نتانياهو لماكرون: إسرائيل تتوقع دعم فرنسا وليس فرض "قيود" عليها
في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، باتت فتوى "التراجع التكتيكي" للمرشد الإيراني علي خامنئي، محط أنظار في عدة أوساط حول مدى تنفيذ ميليشيا حزب الله، القرار الأممي1701 الذي يطالبها بالانسحاب إلى شمال نهر الليطاني.
وتبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701 في 11 أغسطس/ آب 2006، الذي يدعو إلى وقف كامل ودائم للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل.
وخرج خامنئي، مؤخرًا، في إحدى المناسبات، بما يعد لدى أذرع إيران "فتوى" والقول إنه لا ضير في "التراجع التكتيكي" أمام العدو، سواء في الميدانين العسكري أو السياسي، وإن أحد أسس الحرب النفسية التي يستخدمها الأعداء ضد الشعوب هو تضخيم صورتهم والإيحاء بضرورة الخشية منهم.
وأضاف أنه عندما تتسلل هذه الحركة من الحرب النفسية التي يمارسها العدو إلى الساحة العسكرية، تكون نتيجتها الخوف والتراجع، مؤكدا أن هناك تراجعا تكتيكيا كما هي الحال مع التقدم، ولا ضير في ذلك.
يأتي ذلك وسط تساؤلات عما يجرى على الجبهة، أهو تمهيد للدخول في حرب مفتوحة من خلال المواجهات وتغيير الواقع العسكري جنوبي لبنان من جانب حكومة بنيامين نتنياهو.
الجبهة الشمالية
ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية ببيروت الدكتور خالد العزي، إن ما تريد إسرائيل التأكيد عليه من خلال تصاعد الاعتداءات بالجنوب اللبناني، أن أي اتفاق قادم لن يمر قبل التوافق على تنفيذ 1701 الذي يدفع بالقوات العسكرية لـ"حزب الله" إلى شمال الليطاني، من خلال فتوى خامنئي.
ويرى العزي لـ"إرم نيوز"، أن هذه الفتوى تحمل في أبعادها، عمل "حزب الله" على تنفيذ القرار 1701، في ظل تهديد إسرائيلي دائم بأن الجيش مستعد نحو الشمال، يتزامن معه إصرار من السياسيين والجنرالات بالداخل، بالتعامل مع جبهة الشمال وسط ما يوصف بحالة "الروتين" التي باتت في جبهة "الجنوب"؛ إذ يحاولون مد الجبهة الشمالية والعمل على المواجهة في ظل رغبة إسرائيل بجر إيران إلى المواجهة التي ليست في صالح الأخير.
وأشار إلى أن هناك الكثير من التحليلات والسيناريوهات، لكن ما يشهده الجنوب هو نوع من الضغط العسكري "الحامي" و المتصاعد من خلال الضربات المستمرة، في ظل تأكد إسرائيل، أن لا خيار أمام حزب الله وإيران سوى الانخراط في الحرب أو الموافقة على التسوية المطلوبة بتنفيذ 1701.
"فتوى"
ويتفق مع ذلك المحلل السياسي اللبناني ناصر راغب، بالقول إن ما خرج من المرشد الإيراني يأخذ كل أبعاد "الفتوى"، ومن الواضح أنها موجهة إلى "حزب الله" ، لتمرر أيضا إلى حاضنته الشعبية في وقت تريد فيه طهران أن تظل أذرع لها في اليمن والعراق ومناطق أخرى، في حال تفاعل دائم إلى حين الوقوف على المقابل فيما يدور من مفاوضات مع "واشنطن" عبر وسطاء فيما يتعلق بجبهة الجنوب اللبناني.
ويؤكد راغب لـ"إرم نيوز"، أن الفتوى قائمة، وستنفذ إلى حد كبير بحسب المعطيات القائمة، وهي موجهة بشكل كبير للحواضن الخاصة بـ"حزب الله" وبالطبع أذرع إيران في المنطقة، لافتا إلى أن جواز المرشد الإيراني بذلك يعد رسالة علنية إلى الأوساط الدولية والإقليمية المعنية، وفي حال التوافق سيكون أمرًا ينفذ من جانب "حزب الله".
ويشير إلى أن الوصول إلى هذا التنفيذ سيسبقه نوع من تقسيم الأدوار بين حزب الله وإيران، لإطالة أمد التفاوض عبر الوسطاء مع الأمريكي؛ للحصول على مكاسب سواء لطهران وأيضا "حزب الله" الذي ترفض قياداته أن يتم نزع مخالبها بهذا الشكل الكامل.
ويضيف راغب أن كل ما يهم الجانب الإسرائيلي في هذه الفترة، هو محو أي خطر من جانب "حزب الله" الذي يستهدف أن يكون تنظيما سياسيا داخليا في لبنان، وألا يكون له حتى أدوار أمنية في الداخل، وليست عسكرية فقط، وذلك ما يجعل تل أبيب مستمرة باستهداف مواقعه وترسانته ومخازنه في الجنوب.