القناة 12 الإسرائيلية: سقوط صواريخ في مناطق مفتوحة من الجليل الأعلى
تسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في نزوح أكثر من مليون فلسطيني يمثلون نحو نصف سكان القطاع، خاصة بعد أمر الإخلاء القسري الذي أطلقه الجيش لسكان مدينة غزة وشمالها.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا لسكان مدينة غزة وشمال القطاع، بعد أيام من بدء الحرب، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بالتوجه لمناطق وسط وجنوب قطاع غزة، واستجاب مئات الآلاف بحثًا عن الأمن.
وبينما وجد عدد قليل فرصة للنزوح عند أقارب لهم في منازل اكتظت بالسكان، لجأ آخرون للسكن في مراكز للإيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وفتحت المؤسسة الأممية أبواب 220 مؤسسة تابعة لها ما بين مدارس ومقار مختلفة وحولتها إلى مراكز إيواء في ظروف بالغة السوء، حيث تفوق أعداد المقيمين في هذه المدارس طاقتها الاستيعابية بكثير.
كما تفتقر مراكز الإيواء المؤقتة لخدمات مثل الصرف الصحي الذي يستوعب هذه الأعداد الكبيرة، وكذلك المياه المخصصة للشرب والمرافق المهمة، مثل دورات المياه، وغيرها.
وقال مسؤول عن أحد مراكز الإيواء في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إن "حاجة الفلسطينيين المتضررين جراء الحرب أكبر بكثير من طاقة أونروا، وإن المؤسسة الأممية تحاول قدر الإمكان توفير متطلبات أساسية لمراكز الإيواء".
وأضاف المسؤول في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "أونروا تعاني نقصًا حادًا في توفير مستلزمات الحياة الكريمة للنازحين في المدارس"، لكنه أشار إلى أن أعداد النازحين في بعض المدارس تفوق 5 آلاف شخص ما يجعل تأهيلها لاستضافة مثل هذا العدد الكبير أمرًا في غاية الصعوبة.
ولفت إلى أن النقص يشمل كل شيء؛ حيث لا يمكن توفير الفراش والأغطية للجميع، وكذلك مياه الشرب والطعام بكميات كافية.
ولجأ كذلك عشرات الآلاف لافتراش الأرض في بعض ساحات المستشفيات لاعتقادهم بأنها أكثر أمانًا، في حين كانت قطرات قليلة من المطر كفيلة بأن تصيب من ينامون في ساحات هذه المستشفيات بالفزع.
تفاقم الكارثة الصحية
وتحذَّر وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، من تفاقم الكارثة الصحية بين مئات آلاف النازحين جراء انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية والمعدية والجدري المائي، مشيرة إلى أنها رصدت آلاف الإصابات بنزلات معوية.
ويقول الشاب محمد المصري، الذي نزح من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة إلى أحد مراكز الإيواء في مدينة رفح، إنه "يقيم مع زوجته و 5 من أطفاله ضمن نحو 4500 نازح في مدرسة لأونروا، في ظروف ليست آدمية لكنه يجد الأمان وهذا كافٍ".
وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز" أنه "يتوافر في المدرسة التي يقيم فيها هذا العدد الكبير من النازحين 8 دورات مياه فقط، تخدم هذا العدد الكبير"، مشيرًا إلى أنه أصبح يحلم بأن يحظى بفرصة الاستحمام بماء ساخن هو وأطفاله.
ويقول الرجل المسن عبد العزيز شمالي من مدينة غزة، إنه "لا يعرف أحدًا في المنطقة التي نزح إليها مع أبنائه وزوجاتهم وأطفالهم، ما جعل حياتهم عبارة عن جحيم لا يطاق".
وأضاف لـ "إرم نيوز": "نحصل على رغيف خبز واحد لكل فرد يومياً، وفي كثير من الأحيان لا يتم توزيعه علينا، ونعاني من نقص كبير في مياه الشرب ومياه لاستخدامها في غسل ملابسهم وأوانيهم".
وتابع: "أغلب الأموال التي كانت بحوزتنا اشترينا بها ملابس جديدة بدلاً من تلك التي كنا نرتديها، حيث لا فرصة متاحة لغسلها"، مشيرًا إلى أنه لم يحصل على أدوية الضغط والسكر التي يجب أن يحصل عليها منذ أكثر من أسبوع.
وتوزع مراكز صحية تابعة لأونروا هذه الأدوية على اللاجئين الفلسطينيين بشكل مجاني، لكن غالبية مراكزها معطلة بسبب القصف الإسرائيلي، وتعذر وصول موظفيها إلى أماكن عملهم.