فرانس برس: بايدن يزور ألمانيا الجمعة

logo
العالم العربي

"معسكر السلام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين يصرّ على الحوار في خضم الحرب

"معسكر السلام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين يصرّ على الحوار في خضم الحرب
21 نوفمبر 2023، 6:14 م

"التجرد من الإنسانية تجاوز كل حدود"، يرغب الإسرائيليون والفلسطينيون في "معسكر السلام"، بالتواصل أكثر من أي وقت مضى، بعد 6 أسابيع من الحرب الدامية التي باتت تتطلب "اختراع" مستقبل آخر.

ويقول سليمان الخطيب، أحد مؤسسي جمعية "مقاتلون من أجل السلام"، "في إسرائيل وفلسطين، وصل التطرف إلى ذروته".

هجوم حماس غير المسبوق داخل إسرائيل، والقصف الإسرائيلي لغزة الذي أعقب ذلك، هزَّا كلاً من المجموعتين في شكل يفوق الحروب الأربع السابقة في غزة أو الانتفاضتين الفلسطينيتين في تسعينيات القرن العشرين والعام 2000.

ورغم كل شيء، تجمع نحو 40 إسرائيليًا وفلسطينيًا ذات مساء أمام أسوار البلدة القديمة في القدس. ولزموا الصمت لخمس عشرة دقيقة تكريمًا لذكرى "جميع القتلى".

منهم من تربع على الأرض، ومنهم من وقف مغلق العينين أو باكيًا، يستمعون إلى الصلوات اليهودية والمسيحية، على مرأى من فضوليين ومتسائلين. وهمس أحدهم: "كيف يجرؤ العرب على فعل ذلك؟".

أثار "معسكر السلام" دائمًا غضب بعض الناس من كلا الجانبين. لكنه يتألف من أكثر من 200 منظمة، بعضها يزيد عمره على 40 عامًا.

المدافعون عن البيئة من أجل السلام، وسائقو السيارات الذين يقلون الفلسطينيين إلى الأطباء في إسرائيل، والجوقات الإسرائيلية الفلسطينية، جميعهم مقتنعون بأنهم "على حق" في الدعوة إلى الحوار.

وفي السابع من تشرين الأول/أكتوبر، صدموا بعدما قتلت حماس 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية، التي ردت بقصف كثيف متواصل لقطاع غزة أودى بحياة 13300 شخص على الأقل، بحسب حكومة حماس.

وبعد بضعة أيام من التفكير، أحيت الغالبية الكبرى مناقشاتها ومجموعات المناقشة. ولكن عن بعد، كون الضفة الغربية المحتلة تطوقها حواجز إضافية.

ويقول أفنير ويشنيتزر، أحد مؤسسي منظمة مقاتلون من أجل السلام: "كان الاستماع إلى وجهات نظر الآخرين أكثر صعوبة من أي وقت مضى. ليس هناك مكان لأي التباس" لأنه بسبب "الألم والخوف، لا يسود العقل بل العواطف".

تجرد من الإنسانية

تجمع هذه الجمعية التي تأسست، في 2006، فلسطينيين وإسرائيليين مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. وأحيانًا يتظاهرون معًا، كما جرى أمام محكمة عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال ويشنيتزر: "لم يسبق أن كانت عملية التجرد من الإنسانية بهذه الشدة. ومن الواضح أن الناس، ليس كل الناس، على استعداد لرؤية أطفال المعسكر الآخر يُقتلون".

بعض المناقشات تكشف عدم الاستيعاب، لماذا انضم هذا إلى 360 ألف جندي احتياط إسرائيلي؟ ولماذا يبرر ذلك "المقاومة المسلحة للاحتلال"؟

و"معسكر السلام" نفسه لم يسلم من تداعيات الحرب. إذ فقدت منظمة "نساء يصنعن السلام" الإسرائيلية والفلسطينية فيفيان سيلفر التي شاركت في تأسيسها، بعد مقتلها، في 7 تشرين الأول/أكتوبر في كيبوتس بئيري.

ويقر سليمان الخطيب: "التساؤلات مشروعة. ما حدث صادم الى درجة لا نريد أن نشارك في ترسيخ الوضع الراهن عبر الاستمرار في أساليبنا القديمة". ويضيف "مشاعر الناس حساسة جدًا أعضاء كثر ينامون وقد أصابهم الإحباط لكنهم يستيقظون متفائلين".

ويؤكد دوبي شوارتز، أحد رواد الدعوة إلى الحوار، أن التحدي يكمن في "رسم الخطوط الحمراء بين حرية التعبير واحترام الآخرين".

حاجة إلى المال

يتلقى تحالف شوارتز من أجل السلام في الشرق الأوسط يوميًا مكالمات من أعضائه، علمًا بأنهم يمثلون أكثر من 160 منظمة في الشرق الأوسط. ويقول شوارتز "حقيقة أن الناس ما زالوا يريدون التحدث بعضهم إلى بعض تجعلني متفائلاً".

وتخشى بعض الجمعيات فقدان التمويل، مع إمكانية إعادة توجيه الدعم الدولي في اتجاه ما يحصل في غزة. لكن بعض الجهات المانحة انسحب، وأبرزها سويسرا، التي علقت تمويل إحدى عشرة منظمة لحقوق الإنسان في انتظار إعادة تقييم أنشطتها.

ويدعو نيفين ساندوكا من التحالف إلى إنشاء "صندوق سلام دولي" على غرار الاستثمارات التي تم القيام بها في نهاية الثمانينات في إيرلندا الشمالية بعد عقدين شهدًا مواجهات دامية.

وبحسب منظمته غير الحكومية، تم استثمار أكثر من 40 دولارًا للشخص الواحد سنويًا من أجل السلام، مقارنة بثلاثة دولارات حاليًا في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

ومن تل أبيب، يشارك يوفال رحاميم في إدارة نشاط يجمع بين أفراد عائلات إسرائيلية وفلسطينية دفعت ضريبة النزاع، ويعلق: "أصادف أشخاصًا يمكن أن ينضموا إلينا بعد كل هذا العنف. وسيكون ذلك جزءًا من التجربة الشخصية بالنسبة إلى بعضهم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC