سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي لبنان
تستعد إسرائيل لغزو قطاع غزة، لكن عددا من أسر الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس يحثون الحكومة على كبح جماح المجهود الحربي والتفاوض بدلا من ذلك؛ لإطلاق سراح ذويهم.
لكن أقارب آخرين يحذرون من أن الوساطة قد تستغرق سنوات، ويقولون إن رجاءهم معلق بالجيش وبالأمل في أن تتمكن القوات البرية من العثور على الرجال والنساء والأطفال المفقودين قبل فوات الأوان.
وخطف مقاتلو حماس ما يقدر بنحو 222 شخصا، في هجومهم في السابع من الشهر الحالي، الذي قتلوا خلاله أيضا 1400 شخص.
ويحمل كثيرون من الرهائن جنسيات أخرى غير الإسرائيلية، ومنهم من يحمل جوازات سفر أمريكية وأوروبية.
ويُعتقد أن حماس تخفي الرهائن في قطاع غزة، ربما في متاهة الأنفاق التي حفرتها الجماعة المسلحة تحت الأرض، حتى بعد مقتل أكثر من خمسة آلاف فلسطيني في قصف إسرائيلي للمنطقة قبل غزو محتمل.
وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقضاء على حماس، فيما قد تدخل القوات الإسرائيلية غزة في أية لحظة، لكن كثيرين من أسر الرهائن يحثونه على التركيز على الرهائن فحسب.
وقال ناعوم ألون، صديق الفنانة إنبار هيمان (27 عاما) التي كانت ضمن عشرات خطفهم مسلحو حماس من مهرجان للموسيقى، إن إطلاق سراح الرهائن يجب أن يكون "الأولوية القصوى، وليس تدمير حماس، وليس السيطرة على غزة وليس أي شيء آخر".
وتنظم جماعات لدعم الأسر احتجاجات يومية أمام مكتب نتنياهو في تل أبيب للتذكير بمصير الأسرى. وأقامت هذه الجماعات طاولة في ساحة بوسط المدينة حددت فيها مكانا شاغرا لكل رهينة للتذكير بمحنة المخطوفين.
وأمس الأحد، اجتمع الرئيس إسحق هرتسوج مع عشرات من أقارب الضحايا في مقر إقامته بالقدس، واحتج مئات آخرون في الخارج مطالبين ببذل جهد أكبر في سبيل الإفراج عن الرهائن.
ورفع كرمل جورني، الناشط السياسي الذي لقي ابن عمه يفتاح جورني حتفه خلال هجوم حماس، لافتة كتب عليها "الانتقام ليس خطة".
وقال جورني: "يتعين علينا الحديث مع حماس. لا يتعين أن نلجأ دوما إلى الحرب. لدينا كثيرون من السجناء الفلسطينيين الذين يمكننا مقايضتهم بأفرادنا.. إذا دخل جنودنا، سيموت كثير من الناس، من بينهم الرهائن".
وكان إيلان وساندي فيلدمان من بين الذين اجتمعوا مع الرئيس هرتسوج، أمس الأحد؛ للحديث عن شقيقة ساندي، أفيفا وزوجها كيث سيجل، اللذين خطفتهما حماس وشوهدا آخر مرة في مقطع مصور أثناء اقتياد مسلحين فلسطينيين لهما إلى غزة.
وعبر إيلان وساندي عن مخاوفهما من عدم صمود شقيقتهما وزوجها في الأسر لفترة طويلة، ويعتقدان أن لا مفر من التوغل البري.
وقال إيلان: "هناك شعور بأنهما لن يخرجا أحياء. لكنني أعتقد أن هذا أكبر مني ومنا. هذه معركة مبدأ. الأمر بهذه البساطة.. لا يتعين أن يكون هناك مكان تستقر فيه حماس".
وقال جوناثان ديكل تشين، الذي يعتقد أن ابنه ساجي (35 عاما) قد خطفه المسلحون الفلسطينيون من أحد التجمعات السكانية، إنه يجب التعامل مع حماس "الآن"، لكنه يعتقد أن على الجيش أن يجعل إنقاذ الرهائن أولوية في أية حملة عسكرية.
وقال: "من الممكن أن تفعل شيئين في وقت واحد، حتى بالنسبة لهذه الحكومة الإسرائيلية، أن تفعل كل ما في وسعها لحماية أرواح ذوينا وسلامتهم، بينما تضطلع بما يتعين عليها فعله تجاه حماس".
ولإسرائيل خبرة طويلة في التعامل مع أزمات الرهائن، لكنها أحجمت في السابق عن محاولة القيام بعمليات إنقاذ في قطاع غزة المكتظ بالسكان.
وفي عام 2011، أطلق نتنياهو سراح 1027 أسيرا فلسطينيا في مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، الذي ظل محتجزا في غزة أكثر من خمس سنوات.
وعاد بعض الفلسطينيين المفرج عنهم إلى صفوف حماس، ومن بينهم زعيمها الحالي في غزة يحيى السنوار.
وقالت ساندي فيلدمان: "أيجب أن نتفاوض معهم مرة أخرى؟ انظر إلى كل الأشخاص الذين أطلقنا سراحهم مقابل شاليط، هم الذين مارسوا القتل. هل كان الأمر يستحق ذلك؟ لا أدري".
وأطلقت حماس سراح امرأتين تحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية من جانب واحد، يوم الجمعة الماضي، "لأسباب إنسانية"، في اتفاق توسطت فيه قطر التي طالما دعمت حماس، فيما أكدت الحركة، اليوم الاثنين، أنها أفرجت عن امرأتين جديدتين عبر وساطة قطرية مصرية.
وعين نتنياهو الجنرال المتقاعد جال هيرش منسقا إسرائيليا لشؤون الرهائن والمفقودين. ولا تتضمن تصريحاته العلنية حتى الآن أية إشارة للمساومة.
وقال أمام جمع من السفراء الأوروبيين، الأسبوع الماضي، في خطاب غاضب اتهم فيه الحكومات الغربية بعرقلة إسرائيل في المواجهات السابقة مع حماس: "إن آلتنا الحربية تتحرك. لا تطلبوا منا أن نتوقف".
وأضاف: "هذا نداء يقظة لكم. لقد استيقظنا تماما والحمد لله. سيكون هناك رد لا يمكن تصوره. صدقوني. لقد بدأنا الحرب فحسب".
واقترحت حماس مقايضة ما لديها من رهائن بنحو ستة آلاف فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية، لكن خبراء أمنيين إسرائيليين شككوا في احتمال التوصل لمثل هذه الصفقة، حتى لو كانت الحكومة مستعدة للنظر فيها.
وقال جيورا ايلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، لراديو 103إف.إم إن: "حماس ليست غبية. لن يطلقوا سراح الرهائن دفعة واحدة. سيطيلون أمد هذا على مدى خمس سنوات"
ويعاني كثير من الأسرى من حالات طبية تحتاج إلى رعاية، وبينهم كبار في السن، ما يعني أن الوقت حاسم.
وقال دانييل ليفشيتز الذي اختفى جداه، 83 و85 عاما، في غزة: "هؤلاء الناس ليس لديهم وقت كثير. علينا أن نساعد هؤلاء الرهائن بسرعة كبيرة".