تقرير: انقسام حاد بـ "نكهة فيتنام" في بريطانيا بسبب حرب غزة
سلطت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها الضوء على الانقسام بين الأجيال الذي كشفت عنه الانطباعات إزاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أنه في ظل الانشغال بمتابعة حرب غزة، يظهر أن الرأي العام في المملكة المتحدة حول إسرائيل وغزة متجانس إلى حد ما، بين الطبقات والمناطق، لكنه منقسم بشكل حادٍ على أساس الأجيال".
وأضافت الصحيفة أن "عامل السن، وليس الطبقة الاجتماعية، هو ما يحدد وجهات النظر السياسية، اليوم، في البلاد وهي مشكلة أكبر بالنسبة للمحافظين".
ولفتت الصحيفة إلى أن استطلاعًا حديثًا للرأي أجراه مركز "يوجوف" البحثي أظهر أن "الأغلبية في المملكة المتحدة تتعاطف مع إسرائيل وغزة، أو (ليس لديهم رأي) حول ما يجري، بينما كان كبار السن أكثر ميلاً إلى الوقوف إلى جانب إسرائيل على عكس الشباب الأصغر سنًا الذين يؤيدون الفلسطينيين".
ورأت أن "الانقسام بين الأجيال" حول السياسة الخارجية في بريطانيا يحمل "نكهة فيتنام"، حيث يطالب الشباب بوقف العنف فيما يطالب كبار السن بالحاجة إلى النضال من أجل ما هو صحيح"، مشيرة إلى أن ذلك "يضيف بعدًا جديدًا إلى الخط الفاصل الرئيس في السياسة البريطانية والمتمثل في عامل السن".
وتابعت: "كانت السياسة تدور حول عاملي الطبقة والمال، فإذا سمعت لهجة شخص ما ورأيت منزله، ستكون لديك فكرة جيدة عن توجهه الانتخابي، أما الآن فلن يكون لديك أدنى فكرة".
وأفادت الصحيفة أن "عامل السن كان المؤشر الأكثر دقة لكيفية تصويت الناس في انتخابات العام 2019".
وزادت: "لقد وسَّعت الحرب الثقافية الفجوة بين الأجيال، لأن القضايا الثقافية كانت دائمًا تُحدث انقسامًا بين الآباء والأطفال، وإذا ما اخترنا أيًا من القضايا الساخنة حاليًا سنجد أن العمر هو الخط الفاصل في إحداث الاختلاف بين الآراء".
ووفق التقرير، فإن "آراء الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا كانت إيجابية بنسبة 35%، أما بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، فكانت سلبية بنسبة 27%، وهذا الأمر ينطبق على قضايا مثل الهجرة والحرب على غزة والتي أظهرت فجوة كبيرة بين الناس على أساس عامل السن".
وقالت الصحيفة إن "سياسة حزب العمال البريطاني لا تتماشى بدقة مع الفجوة بين الأجيال، وبالنسبة للحرب على غزة فإن زعيم الحزب السير كير ستارمر يتوخى الحذر في هذا الاتجاه".
وبحسب التقرير، فإن "المحافظين يحاولون جذب أصوات الناخبين الشباب في البلاد من خلال وعدهم بإقرار قوانين تتعلق بحماية المستأجرين، وبينما يركز حزب العمال على النمو يركز حزب المحافظين على "القيم التقليدية" ومن خلال ذلك نستطيع معرفة الفئات العمرية التي يتحدثون إليها"، معتبرة أن "النمو هو المستقبل بينما التقاليد هي الماضي".
وأكدت الصحيفة البريطانية أن "هذا النهج قد يساعد بحصد أصوات المحافظين على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل قد يمثل ذلك مشكلة بالنسبة لهم".
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية أجرت دراسة على 4 أجيال من الناخبين، ووجدت أنه في حين تحولت الأجيال الثلاثة الأكبر سنًا إلى المحافظين (الجمهوريون في الولايات المتحدة)، فإن جيل الألفية ذهب في الاتجاه المعاكس.
ورأت الصحيفة أن هناك تغييرًا حديثًا آخر في أنماط التصويت في المملكة المتحدة والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشكلة المحافظين.
وأشارت إلى أن "حزب المحافظين اعتاد على الاعتماد على أصوات كبار السن والاعتماد على "لامبالاة الشباب" تجاه القضايا السياسية، لكن نسبة المشاركة بين الشباب في الانتخابات ارتفعت، في السنوات الأخيرة، رغم أنها لا تزال أقل من نسبة مشاركة من هم أكبر سنًا".
واعتبرت أن حزب المحافظين سيخسر بعض أصوات كبار السن في حال وفاتهم، مبينة أن هذا الأمر هو بمثابة "كابوس " بالنسبة للمحافظين.
في المقابل، يفشل المزيد من الناخبين الشباب الذين يميلون إلى حزب العمال ومن هم في منتصف العمر في إحداث تغيير جذري في تيار اليمين التقليدي.
ورأت الصحيفة أن على المحافظين في بريطانيا "أن يعيدوا اختراع أنفسهم بالكامل"، اذا ما أرادوا كسب أصوات الشباب.
المصدر: صحيفة "التايمز" البريطانية