غارة إسرائيلية استهدفت جرود الهرمل عند الحدود اللبنانية السورية
حمل بيان الحرس الثوري الإيراني الذي صدر بعد الهجمات الصاروخية التي نفذتها طهران على إسرائيل، مستوى عاليًا من لغة الوعيد والتهديد، وكأنه أراد "نفض الغبار" عن صورة إيران داخليًّا وخارجيًّا، إثر اتهامها بالضعف والتردد والعجز عن الرد، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، و"هجمات البيجر"، ثم اغتيال أمين عام ميليشيا حزب الله اللبنانية، حسن نصر الله.
وأعلن الحرس الثوري أن 80% من الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على إسرائيل أصابت أهدافها، فإن ذلك من شأنه رفع مستوى التوتر بين البلدين، ما يوسع دائرة احتمالات المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب.
وأكد بيان الحرس الثوري أن الهجمات تمت بأمر مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي، أي أن القرار اتخذ من قبل أعلى مستوى في هرم القيادة الإيرانية.
وفيما تسير مواجهة طهران وتل أبيب في سياق الفعل ورد الفعل، فإن تصعيد طهران الأخير عبر ضرب إسرائيل بعشرات الصواريخ الباليستية يشكل خطوة متقدمة في مسار الصراع، ما يعزز احتمالات رد فعل قد يكون دراماتيكيًّا من قبل إسرائيل وحلفائها.
تسعى إيران التي يتلقى وكلاؤها ضربات موجعة، لا سيما ميليشيا حزب الله، إلى ردع إسرائيل، عبر استعراض قدرتها على ضرب أهداف دقيقة داخلها، للحفاظ على المشروع الإيراني في الإقليم من التآكل، وربما من الزوال في حال اندلاع حرب شاملة.
ويمثل ادعاء الحرس الثوري بأن 80% من الصواريخ أصابت أهدافها، محاولة لـ"تلميع" صورة إيران داخليًّا وخارجيًّا، بعد ضربات إسرائيل المؤلمة، فيما يبقى السؤال مطروحًا حول مصداقية هذه الأرقام، وسط تأكيد إسرائيل فشل الهجمات الإيرانية.
داخليًّا، ترزح إيران تحت وطأة ضغوط اقتصادية نتيجة العقوبات المفروضة عليها، تهدد استقرارها، وتسعى قيادتها لتوحيد الصفوف خلفها في مواجهة "العدو".
وخارجيًّا، تلقت إيران سابقًا، ضربات قاصمة بعد اغتيال شخصيات بارزة من الحرس الثوري وعلماء نوويين، فهي تريد أن تقول لإسرائيل اليوم إنها قادرة على الرد دفاعًا عن مصالحها.
وبلا شك، فإن لهجوم أمس الثلاثاء، تداعيات دولية وإقليمية، قد تتجاوز الإدانة ودعوات التهدئة لتجنب اندلاع حرب شاملة، لتصل إلى تكثيف الضغوط الدبلوماسية على إيران، وفرض مزيد من العقوبات عليها، على عكس ما ترغب فيه طهران.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه إيران لتحقيق مكتسبات تعزز موقفها التفاوضي مع الغرب حول برنامجها النووي، عبر التصعيد العسكري بوصفه وسيلة ضغط على دول القرار العالمي، لرفع العقوبات عنها.
ولا مناص من الرد الإسرائيلي، إذ تطال التساؤلات اليوم توقيت هذا الرد وطبيعته ومستواه، وفي هذا الإطار تشير التقديرات إلى أن إسرائيل، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي ينتشي بضرباته لميليشيا حزب الله، سترد بقوة.
وبلا شك، فإن عين إسرائيل اليوم على بنك من الأهداف، يشمل مواقع حيوية في إيران، كالبنى التحتية النووية ومواقع الحرس الثوري.
وبالتوازي، فإن الرد الإيراني الذي قد ينجح في تلميع صورة إيران داخليًّا وخارجيًّا لدى حلفائها ووكلائها، فإنه بكل تأكيد يضع الشرق الأوسط تحت وطأة جملة من المخاطر التي تهدد استقراره، إذا ما استمرت حلقات الرد والرد المقابل.