إذاعة الجيش الإسرائيلي: مسؤول الاستخبارات بحزب الله كان في المخبأ الذي قصف أمس بالضاحية
أثارت تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأخيرة من نيويورك تساؤلات حول مدى تأثير الموقف الإيراني على خيارات "حزب الله" اللبناني في المواجهات العسكرية المتصاعدة مع إسرائيل، منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني: "نسعى إلى تحقيق السلام للجميع، وليس لدينا نية للصراع مع أي دولة".
وكان بزشكيان قد اعترف في تصريحات سابقة، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، بعدم قدرة ميليشيا "حزب الله"، المدعومة من طهران، على الوقوف بوجه إسرائيل.
في هذا الصدد، يرى المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، أنه بلا غطاء إيراني لا يمكن لحزب الله التوجه نحو المواجهة المباشرة مع الجيش الإسرائيلي، لأنها ستكون عبثية، ومحدودة الوقت، ومحسومة لصالح إسرائيل.
وقال السبايلة، لـ"إرم نيوز"، إنه من دون غطاء وإمداد لوجستي وعملياتي إيراني، ومن دون تفعيل إيران للجغرافيا المساندة عبر وكلائها في كل من سوريا والعراق، فإن معركة "حزب الله" هي معركة مؤقتة، مؤكدًا أن الموقف الإيراني يؤدي دورًا أساسيًا في تحديد خيارات "حزب الله" المقبلة.
وأوضح أن المعركة بالنسبة للإيرانيين هي معركة دبلوماسية، تتمثل في السعي إلى التوصل لتسوية سياسية مع الولايات المتحدة، قبيل انتهاء فترة ولاية الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن، في ظل التخوفات من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لا سيما أن ترامب أعلن خلال ولايته الرئاسية السابقة انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015، ما تسبب بفرض عقوبات على طهران.
ولفت السبايلة إلى أن هذا النهج الإيراني يعني أن طهران ستحافظ على محاذير الدخول في مواجهة مباشرة في الحرب ضد إسرائيل، أو أن تكون جزءًا من الصراع الدائر مع ميليشيا حزب الله في جنوب لبنان.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، المحامي أمين بشير، إن إيران كانت واضحة منذ بداية حرب غزة بأنها لا تريد أن تدخل في حرب شاملة مع إسرائيل، وبالتالي فإن دخول "حزب الله" الآن في حرب شاملة يتناقض مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين، التي تقول إن "طهران لا تريد الحرب".
وأضاف بشير، لـ"إرم نيوز"، أن تغير الموقف الإيراني منذ وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي بحادث تحطم مروحية، وانتخاب الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، الذي يتحدث باستمرار عن السلام وحقوق الإنسان، يعد "نوعيًا وإستراتيجيًا" في سياسة إيران، لافتًا إلى تأكيد بزشكيان في خطابه بالأمم المتحدة على خيار السلام، حتى مع الجانب الأمريكي، الذي لطالما وصفته إيران بـ"الشيطان الأكبر".
وأكد بشير أن هذا التغير الإستراتيجي في موقف طهران سينعكس بالضرورة على خيارات "حزب الله"، باعتباره ذراعًا لإيران، إذ ستصبح خيارات الحزب محدودة في إطار الحلم الإيراني والأجندة الإيرانية الرامية للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الولايات المتحدة قبيل الاستحقاق الرئاسي الأمريكي، الذي تلعب فيه إيران دورًا مهمًا بوصفها "الناخب الأول" للمرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس، لتتويج مفاوضاتها السابقة بإعلان اتفاق نووي جديد يرفع العقوبات عن طهران، ويحرر أموالها.
وقال إن حزب الله اليوم في موقف "الكماشة"، بمعنى أنه لا يستطيع التقدم للأمام والانزلاق لحرب شاملة في ظل الرفض الإيراني لها، لا سيما أنه لا يستطيع القيام بذلك وحده، بحسب تصريح بزشكيان أخيرًا، مثلما لا يستطيع "حزب الله" العودة إلى الوراء، ويناقض مبادئه وتصريحاته السياسية المعلنة، حفظًا لماء وجهه أمام بيئته ومكوناته السياسية والعسكرية.
وأكد بشير أن حزب الله في موقف لا يحسد عليه، فخيارات إيران الجديدة صعّبت الأمر عليه أمام إسرائيل، لافتًا إلى استثمار إيران الواضح لحزب الله، بهدف تحسين وضعها على طاولة المفاوضات السياسية.
وتابع المحلل اللبناني: "حزب الله على يقين اليوم بأن عليه العودة إلى كنف الدولة اللبنانية، والامتثال للقانون والدستور اللبناني، بلا أجندة إيرانية، لا سيما أن استكمال الحزب لدوره كذراع يخدم إيران سيضاعف من خسائره العسكرية والمعنوية، خاصة أنه أصبح واضحًا أمام اللبنانيين أن حزب الله لا يعمل لمصلحة لبنان، وإنما إيران".
واستطرد: "استفاقة حزب الله ونزوله عن الشجرة، بمساعدة القوى السياسية اللبنانية، وعودته إلى كنف الدولة اللبنانية، سيضمن له البقاء، بعد أن تبين أنه لا يستطيع حماية نفسه، وليس كما يدعي بأنه يحمي لبنان".
واختتم بشير بالقول: "إذا ما وجدت إيران اتفاقًا سياسيًا قبل الانتخابات الأمريكية، فإنها ربما تبيع حزب الله على الطاولة، في ظل عدم ثقتها بفوز الديمقراطيين، والمخاوف من عودة ترامب إلى البيت الأبيض".