مسؤول بارز في إدارة بايدن: نراقب جميعا البرنامج النووي الإيراني بعناية شديدة
أكد خبراء ومختصون في الشأن العسكري، أن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" قد تعملان على تكثيف العمليات التفجيرية في إسرائيل خلال المدة المقبلة.
ولفت الخبراء إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع الضغط العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية.
وتبنت الحركتان عملية التفجير التي وقعت، قبل عدة أيام في تل أبيب، وأسفرت عن إصابة أحد المارة، إذ أكدتا أن "العمليات بالداخل المحتل، ستعود ما دامت مجازر الاحتلال وسياسة الاغتيالات متواصلة"، حسب قولهما.
إعلان صريح
وفي إعلان صريح، قال قائد "سرايا القدس" الجناح المسلح للجهاد، في بيان له، إن "العملية التفجيرية التي نُفذت بالشراكة مع كتائب القسام الذراع العسكري لحماس في تل أبيب بوقت سابق من الشهر الجاري لن تكون الأخيرة".
وأضاف: "لقد وصلنا قبل أيام إلى قلب تل أبيب رفقة إخواننا في كتائب القسام ضمن عملية استشهادية بطولية مشتركة، وهذه رسالة مهمة على الجميع أن يلتقطها، خاصة أنها لن تكون الأخيرة"، على حد تعبير البيان.
وقبل ذلك، دعا رئيس حماس في الخارج، خالد مشعل، للعودة إلى "العمليات الاستشهادية"، قائلًا في خطاب له: "نريد العودة إلى العمليات الاستشهادية، هذه حالة لا يصلح لها إلا الصراع المفتوح، هم يقاتلوننا بصراع مفتوح، ونحن نواجههم بصراع مفتوح".
وأضاف مشعل: "لقد فتح العدو الصراع على الجبهات جميعها، ساعيًا لنا جميعًا، سواء أكنا نحارب أم لا، يقول العدو، أنا مجنون، ويعود الأمر إلى الأمة لتحمل مسؤولياتها، أكرر دعوتي إلى الجميع للمشاركة في جبهات متعددة في المقاومة الفعلية ضد الكيان الصهيوني"، حسب شبكة "سي أن أن".
إستراتيجية ضرورية
ورأى أستاذ العلوم السياسية، أيمن يوسف، أن "الحركتين تنظران إلى عودة العمليات بأنها إستراتيجية ضرورية في الوقت الراهن لإجبار إسرائيل على وقف سياساتها العسكرية بالضفة وغزة، وأن تلك وسيلة من وسائل الضغط الأمني والشعبي".
وقال يوسف، لـ"إرم نيوز"، إن "التصريحات التي أطلقها القيادات السياسية والعسكرية للحركتين يشير إلى توجه لديهما لاستئناف العمليات التفجيرية"، لافتًا إلى أن تلك العمليات تؤرق إسرائيل أمنيًّا، وتؤثر سلبًا في مواطنيها بمختلف النواحي.
وأوضح أن "الحركتين ستعملان على استغلال الظروف المناسبة لتنفيذ مزيد من العمليات التفجيرية، وأن الأمر سيكون مرتبطًا ارتباطًا أساسيًّا بالتصعيد العسكري الإسرائيلي بالضفة وغزة"، مبينًا أن تلك العمليات لن تقتصر على تل أبيب.
وأشار إلى أنه "بالرغم من إدراك قادة حماس والجهاد خطورة تلك العمليات على صورتهما أمام العالم؛ فإنهما سيعملان على تنفيذ تلك العمليات لإجبار حكومة بنيامين نتنياهو على تقديم تنازلات بشأن اتفاق للتهدئة بمختلف الجبهات".
وأضاف: "بتقديري هذه العمليات ستدفع إسرائيل نحو تكثيف عملها العسكري ضد المجموعات المسلحة في الضفة الغربية، وسيدفعها نحو توسيع تلك العمليات لتشمل مختلف المدن"، مؤكدًا أن الإستراتيجيات الجديدة للحركتين وإسرائيل ستشعل المنطقة.
وسيلة ضغط
ورأى المحلل السياسي، كمال الأسطل، أن "عودة العمليات التفجيرية بالنسبة لحماس والجهاد بمنزلة وسيلة من وسائل الضغط العسكري والأمني على إسرائيل"، مبينًا أن الحركتين تعملان على تكثيف هذا النوع من العمليات.
وقال الأسطل، لـ"إرم نيوز"، إن "الحركتين ترغبان في إجبار إسرائيل على تقديم التنازلات التي يمكن أن تؤدي إلى تهدئة بجبهتي الضفة وغزة"، مشيرًا إلى أن هذا النوع من العمليات سيؤدي إلى ضغط شعبي كبير على الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف: "أحد أهداف تلك العمليات إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، خاصة أن تنفيذها سيؤدي إلى مظاهرات عارمة من معارضي الائتلاف الحكومي للمطالبة بإسقاطه"، مشددًا على أن الملف الأمني أكبر مخاوف الإسرائيليين.
وأشار إلى أن "الحركتين ستتعرضان لعقوبات دولية صارمة في حال عادت إلى مثل هذا النوع من العمليات بشكل مكثف، وستعمل إسرائيل على استغلال ذلك في تنفيذ عمليات عسكرية غير مسبوقة ضد الفصائل الفلسطينية".
وختم: "هذه العمليات لن تكون إلا في إطار زرع العبوات الناسفة ضد أهداف محددة، ولن تقدم الحركتان على تفخيخ أفراد لتفجير أنفسهم، خاصة أنها تدركان الخسائر الفادحة التي يمكن أن يتعرضا لها بهذه الحالة".