رئيس الحكومة اللبناني يطالب "بالضغط على اسرائيل" من أجل وقف إطلاق النار

logo
العالم العربي

ما سر عودة التصعيد بين طرفي الحرب في السودان؟

ما سر عودة التصعيد بين طرفي الحرب في السودان؟
جنود في قوات الدعم السريعالمصدر: أ ف ب - أرشيفية
03 سبتمبر 2024، 10:08 م

مرة أخرى، عادت المعارك العسكرية في السودان، بعد هدوء لأكثر من شهر، حيث شهدت مناطق "شمال الخرطوم بحري" في العاصمة السودانية يوم الاثنين اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان لـ"إرم نيوز" إن المعارك المحتدمة وقعت في منطقتي "حطاب والكدرو"، شمال مدينة الخرطوم بحري التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع عدا مواقع عسكرية محددة تابعة للجيش السوداني.

ويحتفظ الجيش السوداني حتى اليوم، بمقر سلاح الأسلحة في منطقة "الكدرو"، كما يحتفظ بمعسكر حطاب، وهما معسكران قريبان جغرافيًّا من بعضهما البعض.

وأكد الشهود أن قوات الدعم السريع هاجمت يوم الاثنين، معسكر حطاب التابع للجيش السوداني، إذ دارت معارك شرسة بالقرب منه مخلفة قتلى وجرحى، فيما لم يتأكد إذا ما كانت قوات الدعم السريع قد دخلت المعسكر أم لا.

وتداولت حسابات مرتبطة بقوات الدعم السريع على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات تُظهر جانبًا من المعارك العسكرية في منطقة حطاب، وسط تناثر جثث الجنود على الأرض.

وأكد جنود في قوات الدعم السريع، في الفيديوهات المتداولة، أنهم دخلوا إلى معسكر حطاب، بعد قتل وأسر عدد من الجنود التابعين للجيش السوداني، حيث أظهرت المقاطع المتداولة بعض عناصر الجيش وهم في قبضة قوات الدعم السريع.

وتأتي معارك شمال الخرطوم بحري في وقت ظل فيه القصف الجوي والمدفعي مستمرًا على مواقع مختلفة في إقليم دارفور، والعاصمة الخرطوم والجزيرة وسنار.

فشل المفاوضات

ويرى المحلل السياسي عباس التجاني، أن ما يجري من تصعيد عسكري بين طرفي الحرب في السودان، هذه الأيام، نتيجة طبيعية لفشل مفاوضات جنيف التي كانت بمثابة فرصة أخيرة للوصول إلى تسوية سلمية للصراع في البلاد، وفق قوله.

وكان الوسطاء الدوليون بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، عقدوا في أغسطس/ آب الماضي محادثات في سويسرا بشأن وقف إطلاق النار في السودان، قاطعها الجيش السوداني بينما شاركت فيها قوات الدعم السريع.

وقال التجاني لـ"إرم نيوز" إن المجتمع الدولي وخاصة الأطراف التي تقود الوساطة بشأن الأزمة السودانية، ربما توصلت إلى قناعة بضرورة حدوث مزيد من الإنهاك للطرفين بما يمهد إلى إرغامهما على ترجيح خيار الحل السلمي بعدما يستعصي عليهما الحسم العسكري، وهو ما يفسر الصمت الحالي تجاه حرب السودان، وفق قوله.

تعزيز السيطرة

وأشار التجاني إلى أن المواجهات العسكرية وتبادل القصف المدفعي هذه الأيام، يأتي بهدف محاولة تعزيز السيطرة الحالية لكل طرف، دون التفكير في تحقيق تقدم ميداني جديد، لجهة أن الظروف الطبيعية القاسية نتيجة السيول والأمطار لا تساعد على قيادة معارك عسكرية وتحقيق تقدم على الأرض.

وأضاف أن "السودان متوقع أن يقبل على موجة عنف واسعة عقب انتهاء موسم الأمطار في أكتوبر/ تشرين الأول القادم؛ نتيجة لانسداد أفق الحل السلمي، وهو سيناريو خطير للغاية في ظل الوضع الإنساني المتدهور أصلًا وشبح المجاعة الذي يواجه الملايين".

وأكد أن "على المجتمع الدولي ممارسة مزيد من الضغوط على الأطراف، لمنع التصعيد القادم".

ويشهد السودان هذه الأيام أمطارًا غزيرة تسببت بسيول وفيضانات غمرت كثيرًا من الطرق والمدن؛ ما عرقل أي تحركات عسكرية خصوصًا في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأزرق والقضارف.

الموقف التفاوضي

من جهته يرى المحلل السياسي، علاء الدين بابكر، أن التصعيد العسكري هذه الأيام يأتي بهدف تعزيز الموقف التفاوضي في أي عملية محادثات مقبلة.

وأضاف بابكر في تصريح لـ"إرم نيوز" أن طرفي الحرب بالسودان يسعيان لكسب مساحات جديدة لتعزيز وضعية السيطرة، حتى يتمكن كل طرف من فرض أجندته في طاولة المفاوضات.

وأكد أن التصعيد الأخير للمعارك العسكرية يأتي من قبل قوات الدعم السريع التي تريد أن تكسب مواقع جديدة على الأرض، خصوصًا بعد تعثر محادثات جنيف؛ بسبب رفض الجيش السوداني المشاركة فيها.

وأكد أن قوات الدعم السريع تخطط لحسم السيطرة على مدينتي الفاشر والخرطوم وإخراج الجيش والحركات منهما، متوقعًا أن تشهد المدينتان خلال الأيام المقبلة معارك عنيفة بين الأطراف.

وقال إن مدينة الفاشر تشهد هذه الأيام عمليات تحشيد واسعة من قبل قوات الدعم السريع، ما يشير إلى احتدم المعارك مستقبلًا، كما أن المعارك التي وقعت في مدينة الخرطوم بحري قادتها قوات الدعم السريع التي هاجمت معسكرات الجيش فيها، وفق بابكر.

وأشار إلى أن الجيش السوداني بدوره صعّد عملياته العسكرية، بيد أنها اعتمدت على القصف الجوي، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب لا يحسم معركة.

إقليم دارفور

وكان الجيش السوداني كثّف سلسلة غاراته الجوية اليومية على مواقع مختلفة في إقليم دارفور غربي البلاد، الواقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع؛ ما تسبب بمقتل عشرات المدنيين.

وبحسب الشهود، فإن الطيران الحربي قصف منازل النازحين في مخيم "خمس دقائق" في مدينة زالنجي؛ ما تسبّب بمقتل 3 أشخاص من أسرة واحدة، وجرح 7، نقلوا إلى مستشفى زالنجي لتلقي العلاج، وحالاتهم خطرة.

وفي غرب دارفور، أفاد شهود عيان بمقتل مواطن، وإصابة آخرين، في غارات نفذها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني على قرى يقطنها عرب البدو قرب مدينتي "كرينك والجنينة".

براميل متفجرة

وأكد الشهود لـ"إرم نيوز" أن الطيران الحربي استهدف بغاراته منطقتي "أم القرى" شرق الجنينة و"قلالها" غربي مدينة كرينك، مشيرين إلى أن سقوط نحو 5 براميل متفجرة على منطقة "أم القرى"؛ تسبب بمقتل مواطن وإصابة 5 أشخاص آخرين، فضلًا عن تدمير عدد من المنازل.

وقالوا إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني أسقط نحو 5 براميل متفجرة أخرى على قرية "قلالها"؛ تسببت بنفوق عشرات المواشي، بينما لم تخلّف ضحايا بشرية.

وفي مدينة الفاشر شمالي دارفور، ظلت الأحياء الشمالية والشرقية الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع تتعرض بشكل يومي لغارات جوية من الطيران الحربي التابع للجيش السوداني.

كما تعرضت مدينة الضعين شرقي دارفور خلال الأيام الماضية لسلسلة غارات جوية؛ تسببت بمقتل عشرات المدنيين، كما دمرت جزءًا من مستشفى المدينة، ومدرسة كانت مركزًا لإيواء النازحين من الحرب.

وتوقع علاء الدين بابكر أن تستأنف المحادثات بين طرفي الصراع السوداني، عقب التصعيد العسكري، من أجل التوصل لتسوية تعيدهما للسلطة مع استبعاد القوى المدنية.

وأوضح أن "الحرب اندلعت بسبب السلطة، ولن تتوقف ما لم يحصلا على تسوية تضمن بقاءهما في السلطة".

أخبار ذات علاقة

الجيش السوداني يقصف دارفور بالبراميل المتفجرة ويقتل عشرات المدنيين

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC