية أجرى اجتماعات على انفراد مع مدنيين ورجال دين ينتمون إلى ثلاث طوائف مسيحية في المحافظة. حيث جرى الاجتماع الأول في كنيسة الروم الأرثوذكس، وناقش فيه المجتمعون مع المحافظ هموم ومشاكل الناس.
أما في الاجتماع الثاني بكنيسة الموارنة، فقد تطرق المحافظ إلى موضوع ملابس البحر وطلب أن يكون اللباس محتشماً "البوركيني"، وقال المحافظ خلال الاجتماع إنه "من الجيد أن الحجاب لم يُفرض".
وأضاف أن "ابنه لما رأى فتيات بملابس البحر "بكيني" وضع يديه على عينيه؛ لأنه "غير معتاد على رؤية هذه المشاهد"، وفقاً لما نقله المحامي.
ما زاد غضب الشارع المسيحي في المدينة قول المحافظ إن أخلاق ابنه فسدت بتواجده في اللاذقية، لتشعل هذه الجملة "حربا كلامية طائفية" على السوشال ميديا بين من يوافق على حديث المحافظ بضرورة التزام النساء باللباس الشرعي في البحر، ومن طالبه بالعودة إلى مدينته (إدلب)؛ لأن "اللاذقية لن تغير شكلها من أجله أو من أجل عيني ابنه".
ويأتي هذا الاجتماع في بداية الموسم السياحي في المدينة السياحية الأولى في سوريا، والتي يُفترض أن تجتذب الزوار هذا الصيف.
تدخل سافر
الناشط السوري "المسيحي" ابن مدينة اللاذقية، رامي فيتالي، كتب تعليقا على الأمر: "بعد التحرير بأيام قليلة كنت في اجتماع مع مسؤول ديني مسيحي في اللاذقية وأبدى امتعاضه من سؤال أبناء رعيته عن موضوع حرية اللباس خصوصاً في البحر والصيف، فهو أولاً شعر بسخافة الكلام حول هذا الموضوع مع وجود أمور أكثر أهمية بكثير، بالإضافة طبعاً لكون الحشمة من مبادئ الأخلاق المسيحية بداهةً وهو يدعو لها دائماً وإن كان ليس بأسلوب الفرض الإجباري".
لكن أن يتكلم مسؤول سياسي في اجتماع داخل حرم الكنيسة بتفاصيل لباس البحر وما يجوز ولا يجوز وبحضور رجال دين، فهذه أولا جرأة زائدة، وكأنه يقول أنتم المسيحيون لا تعرفون قواعد الحشمة وأنا سأعلمكم إياها، وثانياً هو تدخل في ما لا يعنيه ولا علاقة لوظيفته ومنصبه به، وثالثاً يفتح الباب لبعض ضعيفي العقول ليرتكبوا جرائم بشكل طائفي بحجة تطبيق الحشمة، وفقا لفيتالي.
وختم بالقول: "نحن ننتظر من المسؤولين السياسيين والأمنيين أن يقوموا بلجم المتطرفين الإرهابيين وبكل حزم لا أن يشجعوهم!".
كثيرون ذكّروا بأن هذا القرار يتنافى مع ما نص عليه الإعلان الدستوري، و هو تعدٍّ سافر على الحريات و الحقوق الشخصية.
المحامي شماس، أشار إلى أن الشواطىء السورية تمتد على مسافة 180 كم. و فيها بعض المنتجعات التي تعيش أجواء طبيعية مثل كل بلدان العالم. ومن المتوقع ان تزداد هذه المنتجعات مع دخول استثمارات سياحية جديدة لسوريا بعد الانفتاح الذي ستشهده البلد مع إلغاء العقوبات الغربية.
وأضاف: "يمكنك بكل بساطة تشجيع مستثمرين جدد لبناء منتجعات في مواقع أخرى، وأن تفرض عليهم الشروط التي تناسب الأجواء التي تراها مناسبة لك و لابنك، و الذي من المستحسن ان تتركه في المكان الذي أتى منه؛ لأنك غير مخول بتغيير بيئة مدينة بأكملها لتجعلها تناسب ذوقك ومزاجك أو ما يناسب ابنك.
مضيفا أن "سوريا كبيرة و شواطئها طويلة تتسع للجميع بمختلف أطيافهم ومكوناتهم وثقافاتهم".