الجيش الإسرائيلي: نتائج الهجوم على معسكر "بنيامنيا" صعبة ونجري تحقيقاً في الحادث
قال خبير مطلع على السياسة الإيرانية إن إيران لن تتدخل بشكل مباشر في أي حرب ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن إيران قد تتدخل في حالة واحدة هي "المس بمشروعها النووي وصناعة الصواريخ البالستية أو النفطية".
ويطفو في الآونة الأخيرة سؤال كبير على سطح الأحداث المتسارعة في جنوب لبنان والمنطقة، خاصة عقب "الزلزال" الذي طال منظمة حزب الله عبر اغتيال أمينها العام حسن نصر الله؛ "ما هو الرد الإيراني على عملية الاغتيال؟".
هل سترد إيران أصلا، أم أن رحلة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وفريقه التفاوضي إلى نيويورك مهدت لصفقة من نوع ما مع الأمريكيين؟.
وتتوجه الأنظار اليوم إلى طهران، التي باتت في موقف "بغاية الحرج"، بعد تراكم "الصفعات" التي تلقاها محورها "المقاوم"، إذ حاولت حتى الآن النأي بنفسها قدر الإمكان عن التصعيد في المنطقة، بعد نحو شهرين من "التهديد" اللفظي بالرد القادم على اغتيال إسماعيل هنية وما تلاه من ضربات لم تتوقف حتى اليوم.
سيناريوهان لا ثالث لهما
وفقا للعديد من المراقبين، سيكون أمام إيران أحد سيناريوهين لا ثالث لهما؛ إما أن تُطلق أيدي أذرعها في المنطقة لتكثيف الهجمات وتنويعها لتشمل العمق الإسرائيلي، أو القيام بعملية نوعية من شأنها أن تعيد بعض الاعتبار لهيبتها المتداعية.
لكن التصريحات الأخيرة للمرشد الإيراني أفصحت عن توجه إيران المقبل، إذ قال علي خامنئي، السبت، إن "مصير المنطقة تحدده قوات المقاومة، وعلى رأسها حزب الله"، متحدثًا نيابة عن لبنان بقوله إنه "سيجعل إسرائيل تندم"، عقب الإعلان عن اغتيال حسن نصر الله. في حين تجاهل ما يمكن لإيران أن تقوم به للرد على الضربة القاصمة التي تلقاها "المحور".
هذا الموقف "المتراخي" دفع العديد من المحسوبين على "محور المقاومة" قبل غيرهم إلى اتهام طهران بـ"التخاذل" والتخلي عن حزب الله لتحقيق مصالحها، وتركه وحيدا في معركة "غير متكافئة" مع "عدو" يتفوق عليه في كل شيء، ورجّح هؤلاء أن يكون هذا الموقف هو الثمن لصفقة مرتقبة بين الإيرانيين والأمريكيين على حساب الحزب والمحور بأكمله.
لا صفقة
لكن خبيرا على معرفة حثيثة بدوائر صنع السياسة في إيران، نفى أن تكون إيران قد عقدت أي صفقة، أو أنها تسعى إلى عقد صفقة على حساب "حزب الله"، معتبرا أن هذه "السرديات" لا تمت للواقع بصلة.
وقال الخبير المتابع للملف الإيراني، ولسياسة ومواقف "محور المقاومة"، إن إيران غير قادرة أساسا على ذلك. مضيفا أنه "لا يوجد من هو مهتم بالشراء منها"، أو بعقد صفقات كبرى معها من أي نوع (بما في ذلك حول الملف النووي الإيراني نفسه).
واعتبر أن إيران ارتكبت نفس خطيئة "حزب الله" الإستراتيجية في تقدير نوايا وقدرات إسرائيل. والمرجح أنها هي نفسها لم تستيقظ حتى الآن.
ماذا ستفعل إيران؟
وعن توقعاته للمرحلة المقبلة بعد "الزلزال" الذي أحدثه اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، اعتبر المصدر أن إيران ستضغط على "حزب الله" لمتابعة الحرب، مشيرا إلى تصريحات المرشد الإيراني اليوم التي قال فيها "إن لبنان سيجعل العدو يندم على عدوانه"، ما يعني بوضوح أن على "حزب الله" أن يتابع الحرب لترميم صورة إيران ومحور "الممانعة".
وأضاف أن "إيران لن تتدخل في الحرب الحالية بشكل مباشر، بل ستضغط على سوريا، وعلى العراقيين والحوثيين للتدخل. وأكد أن التدخل الإيراني يمكن أن يحدث فقط عندما تتهدد "الأركان الثلاثة الرئيسة لبقاء النظام الإيراني"، وهي الطاقة النووية وقواعد الصواريخ البالستية والصناعة النفطية.
وحول تصريحات الرئيس الإيراني، التي وصفها بـ "الرومانسية والجدلية"، يلفت المصدر إلى أن بزشكيان مجرد شخصية ثانوية جداً في هذا الفيلم - هو مثل الفرقة الموسيقية في مشهد غرق السفينة في فيلم "تايتانيك"، يقوم بأشياء محيرة تلفت النظر، ولكن لا معنى لها، ولا تؤثر فيما يحدث، ولكنها تجعله يشعر أنه يقوم بشيء ما!.