الأمم المتحدة: قرارنا أن تبقى قوات اليونيفيل بمواقعها في لبنان
تتعدد السيناريوهات المتوقعة للرد الإسرائيلي على توجيه الحرس الثوري الإيراني ضربات صاروخية لأهداف إسرائيلية، الليلة الماضية، رغم التهديد الإيراني بالرد عسكريًا على أي ضربة جديدة لإسرائيل.
وأمس الثلاثاء، شنت إيران هجومًا غير مسبوق على إسرائيل، حيث أطلقت 200 صاروخ، ما أدى لإصابة 3 أشخاص، إضافة لتعطيل حركة الطيران في مطار بن غوريون الدولي، وهو ما أكدت إسرائيل أنها سترد عليه.
وأمام إسرائيل 3 خيارات رئيسية للرد عسكريًا على الهجوم الإيراني، رغم وجود اعتبارات مرتبطة بإعادة الردع من جهة، ومن جهة أخرى احتمالية تطور المواجهة مع إيران إلى حرب إقليمية.
في حال قررت إسرائيل ضرب أهداف داخل إيران، فإنه من المرجح أن يكون البرنامج النووي الإيراني أبرزها، إضافة إلى المنشآت النفطية، علاوة على إمكانية استهداف شخصيات سياسية وعسكرية بشكل مباشر.
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "إسرائيل ستهاجم في الأيام القليلة المقبلة منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع إستراتيجية أخرى"، فيما أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، تأمين المنشآت النووية.
وفي هذا الصدد، قال الخبير في الشأن العسكري، قاصد محمود، إن "إسرائيل لديها أهدافًا مركزة من الرد على الهجوم الإيراني"، مشيرًا إلى أنها ستوجه ضربة قوية لإيران وستختار أهدافًا استراتيجية، ما يؤكد استعدادها لمختلف السيناريوهات.
وأوضح محمود، لـ"إرم نيوز"، أن "حكومة بنيامين نتنياهو تعمل بشكل حثيث من أجل توسيع دائرة القتال وإدخال الشرق الأوسط في حرب إقليمية"، مشيرًا إلى أن ضرب مثل هذه الأهداف سيكون الوصفة الأنسب من أجل تحقيق ذلك.
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يدرك أن ضرب المنشآت النووية مخاطرة كبيرة، وبتقديري سيتجه بالوقت الراهن نحو ضرب أهداف أقل خطورة كالمنشآت النفطية، والشخصيات العسكرية والسياسية"، مبينًا أن إسرائيل لن تقبل أي ضغوط تحول دون ردها على الضربة الإيرانية.
ووفق التقديرات، فإن إسرائيل يمكن أن تضرب أهدافًا خارج نطاق الأراضي الإيرانية، بحيث تعمل على تكثيف ضرباتها العسكرية لحلفاء إيران، خاصة في سوريا، إضافة لتوسيع عملياتها البرية في لبنان، مع زيادة وتيرة القصف للمنشآت التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي في اليمن، وللميليشيات التابعة لإيران بالعراق.
ووفق محمود، فإن "إسرائيل ستعمل على توجيه ضربات عنيفة وغير مسبوقة لجميع حلفاء إيران في المنطقة، وذلك لتحقيق هدفين رئيسيين، الأول إيقاع الرد القاسي على الهجمات الإيرانية للأراضي الإسرائيلية، والثاني سيكون تفكيك جبهة حلفاء إيران، وإحداث أكبر قدر من الخسائر العسكرية في صفوفهم، وهو الأمر الذي سيكون أساس إعادة بناء وهيكلة الشرق الأوسط من وجهة النظر الإسرائيلية"، وفق تقديره.
وتابع محمود: "قد يكون ذلك بالتزامن مع ضرب العمق الإيراني، وهو ما يحقق لإسرائيل جملة من الأهداف العسكرية الكبيرة، ويدفعها للتعاطي مع أي مطالبات دولية بالتهدئة في المنطقة، على اعتبار أنها الجانب الأقوى بالمعركة الذي من الممكن أن يفرض شروطه".
ومن السيناريوهات المتوقعة للرد الإسرائيلي على إيران، العمليات المجهولة، التي تقوم بشكل أساسي على توجيه ضربات صاروخية لأهداف إيرانية، أو اغتيال شخصيات بارزة، دون أن تقدم إسرائيل على إعلان مسؤوليتها عن ذلك.
ويؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، أن "مثل هذا الخيار مطروح على الطاولة الإسرائيلية، إلا أنه قد يكون أحد الخيارات الثانوية بالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو"، لافتًا إلى أن إسرائيل تريد ردًا واضحًا وصريحًا على الهجمة الإيرانية.
وقال أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذا الخيار يأتي في إطار الرد الإسرائيلي الشامل، أو لاغتيال شخصية عسكرية أو سياسية بارزة، سواء كانت إيرانية أو مقربة من إيران في دولة محايدة"، مبينًا أن ذلك بسبب الحسابات الإسرائيلية الخاصة.
وأضاف أن "لدى إسرائيل خيارات كثيرة للرد على الهجوم الإيراني الكبير؛ إلا أنها بتقديري ستفضل الهجوم المباشر الذي سيستفز إيران ويدفعها للتحرك عسكريًا، ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية، تأتي في إطار الهدف الرئيسي للأحزاب اليمينية الإسرائيلية"، حسب تقديره.