logo
العالم العربي

مخلفات الحرب.. قنبلة موقوتة تهدد حياة السوريين

مخلفات الحرب.. قنبلة موقوتة تهدد حياة السوريين
08 يونيو 2023، 10:23 م

ليست عائلة الطفل الذي لقي حتفه في قرية برلهين بريف حلب وحدها من ذاقت مرارة الفقد بمخلفات الحرب التي اشتعلت في سوريا لأكثر من 10 أعوام، بل الكثيرون لقوا حتفهم بقنبلة أو لغم أرضي، أو عبوة ناسفة.

في ريف حلب توفي، يوم أمس الخميس، طفل كان يرعى أغناما لعائلته بعد أن انفجرت به قنبلة تُركت في الخلاء إبان الحرب من دون أن تنفجر آنذاك، لتحصد روح طفل كان آمنا.

يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن وفاة الطفل رفعت أعداد الضحايا بمخلفات الحرب إلى 183 شخصا، من بينهم 14 سيدة و44 طفلا، منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، فيما بلغ عدد الإصابات 214 شخصا من بينهم 65 طفلا وسبع نساء.

تكمن صعوبة التخلص من المتفجرات التي تركتها الحرب في اتساع رقعة الصراع في سوريا على طول البلاد وعرضها، بالإضافة إلى عدد الجماعات التي كانت طرفا بالنزاع المسلح، وإلى عدم وجود خارطة أو قاعدة بيانات توضح أماكنها

وتوزعت خارطة الضحايا والمصابين على مناطق عدة في سوريا، مثل إدلب والرقة ودرعا وغيرها، بيد أن من الضحايا من لقي حتفه أو أصيب وهو يبحث عن مصدر رزق له أو غذاء يسد به جوعه.

يوثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين الضحايا والمصابين من لقوا حتفهم وهم يبحثون عن مادة الكمأة، وهي نبات ينمو خلال شهري شباط/ فبراير ونيسان/ أبريل، حيث يباع خلال هذه الفترة بأسعار مرتفعة، ويشكل للكثيرين مصدر رزق.

وتعتبر مخلفات الحرب في سوريا واحدة من الملفات التي تحتاج إلى دراسة معمقة وجهد كبير للتخلص منها.

تقول التقارير إن عام 2021 كان من أكثر الأعوام التي راح فيها ضحايا نتيجة المتفجرات المتروكة منذ أيام الحرب.

وتضيف أنه راح ضحية ذلك نحو 241 شخصا و128 إصابة، بينما قتل لذات السبب في العام 2020 نحو 165 شخصا وأصيب 98 آخرون، فيما قتل خلال 2022 أكثر من 200 شخص، وأصيب 318 آخرون.

وتوثق التقارير أنواعا للذخائر التي تشكل خطرا على المدنيين والتي لم تنفجر بعد، وتنحصر في أنواع منها القنابل العنقودية، بالإضافة إلى الألغام الأرضية التي كان أطراف النزاع يزرعونها في مناطق مختلفة، وأيضا العبوات الناسفة محلية الصنع.

وتكمن صعوبة التخلص من المتفجرات التي تركتها الحرب في اتساع رقعة الصراع في سوريا على طول البلاد وعرضها، بالإضافة إلى عدد الجماعات التي كانت طرفا بالنزاع المسلح، وإلى عدم وجود خارطة أو قاعدة بيانات توضح أماكن زراعة الألغام أو أماكن وجود الصواريخ والقنابل العنقودية غير المنفجرة.

وكانت محاولات قد انطلقت للمساعدة في التخلص من المتفجرات، وهي بحسب خبراء تحتاج إلى جهود كبيرة تشارك فيها دول أو منظمات دولية.

لحماية المدنيين من مخاطر مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة في مناطق شمال غربي #سوريا، تواصل فرقنا حملات التوعية في...

Posted by ‎الدفاع المدني السوري‎ on Wednesday, July 20, 2022

وانطلقت إلى جانب محاولات التخلص من مخلفات الحرب مبادرات للتوعية من خطرها، منها تلك التي أطلقها الفنان السوري أكرم أبو الفوز عبر تحويل قطع السلاح والذخائر إلى مشاريع فنية.

يقول في تصريحات منشورة إنه عمل على تحويل مخلّفات الحرب، مثل القذائف والعبوات الناسفة بالإضافة إلى بقايا الصواريخ والقنابل، إلى لوحات وأعمال فنّية.

يذكر أن الاتفاقية الدولية "حظر الألغام المضادة للأفراد”، (معاهدة أوتاوا) تحظر استخدام الألغام في الحروب باعتبار أنها تستهدف المدنيين أكثر من العسكريين.

وفيما يتبادل أنصار أطراف الصراع، الذي كان دائرا في سوريا، الاتهامات عن مسؤولية زراعة الألغام في الأرض، أو إلقاء الذخائر والعبوات الناسفة في السهول والبوادي والصحراء من دون أن تنفجر، تبقى الحقيقة المرة أن مخلفات الحرب خطر داهم يهدد حياة السوريين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC