إسبانيا: الهجمات على قوات حفظ السلام في لبنان "انتهاك للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن"

logo
العالم العربي

العطش يهدد سكان غزة بعد قصف خزانات المياه‎

العطش يهدد سكان غزة بعد قصف خزانات المياه‎
05 نوفمبر 2023، 6:14 م

يهدد العطش سكان قطاع غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، وذلك مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع، إذ توقفت جميع الخدمات تقريبًا بما في ذلك محطات التحلية، التي تزود سكان القطاع بالمياه الصالحة للشرب.

وتعد غالبية مياه القطاع غير صالحة للاستخدام الآدمي، حيث توقفت معظم محطات التحلية عن العمل بسبب نقص الوقود، وعدم قدرتها على تلبية الاحتياجات اليومية للسكان، فيما تعمد الجيش الإسرائيلي قصف عدد من خزانات المياه الرئيسة.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن ما يتم تلبيته الآن فقط نحو 5% من احتياجات قطاع غزة من المياه، وهي الكمية التي تكفي لنحو 15 ألف شخص يوميًا، الأمر الذي يعني عدم توافر المياه الصالحة للشرب لمعظم سكان القطاع.

ويحصل بعض السكان في جنوب القطاع على المياه من محطات تحلية تعمل بنحو 40% من طاقتها، فيما توقفت جميع محطات التحلية في غزة وشمالها عن العمل، مما يُضطر البعض الانتظار لأيام من أجل الحصول على مياه صالحة للشرب.

ومنذ عدة أيام، لم تحصل عائلة المواطن إبراهيم البحيصي من مدينة دير البلح وسط غزة، على مياه صالحة للشرب، وذلك بسبب توقف محطات التحلية التي تغذي المنطقة التي يسكن فيها، حيث اضطُرت عائلته لاستخدام مياه غير صالحة لسد عطشهم.



المياه شحيحة ونادرة

وقال البحيصي لـ"إرم نيوز"، إنه "يبحث منذ نحو 5 أيام على مياه صالحة للشرب دون جدوى"، مشيرًا إلى أن "الحصول على مياه محلاة في غزة أصبحت أمرًا صعبًا للغاية وبأسعار مضاعفة جدًا".

وأوضح أنه "يُضطر للوقوف عدة ساعات في طابور طويل جداً فيه المئات وأحياناً الآلاف من المواطنين من أجل الحصول على 20 لتر مياه، التي لا تكفي سوى لساعات قليلة لعائلته"، مبينًا أن "المياه المحلاة لم تعد متاحة بشكل يومي"، مضيفًا أنه "في بداية الحرب الإسرائيلية كان بعض التجار يوزعون المياه المحلاة على المنازل، لكن مع عدم قدرة محطات التحلية على فلترة المياه، توقف هؤلاء عن ذلك بالتالي أصبحت المياه الصالحة للشرب بمثابة العملة النادرة".

وقال رامز أبو حصيرة، أحد سكان مدينة غزة، إن "المياه الصالحة للشرب غير متوافرة على الإطلاق في مدينة غزة وشمالها"، مبينًا أن "ذلك بسبب توقف جميع محطات التحلية عن العمل ونزوح أصحاب تلك المحطات والعاملين فيها من شمال القطاع لجنوبه بسبب الحرب".

وأوضح أبو حصيرة، لـ"إرم نيوز"، أن "عائلته لم تحصل على المياه الصالحة للشرب منذ أكثر من 10 أيام، علاوة على أن المياه العادية التي تتوافر من خلال بلديات القطاع لا تصل إلى المنازل منذ بداية الحرب".

وأشار أبو حصيرة، إلى أن "ذلك تسبب بتعرض أطفاله وأفراد عائلته لأمراض معوية حادة، خاصة في ظل اضطرارهم لاستخدام مياه غير صالحة للشرب في حال توفرت، قائلاً إن العطش إحدى وسائل إسرائيل في الحرب على غزة"، موضحًا أن "الأوضاع في القطاع وتحديدًا مدينة غزة صعبة جدًا، لا تتوافر لدينا المياه ولا الأغذية ونجد صعوبة في توفير الخبز، وفقدنا جميع المقومات الأساسية للحياة، وهذا الأمر ربما يؤدي لوفاة البعض خاصة المرضى".



محطات تحلية توقفت عن العمل

وقال مدير محطة للتحلية، محمود أبو خليل، إنه "توقف عن العمل منذ الأسبوع الثالث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة"، لافتًا إلى أن "العمل في مثل هذه الظروف مخاطرة كبيرة خاصة في ظل عدم توافر الوقود، وعدم القدرة على تلبية احتياجات السكان".

وأوضح أبو خليل، لـ"إرم نيوز"، أنه "في الأوضاع الطبيعية كانت محطات التحلية لا تتوقف عن العمل على مدار الليل والنهار من أجل تلبية احتياجات السكان في القطاع، وكانت تضخ ملايين الليترات من المياه الصالحة للشرب".

وأضاف أنه "قبل التوقف عن العمل كنا لا نتمكن من العمل إلا لساعات قليلة جدًا، ولم نكن نوفر أدنى الاحتياجات لسكان القطاع"، لافتًا إلى أن "المحطات التي واصلت العمل هي المحطات التي تعمل بالطاقة الشمسية وهي قليلة جدًا".

وأكد أبو خليل أن "قطاع غزة سيكون أمام كارثة إنسانية وبيئية وصحية بسبب نقص المياه وتحديدًا المياه المحلاة"، مبينًا أن "محطات تحلية المياه ومن أجل العودة للعمل تحتاج إلى كميات كبيرة من الوقود سواء لعملها أو لعمل سيارات نقل المياه للمواطنين".

بدوره، قال الناطق الإعلامي باسم بلدية غزة، حسني مهنا، إن "إسرائيل وفي إطار حربها على قطاع غزة ركزت على استهداف محطات مياه تحلية المياه وآبار المياه التابعة لبلديات القطاع، وتحديدًا في غزة من أجل ترحيل السكان لمدن الجنوب".

وأوضح مهنا، لـ"إرم نيوز"، أن "هناك حالة نقص شديد في كميات المياه الموجودة في القطاع، وذلك بفعل انقطاع إمداد المياه والكهرباء من إسرائيل منذ بداية الحرب، وتوقف محطة توليد الكهرباء عن العمل إضافة لنفاد الوقود".

خروج الآبار عن الخدمة

وأشار إلى أن "الحرب الإسرائيلية على القطاع أدت إلى توقف 80 بئرًا للمياه عن العمل في غزة، بالتالي توقف جميع محطات تحلية المياه، خاصة المحطة الرئيسة المتواجدة في شمال قطاع غزة والتي تغذي المدينة بشكل رئيس".

وأضاف أن "40% من حاجة مدينة غزة كانت تُوفر من خلال المياه الواردة من الجانب الإسرائيلي، و20% من المياه تُوفر من خلال محطة التحلية الموجودة شمال القطاع، التي توقفت عن العمل بسبب انسحاب الطواقم العاملة في المكان لعدم عودتهم للعمل في ظل أزمات انقطاع الكهرباء وعدم وجود وقود".

وتابع، "فقدت مدينة غزة 60% من مصادر المياه، و40% التي يتم إنتاجها من خلال الآبار الموجودة في المدينة، تم استهداف بعضها، فيما خرج البعض الآخر عن الخدمة بسبب عدم توافر الوقود اللازم لتشغيلها، المتبقي عدد قليل جدًا من الآبار التي يعمل في مدينة غزة ولا تضخ كميات كبيرة ولدينا نقص في كمية المياه الواردة للسكان تتجاوز الـ 80%".

وأفاد مهنا بأنه "من المتوقع زيادة نسبة النقص الكبير في المياه، بالتالي عدم وصول المياه للسكان، ونحن أمام أوضاع كارثية للغاية وتوقعات بتفشي الأمراض المعوية والأوبئة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC